يتساءل مراقبو الشأن الكروي عن دواعي عدم استضافة الجزائر لأي من المواعيد الرياضية الهامة في أوروبا والعالم، في وقت قطع كل من المغرب، تونس، الإمارات العربية المتحدة والغابون أشواطا معتبرة، فلماذا لم تستضيف الجزائر أي حدث يضاهي الكلاسيكو الإسباني الأشهر في العالم بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وضيفه برشلونة؟.
على نقيض الجزائر التي زهدت في فرص تسويقية رياضية كبيرة، احتضنت طنجة في ملعبها الكبير (29 جويلية الماضي) نهائي النسخة الـ 22 لكأس الأبطال الفرنسية (الكأس الممتازة) بين "جمعية موناكو" و"باريس سان جيرمان".
وسبق وأن أقيم كأس السوبر الفرنسي في طنجة عام 2011، (أولمبيك مارسيليا 5 ميتروبول ليل 4)، كما أقيم نهائي كأس السوبر الفرنسي في تونس (2010)، والغابون (2013).
من جهتها، استثمرت تونس في احتضان كأس الأبطال الفرنسية لكرة اليد على امتداد سنوات 2013، 2014 و2015، بينما استقطبت أبو ظبي نهائيات كأس العالم للأندية في سنوات 2009، 2010 و2017، تماما مثل مراكش التي احتضنت دورتي 2013 و2014.
فمتى تلتفت السلطات الجزائرية إلى الاستثمار في مواعيد من هذا النوع؟
لغز استقدام ريال مدريد
انقضى مئة شهر على توقيع إدارة متعامل الهاتف النقّال "موبيليس" اتفاقا مع نادي "ريال مدريد" الاسباني في 21 أوت 2013 أيام رئاسة "سعد داما"، وقضى وقتذاك بقدوم فريق القلعة البيضاء إلى الجزائر لخوض مواجهة استعراضية، هذه الأخيرة بقيت معلّقة ولا تزال تسيل الكثير من الحبر بشأن مؤدى هذا اللقاء الذي استهلك الكثير من الكلام والزمن أيضا.
ولا تزال التساؤلات تثار بحدة حول "مدى جدية" الاتفاق الذي نصّ على خوض النادي الملكي مقابلة مع منافس جزائري في 18 ماي 2014، وتمّ حينذاك تأجيل المقابلة إثر تأهل زملاء "كريستيانو رونالدو" إلى نهائي رابطة أبطال أوروبا، وتتويجهم باللقب أسبوعا من بعد على حساب "أتلتيكو مدريد" (4 – 1).
وفي مرحلة ثانية، ظلّت إدارة موبيليس تؤكد تباحثها مع فريق "فلورنتينو بيريز" حول موعد جديد بحر 2015 حيث رجّح "داما" (الفاتح ديسمبر 2014) لوكالة الأنباء الجزائرية، أن يكون نادي "مولودية الجزائر" هو من سيواجه "الميرنغي"، اعتبارا لكون العميد هو الحائز على الكأس الجزائرية الممتازة في 9 أوت 2014، وهو سيناريو لم يتحقق.
لكن في الثاني عشر جانفي 2015، طرح "داما" إمكانية تنظيم ودية دولية في الأشهر اللاحقة بين منتخب الجزائر لكرة القدم و"ريال مدريد" الاسباني بصفته بطل أوروبا والعالم لسنة 2014، وكشف "داما" حينذاك إنّ مؤسسته تعتزم الاتصال بشركة "ميديا برو" المالكة لحقوق تنظيم اللقاء الاستعراضي، لضبط موعد يناسب المنتخب الجزائري وكذا النادي المدريلاني.
وشدّد "داما" في تلك الفترة على أنّ المواجهة ستعرف حضور كامل نجوم النادي الملكي في عرس يقام احتفالا بإعادة افتتاح ملعب 5 جويلية الأولمبي الذي احتضن ودية المحاربين وريال مدريد عصر الفاتح ماي 1982، وانتهى لصالح زملاء النجم "رابح ماجر" بهدفين لواحد.
وغاصت جولة الريال منذ ذلك الحين في "صمت مطبق"، فهل ألغيت المواجهة؟ أم أنها لا تزال رهين تأجيلات لا متناهية؟ تبعا لتشديد "موبيليس" إلى منتصف العام الأخير على أنّ تاريخ إجراء المواجهة (الذهبية) لا يزال رهين مشاورات مستمرّة بين الطرفين.
ويطرح مراقبون استفهامات عما إذا كان الاتفاق إياه سقط في الماء (..)، وهو أمر لم يتأكّد في ظلّ بقاء الضبابية مهيمنة.
وكان "داما" دافع عن فكرة استقدام زملاء البرتغالي "كريستيانو رونالدو" إلى الجزائر، بكون المبادرة ستجبر كاميرات العالم على التحوّل إلى الجزائر وإبراز الأخيرة بصفة الدولة القادرة على احتضان كبرى التظاهرات واحتضان ألمع النجوم.
وكان "داما" أشار إلى أنّ القيمة المالية لصفقة تنقل الريال إلى الجزائر، جرى دفعها وتحمّلها الشركاء الثلاثة لموبيليس ويتعلق الأمر بكل من: "زيتيي" – "هاواي" و"إريكسون" على حد تأكيده، مشددا على أنّ إدارة "موبيليس" لم تنفق سنتيما واحدا على العملية.
انتهاء، نعيد التساؤل: متى قدوم ريال مدريد إلى الجزائر؟
