أنا مع هجرة الأصوات الجميلة مادام لا يوجد استثمار للفن في الجزائر
يعود الفنان عبد الحميد بلفروني في هذا الحوار لـ "البلاد" الى بداياته الفنية التي ارتبطت بالحان وشباب عام 1973، كما يتوقف عند الكثير من المحطات الفنية والعراقيل التي كانت سببا في انصرافه لسنوات عن الغناء ويتحدث عن مدرسة الحان وشباب في طبعتها الجديدة.
عرفك الجمهور في سنوات السبعينيات حيث اشتهرت بأداء الأغنية العاطفية لكن ظهورك لم يستمر طويلا، هل لك أن توضح لنا سبب انقطاعك عن الغناء؟
أنا لا أسميه انقطاعا ولكنه ظروف قاهرة دفعتني للتوقف عن الغناء، يتعلق الأمر بسفري إلى موسكو حيث حصلت على منحة لدراسة الموسيقى هناك ثم التحاقي بالخدمة الوطنية فيما بعد، لما شاركت في الحان وشباب 1973 أو 1974 لا أذكر جيدا كانت لديّ رغبة في شق طريقي في الغناء وحاولت ان أجد لنفسي طابعي الخاص في الغناء دون ان انساق وراء موجة "الراي" آنذاك لكن كما قلت لك حدثت ظروف أبعدتني عن الساحة الفنية كانت خارجة عن إرادتي.
أفهم من هذا انك لا تزال قادرا على الغناء وهل معنى هذا أنك ستعود اليه؟
مادام صوتي جميلا.. ومادام حبي للغناء قائما بأدائي له ممكن، أنا لم اقل يوما إنني اعتزلته ولكني اليوم أتساءل كيف يمكنني أن أعود للغناء اقصد باي شكل ولمن سأعني وماذا سأغني وهل هناك كلمات والحان تناسب صوتي وطابعي هطه هي الأسئلة التي اطرحها على نفسي قبل أن أتخذ قرار الرجوع.
هل معنى كلامك أنه لا يوجد كاتب كلمات في الجزائر وملحنون؟
انا لم اقل هذا.. هناك شعراء وملحنون ولكن هل سأجد لديهم ما يناسبني هذا ما قصدت.
أنت عازف وموسيقار لماذا لا تلحن لنفسك ولغيرك من الفنانين؟
(يبتسم) أحترم مهنة التلحين... ولدي بعض المحاولات في التلحين أحتفظ بها لنفسي، دعيني أوضح لك أمرا وهوأن التلحين موهبة وظاهرة موسيقية وحالة جنونية لها طقوسها، هوإلهام يوقظ صاحبه ليلا، أنا لم أصل بعد إلى هذه المرحلة.
أنت من جيل الفنانين نادية بن يوسف ويوسف بوخنتاش أعتقد أنها فقط من استمرت في الغناء؟
كما أخبرتك سابقا لكل كانت له ظروف تحكمت في مسيرته الفنية، ولكن دعيني أوضح لك أمرا لا يمكن لفنان ان يغني طوال الوقت وأن يطرب الناس في كل الأوقات، لكل فنان فترة زمنية يصنع فيها اسمه وأغانيه لكن لا يمكن أن يصفق له الجمهور طوال الوقت.
كيف تقيّم واقع الأغنية الجزائرية اليوم وماهي أهم الأصوات التي تعجبك؟
الأغنية الجزائرية بخير، بتنوع طبوعها واختلاف موسيقاها، أعتقد انه لا يوجد استثمار في الفن هنا في الجزائر، بمعنى لا توجد سياسة ثقافية تبعث على نشر الأغنية الجزائرية وتوزيعها في الخارج. أما عن الاصوات التي تروق لي هناك الكثير، ربما يحضرني اسم الفنانتين فلة عبابسة وندى الريحان، هما صوتان من أهم الأصوات في الجزائر خاصة في الطرب.
لو طلبت منك تصنيفا فمن تمنحه المرتبة الأولى في الغناء من المطربين الجزائريين؟
(ضاحكا) ولماذا لا تتوجهين بهذا السؤال للجمهور.. ومع هذا هناك اسم يحضر بقوة منذ سنوات وأعتقد انه يحتل المرتبة الأولى هنا وخارج حدود الجزائر، أتحدث عن الشاب خالد الذي وصل إلى العالمية صحيح أنه لم ينجح في مدرسة ألحان وشباب في سنوات الثمانينيات لما غنى أغنية فيروز ولكن هذا لم يكن مقياسا لأنه كان مؤمنا يصوته وموهبته.
أشرفت على انتقاء طلبة مدرسة ألحان وشباب في طبعتها الأخيرة كيف كانت التجربة ولماذا لا نعرف أثرا لتلك المواهب التي تخرجن من المدرسة؟
كانت تجربة جميلة.. اقتربنا فيها من مواهب عبر مختلف ولايات الوطن، وقضينا مدة شهرين ندرسهم تقنيات الصوت والاحبال الصوتية، أما عن مصيرهم بعد المدرسة فأعتقد أنها مشكلة تتعلق بهم هم لأنهم يتعودون على الأضواء والظهور عبر التلفزيون أثناء تواجدهم داخل المدرسة وبمجرد خروجهم وانطفاء الأضواء يصيبهم العجز ويتراجع ظهورهم .. أنا هنا مع فكرة ان اي موهبة إن ارادت ان تنجح فلتبحث عن ضالتها في اي مكان حتى لو كان خارج الجزائر.
هل هناك موسم جديد لمدرسة ألحان وشباب؟
في الواقع لا أعرف... وهناك علامة استفهام كبيرة حول المسألة ولكني أعتقد أنها لن تكون.
