- الناظر لحال كرة القدم ببلادنا هذه الأيام ومنذ سنوات خلت يلاحظ الأوضاع المزرية التي آلت إليها الساحرة المستديرة ببلادنا، ليس من خلال النتائج والمستوى الفني فقط بل تعدت الأمور إلى الجانب التنظيمي و الأخلاقي وإلى أبعد من ذلك، مما جعل الكثير من الأطراف تدق ناقوس الخطر للحال المزري الذي باتت تتخبط فيه كرتنا..
تراشقات كلامية واشتباكات بالأيدي بين رؤساء الأندية يكشف المستوى الهزيل..
انتشرت في الأيام الأخيرة تراشقات إعلامية وحروب تصريحات بين رؤساء الأندية بسبب برمجة المباريات وتوقيتها والملاعب التي تحتضنها، ووصلت في بعض الأحيان إلى التشابك بالأيدي أمام مرأى الناس جميعا، وهو مثال ما حدث بين رئيس وفاق سطيف حسان حمار والمدير العام لشباب قسنطينة طارق عرامة، عندما اتهم الأخير الأول بالاعتداء عليه في النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس بملعب 8 ماي بسطيف خلال المباراة الأخيرة التي جمعت الفريقين في الدوري، قبل أن يأتي الرد من رئيس الوفاق بأنه لعب المونديال "ولحديث قياس"، ولا ننسى كذلك الحرب الكلامية التي اندلعت بين مسؤولي إتحاد البليدة وشبيبة القبائل بسبب قرار لجنة تنظيم كأس الجزائر بإقامة مباراة ربع نهائي كأس الجمهورية خارج ملعب تيزي وزو.
التصريحات المثيرة تواصلت من خلال خروج عضو الديركتوار المسير لاتحاد الحراش جعفر بوسليماني عن صمته مصرحا لموقع "البلاد.نت" بأنه يرفض رفضا قاطعا أن تنقل مباراة فريقه أمام شبيبة القبائل في إطار الدوري إلى يوم السبت بدل الجمعة، مضيفا بأن النادي الحراشي لا يمكنه أن يكون كبش فداء لسوء برمجة لجنة تنظيم كأس الجمهورية، مقسما في ذات السياق بأن الفريق لن يلعب إلا يوم السبت.
كما وجه بوسليماني اتهامات للمدرب التونسي حمادي الدو ببيع مباراة أولمبي المدية التي خسرها الاتحاد على ميدانه الأول من نوفمبر
ملال يدعوا شعب تيزي وزو إلى التجند ضد قرارات الفاف..!
اللافت في الحرب الكلامية المندلعة هذه الأيام بين رؤساء الاندية ومختلف المسؤولين هو تصريحات رئيس شبيبة القبائل شريف ملال الذي دعا أنصار الكناري إلى التجند ضد قرارات لجنة تنظيم كأس الجمهورية التي برمجت لقاء ربع نهائي السيدة الكأس ضد إتحاد البليدة بملعب 5 جويلية، هذا النداء الذي أطلقه رئيس الشبيبة لاق الكثير من الانتقادات من طرف الوسط الكروي، فهل يعلم ملال أن تصريحاته من شأنها أن تخلق الفوضى؟ و تهدد الأمن العام بالمنطقة؟ خصوصا لما عانته منطقة القبائل من اضطرابات سياسية خلال حقبة التسعينيات وبداية الألفية، أم أن عقل ملال بقي مجمدا منذ سنة 1994 تاريخ هجرته إلى ألمانيا، ويعتقد أن الظروف في المنطقة هي نفسها مثل 24 سنة خلت..
الفاف تصدر قرارات عشوائية والوزير يتكلم في كل شيء ولا يفعل شيء؟
اصدار المكتب الفيديرالي لقرار منع إجراء مباريات كأس الجمهورية في ملاعب لا تصل سعتها 20 ألف مناصر جاء ليزيد الطينة بلة، والسبب عدم مراعاة ظروف الاندية الجزائرية من خلال غياب البنية التحتية و المنشآت القاعدية ببلادنا فماعدا ملعب 5 جويلية الأولمبي الذي يحمل المواصفات الدولية، لا يوجد ملعب في الجزائر يصلح لتنظيم حدث بارز سواء وطني أو دولي في ظروف مريحة وفي تنظيم محكم.
أما وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، فهو العلامة الأبرز هذه الأيام من خلال تصريحاته التي لم تستثني أي شيء، فتجد معالي الوزير يتكلم عن الصراع بين قرباج وزطشي، ويتكلم عن قرارات الاتحاد العربي لكرة القدم وينتقد اختياره لأندية وفاق سطيف واتحاد العاصمة لتمثيل الجزائر في الكأس العربية، ويتكلم كذلك عن مكان إجراء مقابلة الكأس بين الشبيبة واتحاد البليدة، وكأن الجزائر تملك ملاعب أفضل من ويمبلي والسانتياغو برنابيو حتى يتفرغ الوزير إلى مشاكل الأندية والصراعات داخل الفاف، فالكثير من مشاريع القطاع أصابتها نوبة التأخر في التسليم والجميع يعلم أن ملعب براقي انطلقت فيه الأشغال سنة 2009 ولن يسلم إلى غاية 2018 هذا إذا لم يتأخر أكثر، وهو يتسع فقط لـ40 ألف متفرج، و الأدهى من كل هذا أن دولة الكونغو برازافيل بنت ملعبا عالميا احتضن منذ سنتين الألعاب الإفريقية في ظرف زمني لم يتعدى 3 سنوات فقط..
فهل حان الوقت لرجوع كل طرف إلى عمله و تطهير الكرة الجزائرية من الطفيليين الذين عبثوا فيها فسادا وجعلوا أعزة الناس فيها أذلة؟ وهل حان الوقت لأن تكون إرادة سياسية تغير كل شيء؟ و تنزع غطاء الدفئ الاجتماعي الذي لازم كرتنا ومنعها من المرور إلى الاحتراف الحقيقي.
