حمّلت الهيئات المختصة المُشاركة في إختتام الأيام التحسيسية بخطر حوادث المرور بالجلفة والتي انطلقت في أفريل الماضي وتواصلت على مدار 08 أشهر كاملة، المُنظمة من قبل المجلس الشعبي الولائي، المسؤولية الكاملة للسائقين، فيما تمت تبرئة الطرق، الأمر الذي لم يستسغه العديد من الحضور، على اعتبار أن للطرق مسؤولية كبيرة، خاصة أن هناك نقاطا سوداء لا تزال قائمة، اكتست حلة حمراء بفعل الحوادث المتتالية التي تحصد بشكل متواصل المزيد من القتلى والجرحى. وما يؤكد مسؤولية الطرق هوأرقام سابقة لمصالح الدرك الوطني التي أكدت أن نسبة معتبرة من هذه الحوادث أصحابها عابرون لتراب الولاية، ما يعني أن هؤلاء العابرون مروا بطرق الولايات الأخرى بشكل عادي ووقعت لهم حوادث المرور بتراب الولاية.
هذا الوضع أجبر الهيئات المختصة، على دق ناقوس الخطر من أجل تشريح الظاهرة والبحث في الأسباب، بمشاركة مصالح الدرك والأمن والحماية وجميع الفعاليات المعنية، حيث تركزت التدخلات بقاعة دار الثقافة، على ضرورة التوعية والتحسيس من أجل الحفاظ على حياة الركاب والعابرين للطرقات، مشيرة إلى الأرقام المرعبة لحوادث المرور المسجلة على مستوى طرقات الولاية.
وتحصي مصالح الدرك الوطني 8 نقاط سوداء على الطرقات الوطنية والولائية على الأقل، حصدت ولا تزال تحصد المزيد من أرواح المسافرين. وتم في هذا الشأن رفع تقارير إلى الجهات المسؤولة، إلا أن الوضع لا يزال على حالة، على الرغم من أن مشروع ازدواجية الطريق الوطني الأول ساري الإنجاز، والذي يحوي لوحده غالبية هذه النقاط السوداء، سواء في شمال أوجنوب عاصمة الولاية، مما يعطي مسؤولية للطرق لا تقل عن مسؤولية السائقين. وطالب العديد من المشاركين في هذه الأيام من الفعليات المدنية، بضرورة التدخل لإصلاح الطرقات الولائية والوطنية والقضاء على النقاط السوداء ومن ثم التحدث عن مسؤولية السائقين، خاصة أن هناك حوادث مرور قاتلة سببها مجرد حفرة.
وتسببت النقطة السوداء المعروفة بـمنطقة الخشم، والمتواجدة بالطريق الوطني الأول 17 كلم شمال عين وسارة بولاية الجلفة في مقتل 16 شخصا وجرح أكثر من 31 آخرين، خلال 3 سنوات الأخيرة فقط، وآخر حادث وقع في شهر أكتوبر الماضي، قتل فيه 4 أشخاص 3 نساء ورجل، وجرح فيه 5 آخرين، على خلفية اصطدام مباشر بين سيارتين، وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن النقطة السوداء المذكورة، معروفة بكثرة حوادث المرور القاتلة، فخلال العام الجاري فقط، تم تسجيل 4 حوادث قاتلة، الأول كان في شهر مارس، وقتل فيه 3 أشخاص وجرح 3 آخرين، والحادث الثاني في شهر أفريل وتسبب في مقتل شخصين وجرح شخصين أيضا. والحادث الثالث خلال شهر سبتمبر قتل فيه شخص واحد، وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. أما الحادث الرابع فكان مأساويا قتل فيه 4 أشخاص و5 جرحى.
وحسب مصدر "البلاد"، فإن المنطقة السوداء المعنية، تسببت أيضا سنة 2009 في مقتل 6 أشخاص وأكثر من 14 جريحا، وهو ما يرسم صورة واضحة وجلية عن وضعية الطريق بهذه المنطقة التي اكتست حلة حمراء، نظرا لكثرة حوادث المرور، ولم يسجل إلى حد الآن أي تدخل من قبل الهيئات المعنية لإصلاح الاختلالات المسجلة بهذه المنطقة، خاصة أن الطريق المذكور متشبع بالمركبات العابرة، لتؤكد التصريحات المنقولة من معرض الأيام التحسيسية بضرورة إصلاح حال الطرقات والقضاء على النقاط السوداء ومن ثم يأتي الحديث عن الأيام التحسيسية وتوعية السائقين.
