المستشفيات أصبحت خطرا على صحة المواطن..

تقرير معهد باستور يصف الوضع داخلها بالكارثي

تعبيرية
تعبيرية

30 ألف طن من النفايات الاستشفائية سنويا.. قنبلة موقوتة

 

 مرضى يدخلون المستشفى للعلاج يموتون إثر إصابتهم بفيروس

البلاد - آمال ياحي  - أعادت قضية ارتفاع حالات الاصابة بفيروس التهاب السحايا، هذه الايام، إلى الواجهة مشكل ”تلوث” الوسط الاستشفائي بالجراثيم القاتلة وأضحت المؤسسات الصحية العمومية والخاصة محل ”اتهام” بعدما تحولت من مكان للتداوي من الامراض إلى مصدر لها ولمختلف الأوبئة، بسبب عدم احترام الاجراءات المنصوص عليها في هذا المجال.  ودق خبراء ومسؤولون في مجال الصحة العمومية، ناقوس الخطر حيال عودة الفيروسات ”بقوة” لتستوطن داخل الهياكل الصحية.

ودعا هؤلاء، مسيري المؤسسات الاستشفائية، للاستثمار أكثر في اقتناء المواد المطهرة والمعقمة للتجهيزات لتفادي تعرض المرضى والعاملين بهذه المؤسسات إلى الإصابة بالجراثيم المنتشرة بالوسط الاستشفائي، مبرزين أهمية النظافة واحترام الاجراءات المنصوص عليها في هذا المجال لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العمومية. 

وقد أثبتت التحاليل التي أجراها معهد باستور مؤخرا حول الجراثيم والبكتيريا المنتشرة بالوسط الإستشفائي، أن ثلثها قاتل ومقاوم لكل أنواع المضادات الحيوية، مما يعرض صحة المرضى للخطر ووصف تقرير للمعهد صدر مؤخرا بالمناسبة وضعية النظافة بالمؤسسات الإستشفائية الوطنية بـ«الكارثية”، مؤكدا في هذا الإطار بأنه بالرغم من الحرص الدائم للخبراء على النظافة بهذه الأوساط وسن كل التعليمات والنصوص المتعلقة بهذا الجانب، إلا أن البعض منهم تعرض شخصيا إلى هذا النوع من الإصابات في مصالح المؤسسات الإستشفائية الجامعية ألزمته المتابعة الطبية المركزة والعلاج الدقيق. وفي هذا الشأن، أكد الأستاذ عبد الكريم سوكحال، خبير في علم الأوبئة، أن عدم احترام نظافة اليدين التي وصفها بالناقل الرئيسي للجراثيم والبكتيريا من طرف مستخدمي الصحة يعرض المرضى إلى الإصابة بها بالوسط الإستشفائي، مشيرا على سبيل المثال إلى مستشفى بالعاصمة الذي توفي به عدة مرضى خلال السنوات الأخيرة نتيجة تعرضهم إلى هذه الإصابات.

بدوره، حذر رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الأمراض المعدية، الأستاذ اسماعيل مصباح، وهو مدير سابق للوقاية بوزارة الصحة من هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العمومية. ودعا مستخدمو القطاع إلى احترام قواعد النظافة وبرتوكولات العلاج والبيئة الاستشفائية، مع تعزيز حملات التوعية والتكوين وتجنيد الوسائل اللازمة لذلك للحد من انتشار الظاهرة. 

وبلغة الأرقام، أشار المتحدث إلى أن المصالح الإستشفائية بالجزائر تفرز يوميا بين 54 و85 طنا من النفايات، أي ما يعادل 20 إلى 31 ألف طن سنويا تزيد من خطورة التعرض إلى الإصابة بالجراثيم بالوسط الإستشفائي، مشددا على أنه لو احترمت الجزائر الالتزامات التي تعهدت بها لدى التحالف العالمي لمنظمة الصحة العالمية لسنة 2013 لما تفاقم الوضع المرتبط بانتشار هذه الجراثيم. 

من جهته، اعترف مدير المؤسسة الإستشفائية الجامعية للدويرة بالعاصمة، مصطفى حمامو، بانتشار الجراثيم بالمؤسسة وتعرض المرضى إلى ذلك، لا سيما بمصلحتي الحروق وجراحة العظام، موضحا أن المؤسسة اتخذت إجراءات صارمة وسطرت استراتيجية جديدة للوقاية من هذه الجراثيم، خاصة بالمصالح الأكثر عرضة. وذكر في هذا الإطار أن المؤسسة اقتنت تجهيزات جديدة لمكافحة هذه الجراثيم وتسعى إلى استعمال تقنيات حديثة مع إشراك كل الفاعلين في الميدان لمقاومة هذه الجراثيم ووضع إجراءات مراقبة للتخفيض منها، متأسفا من جهة أخرى لدخول مريض ما إلى المستشفى لعلاج مرض معين وإذا به يتعرض إلى إصابة أخرى قد تتسبب في وفاته دون ان يكون مسؤولا عنها. 

ومن بين المصالح الأكثر عرضة إلى هذه الجراثيم والتي تستدعي عزل المرضى الحاملين لها عن بقية الماكثين بالمستشفى، ذكر المسؤول مصلحتي جراحة العظام والجراحة البلاستيكية والحروق والإنعاش والتخدير التي تقوم الإدارة بتعقيمها عند الضرورة خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى تتمكن من مزاولة العلاج خلال بقية الأيام. 

وعبرت رئيسة وحدة النظافة بهذه المؤسسة الدكتورة نجاة بخصة عن أسفها لعدم تطبيق واحترام التعليمات الوطنية حول نظافة البيئة بالوسط الإستشفائي التي تم إنجازها من طرف مجموعة من الخبراء في سنة 2015، مشددة من جانب آخر على ضرورة وضع الوسائل اللازمة لمكافحة الجراثيم المنتشرة بالوسط الإستشفائي وتعزيز المراقبة، لا سيما بالمصالح التي تشكل خطورة. 

ودعت بالمناسبة إلى ضرورة التصريح الإجباري بالإصابات الناجمة عن التعرض إلى الجراثيم بالوسط الإستشفائي، خاصة وأن الأرقام المصرح بها حتى الآن لا تعكس الوضعية الحقيقية مع إجراء دراسات محلية ووطنية حول هذه الظاهرة. كما شددت المتحدثة على ضرورة فصل مصلحة النظافة عن مصلحة الأوبئة حتى تتمكن المؤسسات الاستشفائية من التخفيض من نسبة التعرض إلى الإصابة بالجراثيم المنتشرة بهذا الوسط والسماح لكل مصلحة القيام بمهامها على أحسن وجه.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمـطار على هذه الولايات

  2. هذه أبرز مخرجات اجتماع الحكومة

  3. الكاف تعلن رسميا خسارة إتحاد العاصمة على البساط أمام نهضة بركان

  4. التوقيع على مشروع ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار بين وزارة الفلاحة وشركة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحليب

  5. قسنطينة.. تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات

  6. دخول شحنة جديدة من  اللحوم الحمراء المستوردة

  7. في حادث مرور أليم.. وفاة 3 أشخاص بسكيكدة

  8. مدرب باريس: إن تحدث مبابي.. سأخرج وأكشف كل شيء

  9. الفريق أول شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية بالناحية العسكرية الثالثة

  10. بعد تحذير الفيفا.. تحرك حكومي لإنقاذ سمعة الكرة الإسبانية