بدأت بوادر أزمة إنسانية تلوح في الأفق بقرى ومداشر المصيف القلي غربي ولاية سكيكدة بعد أن اضطرت، أمس، العديد من العائلات المحاصرة في الثلوج القوية التي تهاطلت على مصيف القل غربي سكيكدة، الى التجمع امام مقر خلية الازمة بمنطقة الطرس في اعالي جبال القل للاحتجاج على غياب قارورات الغاز والغذاء وخاصة الحليب، حيث تعرضت العديد من العائلات المحاصرة إلى الجوع نتيجة الحصار الثلجي وضياع ارزاقها امام فشل الجهود التي تبذلها المصالح العمومية واللجنة الأمنية المشتركة في فك الحاصر الثلجي الذي بلغ سمكه في العديد من المناطق أكثر من متر وتواصل تهاطل الثلوج في الفترة الليلية، والعديد من أرباب الأسر تجمعوا أمام مقر خلية الأزمة يطالبون بالخبز والحليب لإسكات اصوات اطفالهم الصغار، وقارورات الغاز التي اختفت من المحلات التجارية التي أغلقت هي الأخرى أبوابها عقب نفاد المخزون.
هذه الوضعية الحرجة حركت عناصر اللجنة الأمنية المشتركة ممثلة في أفراد امن ولاية سكيكدة والدرك الوطني، وكذا الجيش الوطني الشعبي الذين تدخلوا بالتنقل راجلين وسط ظروف مناخية جد صعبة لتوصيل المساعدات الغذائية وكذا قارورات الغاز للمحاصرين في الثلوج القوية وخاصة بقرية سيوان وعين لمسيد ببلدية أولاد اعطية، وكذا حجر مفروش والصفصافة ببلدية عين قشرة، وافنسو وجوابة وهلالة ببلدية قنواع وبقرى بلدية الزيتونة.
كما انتشر أعوان الحماية المدنية بقوة في المنطقة راجلين لمسافات طويلة لإجلاء المرضى وإنقاذ عائلات حاصرتها الثلوج وخاصة العجائز من كبار السن والمرضي، حيث تم تحويل أزيد من 10 حالات على المصالح الاستعجالية وإنقاذ حياة سيدة وجنينها حيث وضعت مولودها في سيارة الإسعاف وهذا بفضل جهود عناصر الحماية المدنية.
أما في جنوب الولاية فإن عشرات العائلات فضلت الاستنجاد بالرقم الاخضر الخاص بالحماية المدنية ومصالح الأمن ومصالح الدرك الوطني او الشركة التي نجحت في إجلاء ثلاث عائلات بمنطقة بوطيب ببلدية السبت واخرجتها من تحت الثلوج عقب انهيار كوخها القصديري عليها، حيث تم التكفل صحيا بتلك العائلات في غياب مصالح البلدية التي غاب منتخبوها عن معاناة مواطنيهم بينما لا تزال الجهود تبذل ببلدية اولاد احبابة في اقصى جنوب الولاية بقرى عين سلامات والقنزوعة وحدود ولايتي سكيكدة وقالمة من اجل فتح الطريق الوطني رقم 33 وإيصال الاعانات المادية والعينية للمتضررين من المواطنين.
وفي هذا الخصوص، قال والي سكيكدة في تصريح، إنه يتابع شخصيا خلية الأزمة التي شكلها رفقة اعضاء اللجنة الامنية المشتركة.
