4 وزراء "يعبثون" بـ 400 متخرّج!

إدارة قسم حفظ التراث في جامعة المدية "تؤدّب" المضربين

استهجن طلبة قسم حفظ التراث بجامعة الدكتور يحيى فارس في المدية، الأربعاء، استمرار 4 وزراء في ممارسة "العبث" مع متمدرسي القسم الوحيد من نوعه بالجزائر، وعدم الالتفات للعام الرابع تواليا إلى خطورة وضع طلبة مختلف سنوات التدرج "الممتلكات الثقافية وعلم المتاحف"، بعدما صار مستقبلهم المهني على كف عفريت.

يتساءل طلبة قسم حفظ التراث عن "التعاطي الباهت" لوزراء التعليم العالي، الثقافة والتربية والسياحة مع قسم استحدث عام 2010، وأريد له أن يستمرّ في التغريد خارج السرب، فبعد تخرّج ما لا يقلّ عن 400 طالب على مدار الثماني سنوات المنقضية، وبقاءهم رهائن تخبّط مزمن، لا تزال مصائر 180 طالباً غامضة بعد حُذف التخصص.

ورغم الإضراب الذي قرع أجراس الإنذار سنة 2014، ظلّ الاحتباس مهيمناً في 2018 في ظلّ "هُزال أدوار" الرباعي "الطاهر حجار"، "عز الدين ميهوبي"، "نورية بن غبريت رمعون" و"حسان مرموري".      

وفي بلد ظلّ مسؤولوه يرافعون لصالح تكوين واستقطاب يد عاملة كفؤة، لا تزال الجزائر مصمّمة على الإقلاع في نهج استثماري اقتصادي يعتمد على تفعيل سياحي مستدام، لكن المفارقة في "تجاهل" الرسميين لرافد طلابي نوعي يستطيع تقديم قيمة مضافة في قطاعات التربية، الثقافة والتربية والسياحة، بينما ارتضت إدارة الوظيفة العمومية "الهروب إلى الأمام"، وعدم التجاوب مع حقوق المعنيين الذين تسمح لهم شهاداتهم بمزاولة التدريس لمقررات التربية الفنية والاجتماعيات، مثلما تتيح لهم تبوأ مسؤوليات في مختلف هرميات قطاعي الثقافة والسياحة. 

تهديم لسياسة الدولة

يرى متابعون أنّ انفتاح الوزارات الأربع على طلبة قسم حفظ التراث بجامعة المدية، سيلبي احتياجات سوق العمل على أكثر من صعيد، علما أنّ وزير السياحة "حسان مرموري" صرّح أكثر من مرة أنه بحاجة إلى "طاقات تتقن اللعبة"، لكن الأمر لم يُشفع بـ "استحداث للمناصب" أو "توظيف مبتكر للكفاءات"، وعليه ... يتساءل مراقبون عن هذا "التسلل المُبرمج" و"تقاذف مصالح الناس".

في الثقافة، هناك مشاريع بالمليارات عنوانها "حفظ التراث"، لكن من دون توظيف لخريجي قسم حفظ التراث بجامعة المدية، والنتيجة – مثلما شدّدت إحدى الحاذقات – "نتائج كارثية، آخرها فضيحة ترميم قصر بوعمار بحي لابوانت على ضفاف العاصمة، وقبله قصر الساحل ببولوغين، وفيما مضى قصر الداي في أعالي القصبة"، وتردف محدثتنا بلوعة: "لمَ تمّ إدراج تخصصي الممتلكات الثقافية وعلم المتاحف في 2010، أليس من أجل تفادي هكذا كوارث".

العصا الغليظة

ارتضت إدارة قسم حفظ التراث في جامعة المدية، أسلوب العصا الغليظة مع الطلبة المضربين 72 ساعة بعدما رفع هؤلاء أصواتهم مطالبين بـ "التحقيق في تلاعبات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي"، إثر حذف تخصص حفظ التراث وإقحام مدرسة بالعاصمة ضمن منظومة جامعية متخصصة.    

واستنادا إلى معطيات موثّقة لـ "البلاد نت"، أقدمت الإدارة على نشر قائمة بأسماء الطلبة المضربين للمثول أمام المجلس التأديبي، وتلقى الطلبة استدعاءات أرسلت إلى منازلهم، والغريب أنّ الإجراء شمل كل الطلبة (نحو 180)، وبواقع 3 دفعات على الأقل، وعلى نحو عشوائي، حيث لم تستثن الخطوة الطلبة الذين جمّدوا السنة!

حراك برلماني

كشف النائب الأفلاني "محمد كاديك"، عن اتصاله اليوم بمسؤول هام على مستوى وزارة التربية الوطنية، لأجل مطلب إدراج شهادة حفظ التراث (فنون) ضمن الشهادات المطلوبة للتوظيف بقطاع التربية؛ وذكر "كاديك": "أوضح المسؤول أنّ الأمر متعلق بلجنة مشتركة تحدّد الشهادات المطلوبة، وقرار اللجنة هو الذي يوجّه إلى الوظيف العمومي للعمل به، وفق الآلية المعتمدة في العمل".
وفي منشور على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تابع "كاديك": "اتفقنا مع ممثل الوزارة على إعداد ملف كامل يرفع إلى اللجنة المشتركة لأجل النظر في الموضوع، خاصة وأن تخصص (حفظ التراث) مستحدث، ولم يحظ بالدرس في أثناء اجتماع اللجنة التي حددت الشهادات المطلوبة للتوظيف بالقطاع".
واستنتج "كاديك" أنّ الأمر يحتاج إلى بعض التريّث لمعالجة ما هو إداري، مردفاً: "لسنا نريد الخوض في الإشكاليات التي يطرحها الزملاء بجامعة المدية، ولكننا نعدهم بأن نبذل قصارى جهدنا ـ على كل المستويات ـ كي نوسّع من دائرة المسارات المهنية لتخصصهم، فالمشكل الأساسي هو المسارات المهنية المحدودة، ولهذا، ندعو الزملاء إلى الحرص على الحصول على شهاداتهم، والاجتهاد في تقديم البيان على أهمية شعبة "حفظ التراث"، لأنها شعبة لها أهميتها القصوى".
ووعد "كاديك" بنقل انشغالات الطلبة إلى وزيرة التربية، وتوضيح خلفيات الإشكاليات التي يعاني منها قسم "حفظ التراث" حتى تكون الصورة واضحة أمام "بن غبريت".

يُشار إلى أنّ طلبة قسم حفظ التراث يطالبون بتحقيق مصالح "الطاهر حجار" في ما يسمونها "تلاعبات"، حيث يستغرب الطلبة إقدام دوائر الحلّ والعقد على حذف التخصص دون سابق إعذار، في وقت لا تزال المديرية العامة للوظيفة العمومية ترفض شهادات قسم حفظ التراث لجامعة المدية، رغم تقديم الطلبة شهادة وصفية سلمتها لهم عمادة القسم، فمتى خروج طلبة حفظ التراث من النفق؟.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  4. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  5. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  6. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  7. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  8. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!

  9. بعد أسابيع من الغلاء .. مهنيون يؤكدون تراجع أسعار البطاطا بأسواق الجملة

  10. رسميا .. التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار الجزائر مساء اليوم