روراوة يقيل ليكنس وطاقمه الفني.. فمتى يتشجع ويقيل نفسه؟!

الفاف تعيد "الخضر" إلى سنوات "الجمر" بقرارات ارتجالية..

محمد روراوة
محمد روراوة

كعادته لم ينتظر "الحاج" محمد روراوة كثيرا حتى يقيل المدرب البلجيكي جورج ليكنس والطاقم المساعد حتى يكونوا الشماعة التي يعلق عليها الرجل القوي في الكرة الجزائرية كل إخفاقاته وسياساته الفاشلة ليس مع المنتخب الوطني الذي لم يقدر حتى على الصعود إلى الدور الثاني في نهائيات الغابون بل وحتى الفوز على زيمبابوي الحلقة الأضعف في المجموعة الثانية والذي أنهى المنافسة برباعية في مرماه أمام المنتخب التونسي. وقد جرت العادة عند رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن يعلق فشله  لامتصاص غضب الشارع الرياضي الجزائري على المدربين الذين كثيرا ما يتحملون الأخطاء الاستراتيجية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في الكرة المحلية بالرغم من أن الجميع يدرك أن المدرب جورج ليكنس حتى لو أخطأ في تسييره التكتيكي للمباريات واختيار التشكيلة الأساسية لكنه استلم فريقا مهتزا من الناحية النفسية عقب التعادل أمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم 2018.

والغريب في الأمر أن البلجيكي لم تطأ قدماه الجزائر سوى مرتين فقط في أقل من ثلاثة أشهر ورغم ذلك لم ينج من مقصلة "الحاج" التي تبحث في كل مرة عن رقاب جديدة تختبئ وراءها إخفاقات رئيس الاتحادية والأمثلة على ذلك كثيرة طيلة تاريخ إشراف الرجل على الكرة الجزائرية لكرة القدم.

45 مليار سنتيم لجلب نقطتين فقط في نهائيات الغابون

يتحدث الكثيرون عن البحبوحة المالية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم والإمكانيات التي توضع تصرف المنتخب الوطني الأول وهو السيناريو الذي تكرر في نهائيات الغابون حيث صرفت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مبالغ كبيرة تصل إلى 45 مليار سنتيم على المشاركة في النهائيات قبل أن تذهب كل تلك الأموال هباء منتورا في عز الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر بعد انهيار أسعار النفط وراح الجميع يتمنى لو أن تلك الأموال صرفت على بناء مستشفيات أو مدارس خاصة في الأماكن النائية. والغريب في الأمر أن كل ما يصرف لا حسيب ولا رقيب عليه حيث ينتظر روراوة الجمعية العامة ليبرز فيها تقاريره المالية وحتى الوصاية لم نتذكر وأنها طالبت بالحساب رغم الأرقام المهولة التي تصرف على المنتخب بداية من الطائرة الخاصة للغابون والمقدرة بـ5 ملايير سنتيم، والتربص في سيدي موسى المقدر بـ300 مليون وصولا إلى تذاكر الطائرة والمنح اليومية للاعبين والطاقم الفني والمرافقين والمقدرة بحوالي 5 ملايير دون احتساب الإقامة والمؤونة التي تنقل بها المنتخب وحتى المباراة الودية التي لعبت مع موريتانيا التي تكفلت الاتحادية بكل المصاريف.

"الحاج" يمارس ديكتاتوريته على حساب مصلحة الجزائر بطرد مجاني وفيغولي!

