إسلام الحواتي، الذي لم يتجاوز عمره الـ26 سنة، هو في الأصل مُهندسٌ معماري، لكنه يهوى فن التصوير الفوتوغرافي. بدأ العمل على توثيق صور المشردين منذ عام 2015 بعد أن أصبحت الظاهرة لافتة للإنتباه في الجزائر ، وإستطاع منذ ذلك اليوم تصوير عشرات الصور التي رصد بها نواحي عديدة من حياة المشردين في الشوارع.
تحدث عن بداية هذه التجربة لوسائل إعلامية عربية قائلاً :
"لم تكن مبرمجة، جاءت صدفة عندما التقيت بعائلة مشردة تحدثت معهم وإستمعتُ إلى قصتهم. من هنا جاءتني فكرة القيام بتصوير الناس الذين يعيشون في الشارع، إخترت أن تكون كل صوري بالأسود والأبيض حتى تصل الرسالة. وأحاول من خلال هذا العمل أن أظهر هذه الفئة التي لا يلاحظها الجميع ولا يكترث لها".
بين الذين يفترشون الأرض وينامون في العراء على الأرصفة والذين يعانون من شدة البرودة في فصل الشتاء وبين الذين ينبشون في صناديق القمامة لإلتقاط بقايا الطعام والذين استسلموا لإدمان التدخين عن طريق التقاط بقايا السجائر من الشارع، تجولت عدسة كاميرا الحواتي ونقلت حكايات مُصورة لهذه الفئة من المجتمع الجزائري.
ويتابع الحواتي قائلاً: "حياتهم صعبة كثيراً، ليست لديهم خصوصية، كل همهم الحصول على طعام وإيجاد مكان ينامون فيه في الليل، هنا في الجزائر الناس تساعدهم وتعطيهم الأكل والملابس وتتعاطف معهم، لكن هذا ليس كافياً، ينبغي إنشاء مركز خاص بهم لرعايتهم".
ويُحاول الشابُ سواء من خلال الصُور التي يلتقطها للمُشردين وينشرها على صفحته بالفيسبوك "يا بلدي أحكي لي عن مآسيك" أو من خلال المعارض التي ينظمها لعرض صورهم أن يوصل صوتهم للناس وللسلطات حتى تلتفت إليهم وتتكفل بهم، وهو عازم على مواصلة هذا المشروع إلى حين تحقيق هذا الهدف.