عاد الحديث من جديد في الفترة الأخيرة عن إمكانية نقل مسابقة أمم إفريقيا 2017 والمقررة بداية من جانفي في الغابون، رغم تأكيدات عيسى حيانو وهيئته على أن المسابقة الأغلى على مستوى المنتخبات في القارة السمراء ستجري في تاريخها ومكانها في الغابون. كما أن الكاف جددت دعمها غير المشروط لحليفها الاستراتيجي علي بانغو رئيس الغابون الذي مارس ضغوطات كبيرة واستعمل علاقاته بالكاميروني عيسى حياتو لتنظيم المنافسة بملاعب بلاده حتى يقلل من حدة المشاكل الأمنية والسياسية التي باتت هاجسه منذ الانتخابات الأخيرة، غير أن معارضيه يستغلون كل الفرص حتى يضغطوا عليه ويحاولوا التأثير في قرارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وآخر تلك المحاولات كانت من طرف الناشط المدني مارك أونا ايسانغي والفرنسي لوران دوارات اللذان وجها نداءا للشعب الغابوني بمقاطعة النهائيات والعرس الإفريقي، بل أكثر من ذلك العمل على تخريبه وعدم إنجاحه حتى تكون صورة سيئة يسوقها الرئيس الحالي عن الأوضاع في البلد وآلة الحرب التي استعملها، حسب مناوئيه، في إخماد أصوات المعارضين من سياسيين أو مدنيين.
ولم يكتف الرجلان بالنداءات التي قدماها، بل وجها رسالة مفتوحة لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو يطالبان فيها الرجل بنقل الطبعة خارج حدود وأسوار الغابون لتفادي أي انزلاقات قد تحدث خلال المنافسة الرسمية، غير أن الكاميروني العجوز الذي يحكم الاتحاد القاري لكرة القدم منذ عقود أدار ظهره للرسالة التي تحمل العديد من التهديدات وذلك حتى لا يخسر صداقته القوية مع رئيس البلاد.
تهديدات أمنية حقيقية في "الكان" التي سيشارك فيها الخضر
هذه التهديدات الأمنية تبقى واقعية ـ حسب المختصين ـ خاصة وأن الغابون عاشت ظروفا صعبة عقب الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس بانغو بعهدة جديدة، وهو الأمر الذي خلف مظاهرات ضده في أرجاء البلاد من قبل معارضيه وتحول الأمر لأعمال شغب، قبل أن يتدخل الجيش لتحقيق استتباب الأمن في الشوارع، وسط تنديد دولي كبير وهي الأمور التي تدفع الكثيرين للتخوف من انزلاقات خطيرة في الطبعة التي ستشهد مشاركة المنتخب الجزائري.
الجيش لحماية الفرق المشاركة والوفود في الغابون
وكما كان منتظرا فإن النهائيات ستلعب تحت حراسة أمنية مشددة، بدليل أن الجيش سيوظف كل قدراته وإمكانياته لتأمين الحفل الكروي القاري وتفادي أي انزلاقات أو فوضى تكون ناجمة عن المعارضين للرئيس الحالي باغبو، وستكون الطبعة التي ستطلق بداية من 14 جانفي من أكبر المنافسات الخطيرة بعد التي جرت سنة 2010 في أنغولا والتي عرفت إطلاق النار على منتخب الطوغو في كبيندا.