سبات وركود عند الأحزاب السياسية

بسبب “الريتم السريع” للسلطة

تعبيرية
تعبيرية

البلاد - عبد الله نادور - تعيش العديد من الأحزاب السياسية، حالة من الركود والسبات، رغم الحركية التي تعرفها الساحة الوطنية وفي مختلف المجالات، غير أن الطبقة السياسية الوطنية لم ترق بعد إلى درجة صناعة الفعل السياسي وتكتف  حاليا برد الفعل، وتتمسك بنفس الممارسات رغم أن جزائر ما بعدد 22 فبراير 2019 تبنت القطيعة مع ما قبل هذا التاريخ في الممارسات والأفكار، غير أن هذا الأمر لم يتجسد عند الطبقة السياسية الجزائرية.

يبدو أن سرعة التحولات التي عاشتها وتعيشها الجزائر، أدخلت الأحزاب السياسية في حالة غيبوية، ولم تتمكن من مواكبة الأحداث، حيث أخلط الحراك الشعبي أوراقها ووضع البعض منها على الهامش، خاصة ما تعلق بما كان يسمى “الأحزاب الكبيرة” ممثلة في أحزاب الموالاة، التي ظهرت على حقيقتها بعد أن دخل السجن العديد من قيادات صفها الأول، في حين فضلت أحزاب أخرى من نفس العائلة تبني مطالب الحراك الشعبي، غير أن كافة محاولاتها باءت بالفشل لتظل لغاية اليوم تبحث عن التموقع في الساحة السياسية.

أما ما كان يسمى بأحزاب المعارضة، فثبتت على هذا النهج، غير أنها غيرت تكتيكها فمنها من تبنى المعارضة الإيجابية بعدم انتقاد الأشخاص بقدر تقييم الأفعال في أرض الميدان، في محاولة للتكيف مع المستجدات وعدم تعارضه مع مطالب الحراك الشعبي الأمر الذي سيكلف الكثير، خاصة أنه لا يفصلنا الكثير عن تجديد المجالس المنتخبة محليا ووطنيا، عن طريق انتخابات مسبقة.

في حين فضلت أحزاب أخرى، ضبط عقارب ساعاتها على أجندة الدستور، حيث سارعت لتنصيب لجان خاصة بذلك على مستوى أحزابها، في انتظار بداية المشاورات. ورغم كل هذا لا تزال حالة السبات فارضة نفسها على الأغلبية.

وفي هذا السياق، أدرج أستاذ العلوم السياسية، بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل، حالة السبات والركود الذي تعرفه الساحة الحزبية بالجزائر، ضمن خانة “السبات الاضطراري”، بعد أن وضعها الحراك الشعبي بين مطرقته وسندان الفعل السياسي، لتبقى الأحزاب تتخوف من أي فعل، ما جعلها تكتفي برد الفعل وبشكل محتشم خوفا من أن “تصادم” الحراك الشعبي ومطالبه.

ويرى بوهيدل، في تصريحه لــ«البلاد” أن هذا الوضع نتيجة لــ«تمييع” الأحزاب في المراحل السابقة، حيث تحولت الأحزاب إلى “جمعيات خيرية وللمساندة”، الأمر الذي يتنافى ـ حسب تأكيل بوهيدل ـ مع الفعل السياسي، كما أن الطبقة الحزبية في وقت مضى تعودت على التركيز على كل ما يتعلق بمصالحها الضيقة بدل المصلحة الوطنية.

ويؤكد المحلل السياسي رضوان بوهيدل، أن حراك 22 فبراير أحدث صدمة لدى الأحزاب، حيث دخل أغلبها في منطق “مسك العصا من الوسط”، مرجعا ذلك إلى “حرص الأحزاب على مصالحها الضيقة”، مؤكدا أن الحراك فرض خارطة حزبية جديدة “هي في إطار التشكيل” من المنتظر أن تظهر جليا خلال التشريعات والمحليات القادمة، مضيفا أن مستجدات ما بعد 22 فبراير وضعت حدا للعديد من الأحزاب التي من المنتظر ـ حسبه ـ أن تختفي من الساحة السياسية، بعد أن أبدت رفضها الحلول السياسية ولم تشارك لا في الحوار ولا في الرئاسيات، في مقابل أحزاب بدت أكثر فاعلية وشاركت في الحوار والرئاسيات ولم تتخوف من أن “تصادم الحراك ومطالبه”.

ويرى محاولة بعض الأحزاب ـ التي انتهجت في وقت سابق سياسة مسك العصا من الوسط مخافة أن تصادم الحراك ـ قبول المشاورات والحوار بعد الرئاسيات هي “محاولة متأخرة لركوب موجة التغيير”. كما يرى أن سعي البعض الآخر لتغيير تسمية الحزب ما هو إلا “عملية تجميلية”.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمـطار على هذه الولايات

  2. هذه أبرز مخرجات اجتماع الحكومة

  3. الكاف تعلن رسميا خسارة إتحاد العاصمة على البساط أمام نهضة بركان

  4. التوقيع على مشروع ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار بين وزارة الفلاحة وشركة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحليب

  5. قسنطينة.. تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات

  6. دخول شحنة جديدة من  اللحوم الحمراء المستوردة

  7. مدرب باريس: إن تحدث مبابي.. سأخرج وأكشف كل شيء

  8. في حادث مرور أليم.. وفاة 3 أشخاص بسكيكدة

  9. الفريق أول شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية بالناحية العسكرية الثالثة

  10. نمط حياة يرفع خطر الإصابة بالسرطان.. الشيخوخة المتسارعة تهدد الجيل "Z"