يعتبر الكثيرون أن الإخفاق في نهائيات الغابون كان متوقعا لعدة اعتبارات أهمها التحضيرات السيئة  التي أنذرت بمستوى هزيل لأشبال المدرب جورج ليكنس غير أن النقطة الفاصلة التي كسرت المنتخب من الناحية المعنوية تبقى تدخل رئيس الاتحادية في الأمور الفنية حيث لاحظ الكثيرون أن "الحاج" أقصى الثنائي كارل مجاني وسفيان فيغولي رغم أن الثنائي يعدان من بين الركائز وتواجدهما مهم خاصة من الناحية المعنوية دون احتساب الأمور الفنية  التي يتفق عليها الكثيرون لا سيما أن بعض اللاعبين الذين تواجدوا في المحفل القاري أقل مستوى من الثنائي السالف الذكر، غير أن تسلط رئيس الفاف وديكتاتوريته التي تمنع أي لاعب بالتحدث بالسوء عن مشروعه الخاص "المنتخب الوطني" دفعه لطردهما وإقصائهما وذنبهما الوحيد أنهما انتقدا بعض خيارات الاتحادية في الوقت الراهن خاصة ما تعلق بالمدربين وهو ما ذهب إليه فيغولي في حين أن ذنب مجاني كان مصارحة الجزائريين بضعف مستوى الخضر حاليا. لكن رئيس الفاف ودون أن ينظر إلى أي أحد عاقب الثنائي وأضعف المنتخب في الغابون.

تغيير المدربين بطريقة عشوائية .. وانتداب من لا شخصية له!

مشكلة المنتخب الوطني لكرة القدم في الفترة الأخيرة، خاصة بعد رحيل الفرنسي كريستيان غوركوف الذي دامت فترته سنتين حيث وجد معالم التشكيلة الأساسية وحتى طريقة اللعب التي كانت ترهب الأفارقة في القارة السمراء، فتح أمام الاتحادية أبواب جهنم بسبب خياراتها الفاشلة والعشواية والتي لا تستند لا إلى العلم ولا للعقل بل أكثر من ذلك رئيس الاتحادية لا يأخذ مشورة المديرية الفنية التي يبقى دورها مهما في البلدان التي تحترم نفسها وليس في الجزائر التي أصبح فيها تغيير المدربين في فترة قصيرة كتغيير الجوارب. فبعد المدرب السابق للوريان فاجأ "الحاج" الجزائريين بمدرب صربي لم يدرب منذ خمس سنوات ولا يتقن حتى اللغة التي يتواصل بها مع اللاعبين وصورت الاتحادية المدرب على أنه المنقذ وبعد أقل من ثلاثة أشهر حمل حقائبه وغادر بعد ثورة اللاعبين. وفي الوقت الذي كان الكثيرون ينتظرون مدربا كبيرا يتماشى وحجم اللاعبين في المنتخب الحالي وحتى طريقة لعبهم أستنجد روراوة بالعجوز "ليكنس" الذي تجاوزته الأحداث على جميع الأصعدة قبل أن يطرد أيضا بعد ثلاثة أشهر من توليه العارضة الفنية. ويتضح جليا أن الرئيس ارتكب أخطاء في اختيار المدربين لكن الرجل لديه مبدأ واضح في انتداب المدربين ويتعلق الأمر بضعف شخصية المدربين حتى يتسنى له التحكم فيهم دون نسيان أيضا الجانب المالي إذ يبحث عن صاحب أقل راتب شهري الأمر الذي ينطبق على راييفاتس وليكنس.

سياسة منح الإشهار لإقناع المغتربين قضت على روح الخضر

بالعودة للسياسة التي اتبعها الرئيس محمد روراوة في تطعيم المنتخب الوطني، يجمع الكثيرون على أنها أتت أكلها في بدايتها مع التواجد في مناسبتين في كأس العالم 2010 و2014 غير أن الأمور فيما بعد تجاوزت الاتحادية وقضت على روح المجموعة في المنتخب الوطني بدليل غياب الروح عن اللاعبين الذين تواجدوا في نهائيات أمم إفريقيا بالغابون وهو ما دفع الشارع الرياضي لطرح العديد من التساؤلات، غير أن العارفين بشؤون الكرة الجزائرية والمنتخب على وجه الخصوص يتضح جليا أن سياسة جلب المغتربين بمنحهم الأموال أو ومضات إشهارية يدرون من ورائها أموالا كبيرة أفسدت تفكير الجزائريين الذين يعيشون وراء البحار وباتوا يختارون الجزائر فقط للظفر بنصيب من "الكعكة" وهو أمر غير مقبول ولا يمكن أن يكون في منتخب يعرف باسم "محاربي الصحراء" الذين تحولوا إلى أسماء تائهة في أراضي الغابون.

