جاءت الخسارة أمام المنتخب التونسي في ثاني جولات نهائيات أمم إفريقيا في الغابون لتفضح ما كان يتستر عليه الكثيرون من سوء تحضير، غياب الوطنية داخل معسكر اللاعبين وحتى نزول وتواضع المستوى العام للمنتخب منذ أكثر من ستة أشهر أي منذ رحيل المدرب الفرنسي غوركوف لتؤكد الخسارة أمام الجارة تونس أن المشرفين على الاتحادية ومن معهم كانوا يمارسون "فن" الكذب على الجزائريين بالقول إن لدينا منتخبا من العيار الثقيل لتظهر دورة الغابون في مباراة زيمبابوي وتونس أن المنتخب الحالي لا يمت بصلة إلى عراقة الجزائر الكروية... لكن العارفين بخبايا المنتخب الوطني يدركون جيدا أن ما حصل من مهزلة أمام تونس كان منتظرا لعدة اعتبارات يعرفها رئيس الاتحادية الجزائرية الذي تفنن في الفترة الأخيرة في إضعاف الخضر من خلال طرد المدربين وتغييرهم كتغيير الألبسة بداية من وحيد حاليلوزيتش وصولا إلى غوركوف قبل أن يقيل راييفاتس بعد أقل من شهرين من تعيينه استجابة لرغبة اللاعبين قبل وضع ليكنس مدربا جديدا، وهي الأخطاء التي يدفع ثمنه الخضر حاليا مع تعالي اللاعبين الذين باتوا أكبر من المنتخب والألوان الوطنية، ليبقى الخاسر الأكبر المناصر البسيط المتواجد في الجزائر أو حتى في الغابون والذين تكبدوا عناء السفر والتنقل للعودة بخفي حنين.
وكان لسان حال كل الجزائريين يقول إنه قد جاء وقت رحيل محمد روراوة رفقة لاعبيه وحتى المدرب جورج ليكنس الذي أبان عن ضعف مستواه في مقابلة تونس بخياراته الغريبة والعجيبة.
روراوة يغير المدربين.. يحدد قائمة الكان والتشكيل ويطرد المحليين!"
يعتبر الكثيرون أن رئيس الفاف قدم الكثير للكرة الجزائرية من خلال مساهمته في التواجد خلال كأسي العالم 2010 و2014 غير أن الرجل لم يبن أسسا لكرة قوية من خلال تهيش البطولة المحلية وعدم تصفية الأجواء فيها بل أكثر من ذلك أقصى كل ما هو محلي وكل رأي يخالفه خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، والنتيجة أن المنتخب الوطني أصبح دون أنياب وبلاعبين من الدرجة الثانية رغم تواجدهم في أكبر النوادي. رئيس الفاف غير ثلاثة مدربين في فترة قصيرة وكان وراء وضع القائمة النهائية وطرد مجاني والنتيجة واضحة وضوح الشمس.
سياسة جلب اللاعبين بالأموال أفقدت الروح الوطنية داخل المنتخب
ما يعاب على رئيس الاتحادية أنه ومنذ مرر قانون "باهاماس" في الاتحاد الدولي سارع لجلب أكبر عدد ممكن من اللاعبين المجنسين المكونين في فرنسا مستغلا البحبوحة المالية حيث بات يصرف شمالا ويمينا عليهم لإقناعهم بالتواجد مع المنتخب، وهو ما انعكس بشكل سلبي على روح المجموعة والحرارة فوق أرضية الميدان التي غيبت في مباراة تونس على عكس الخمس لأنهم اللاعبين تلبية دعوة المنتخب للحصول على الأموال وفقط.
ميزانية ضخمة في عز التقشف للاعبين يفرضون قوانينهم في المنتخب
ما يحسب على رئيس الاتحادية الجزائرية وضع كل الإمكانيات تحت تصرف المنتخب الوطني من خلال منح طائرة خاصة والإقامة في أفضل الأماكن وصولا للطعام الذي يؤخذ من الجزائر وحتى حراس شخصيين وهي ميزانية تعادل ميزانية بعض البلدان الإفريقية والنتيجة مهزلة أمام تونس ولاعبون فوق القانون والانضباط ويتصرفون دون أي رقيب أو حسيب مع النخبة الوطنية وبأداء باهت لا يسر ألد أعداء الجزائر والجزائريين.
لاعبون خرفان مع أنديتهم ويعيثون فسادا في الخضر
الغريب في الأمر أن المغتربين الذين يلبون دعوة المنتخب الوطني من أجل الأموال حولوا المنتخب الوطني إلى "ملهى" ليلي يكثر فيه الفساد والمشاكل وكأن الجميع سكارى بدليل أنهم لا يتقبلون قرار الناخب الوطني وهو ما حصل مع تواجد غلام أساسيا رغم مستواه وبن طالب وصولا إلى براهيمي الذي ركل "علبة التثليج" بعد تغييره. والغريب في الأمر أن هؤلاء لا يسمع لهم صوت مع أنديتهم.
ليكنس متواضع ودون شخصية تجاوزته الأحداث
ولتشريح ما حصل من مهزلة في الغابون فإن المدرب الوطني جورج ليكنس يتحمل نسبة من المسؤولية وذلك بغيابه عن قراءة المباراة حيث كانت التشكيلة خاطئة منذ الانطلاقة وضعف شخصيته، يتحكم فيه اللاعبون بل أكثر من ذلك فالمدرب كان في عالم آخر خلال مباراة تونس ليتأكد أنه مدرب متواضع لا محل له من الإعراب مع النخبة الوطنية في الفترة الحالية ولا بعدها.