بطولة "منحرفة" لا تنجب لاعبين بتواطؤ من الفاف والأندية

تبقى الطامة الكبرى في تسيير الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أنها لم تقدر حتى على تغيير البيت في البطولة الجزائرية التي تعمها مظاهر الفساد والرشوى والعنف وكل الآفات آخرها تناول اللاعبين الكوكايين فتحولت الكرة المحلية من مصدر للسعادة في سنوات الثمانينيات وحتى التسعينيات بجيل أنجب العديد من اللاعبين الذين أفرحوا الجزائريين بمشاركتين في كأس العالم والفوز بكأس إفريقيا الوحيدة سنة 1990 غير أن هذه البطولة باتت مصدرا للمآسي وعنوانا بارزا لتعاسة الجزائريين بشكل عام ولم تقدر حتى على إنجاب لاعب واحد لسد الفراغ في محور الدفاع والجهة اليمنى التي تبقى من نقاط ضعف المنتخب حتى ولو كانت المسؤولية ملقاة على الأندية والفاعلين في الكرة الجزائرية، غير أن ذلك يحدث بتواطؤ من روراوة الذي يغمض عينيه مقابل تزكيته في كل مرة رئيسا للاتحادية.

"الحاج" وعقدة "كل ما هو محلي"

من سيئات رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بشهادة الكثيرين تهميشه المحليين وكل ما هو جزائري وهو ما اتضح جليا عندما أطلق سمومه تجاه جيل الثمانينيات وفتح النار على اللاعبين القدامى الذين وصفهم بـ"العاجزين" و"غير المؤهلين" وكل ذلك لوضع العقبات أمام وصولهم سواء لتدريب مختلف المنتخبات الوطنية أو حتى ليكونوا في تسيير الاتحادية. ويبدو أن الرجل يعاني من عقدة دفينة خاصة أنه ليس لديه تكوين كروي وفني ما أضعف موقفه أمام الرأي العام.

روراوة يتحايل على مرسوم ڤيدوم ليخلد في رئاسة الفاف!

يجمع الكثيرون على أنه ورغم الضغوط الشعبية الممارسة في الوقت الراهن من طرف الرأي العام غير أن محمد روراوة ماض في بقائه على رأس الاتحادية خلال الجمعية العامة الانتخابية نهاية شهر فيفري، حيث يتذكر الكثيرون أن الرئيس غير قوانين والمراسيم التي تحد من عهدات رؤساء الاتحاديات لعهدتين فقط في عهد الوزير يحيى ڤيدوم وذلك بعد مراوغته للجمعية العامة التي سمحت لرئيس الفاف أن يعيد فتح العهدات من جديد بأكثر من عهدتين وهو الأمر الذي سيسمح له بأن يكون للمرة الثالثة على رأس الاتحادية بعدما قضى عهدتين أولمبيتين.

"اليتيمة" تتجنب خسارة 300 مليار سنتيم بعد خيبة "الكان"

يبقى الفائز الأكبر رغم خيبة الأمل التي شعر بها الشعب الجزائري بعد الخروج المخيب من الدور الأول في نهائيات أمم الغابون، هو التلفزيون الجزائري الذي تجنب خسارة مالية كبيرة تصل إلى 300 مليار سنتيم وهي القيمة المالية التي طالب بها صاحب الحقوق ويتعلق الأمر بقنوات "بي أن سبور" القطرية التي حاولت أن تمارس ضغوطها على "اليتيمة" للظفر بأعلى سعر ممكن. ويبدو أن توديع المنتخب للمنافسة من الدور الأول جنب التلفزيون خسائر مادية كبيرة.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  3. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  4. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  5. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد هجوم بمسيرات

  6. وكالة “إرنا” الإيرانية: المنشآت النووية في أصفهان تتمتع بأمن تام

  7. منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة