ذكر مصدر موثوق لـ"البلاد"، أن فريقا هاما عن القيادة العامة لحرس السواحل الجزائرية، عقد اجتماعا سريا على مستوى الواجهة البحرية الغربية بوهران حضره قادة الوحدات العائمة والفرق الإقليمية لحرس السواحل، في مهمة جديدة للقوات البحرية لإحباط المزيد من الرحلات السرية انطلاقا من سواحل غرب الوطن، التي شهدت أثقل عمليات الهجرة غير النظامية منذ بداية السنة بتدوين رقم إجهاض 73 رحلة فاشلة منذ 2 جانفي إلى غاية تاريخ 9 مارس من الشهر الجاري.
وحسب المعطيات المتوفرة لـ"البلاد"، فإن الاجتماع السري الذي عقده وفد مركزي مكون من خمسة عقداء ومختلف الرتب العالية عن القيادة العامة، تمخضت عنه توصيات على قدر عال من الأهمية، منها وضع جهاز تنسيق ومتابعة يضم كامل الفرق التي تشتغل على حراسة السواحل الغربية على البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع وحدات القوات البحرية العاملة في مجال توفير الأمن للسواحل والمياه الإقليمية.
وتؤكد المصادر أن جهاز التنسيق الجديد الذي خصص لمكافحة الهجرة غير الشرعية التي أخذت أبعادا خطيرة في الجهة الغربية للوطن، يرتكز عملها على ضبط دقيق لحراك عصابات تهريب البشر من خلال وضع فريق استعلاماتي دقيق يضبط تحركات المتسللين بطريقة غير مشروعة للمساحات البحرية وتكثيف البحث والتحري عن الأشخاص المترددين بقوة على الشواطئ في الظروف غير العادية.
وتشير المصادر إلى أن الفريق المركزي حمل عدة أوامر عن القيادة العامة، تضمنت ضرورة تكثيف دوريات الأمن في المحيطات التي تعرف تدفقا غير مسبوق لقوافل الحراڤة.
كما باتت قوات خفر السواحل ملزمة بتعزيز حضورها في مجموعة "النقاط الساخنة" الساحلية، التي تنشط فيها شبكات الاتجار بالبشر، في ظل تدفق معلومات استعلاماتية عن بروز رقم مضاعف للمهربين في المدة الأخيرة وذلك تمهيدا للمرحلة الصيفية، التي تكون أكثر نشاطا لهذه العصابات التي تتلقى عمولات بالعملة الصعبة مقابل رحلات محفوفة بالمخاطر نحو السواحل الاسبانية قد تصل أحيانا الى 1000 أورو في مناطق ساحلية على غرار سواحل تنس، وهنين بتلمسان.
وطبقا لما أورده المصدر، فإن الاجتماع الذي كلل باستلام قوات حرس السواحل عن الناحية الغربية بوهران، زوارق دورية جديدة مصممة بتقنيات عالية مزودة بمحركات تصل سرعتها لحوالي 35 إلى 45 عقدة في الساعة من صنع فرنسي، وذلك في إطار تطوير القواعد البحرية والحماية الساحلية حسبما أشار إليه المصدر نفسه، وستوفر هذه الزوارق الجديدة التي يرتقب توزيعها على كافة الفرق الإقليمية المكلفة بالأمن والحماية، مراقبة صارمة للسواحل في قادم الأيام اعتمادا على عمل استعلامات جهاز التنسيق والمتابعة الجديد، الذي تم وضعه نهاية الأسبوع الماضي، تأهبا لتدفق مفاجئ للهجرة السرية في قادم الأيام خصوصا في فصل الربيع وشهر رمضان.
وتعتبر القيادة الجهوية لحرس السواحل بغرب الوطن، أن ما حققته الوحدات العائمة في الفترة القليلة الماضية من ضبط لأعداد كبيرة من المهاجرين والمهربين من تجار البشر، رغم الإمكانيات غير الكافية، يشكل خطوة كبيرة نحو اجتثاث الظاهرة. وتبدي القيادة البحرية في غرب الوطن، تفاؤلها في التوصل إلى حلول ميدانية في كبح ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال الآلية الجديدة التي تم وضعها في التنسيق الأمني بين كامل الوحدات البحرية والمتابعة.
وهي خلية ترتكز على الاستباق وملاحقة المهاجرين غير الشرعيين وتوفير المعطيات الدقيقة عن قوارب الموت التي تتأهب للإبحار السري. وتسود حالة من التخوف من تكرار عمليات الهجرة غير الشرعية بسواحل غرب الجزائر، كتلك التي عاشتها في بداية السنة الجارية، من خلال اعتراض رحلة 148 مهاجرا غير شرعي بينهم 39 رعية إفريقية و5 لاجئين سوريين في 73 رحلة فاشلة، فيما تواصل أمواج البحر بالجهة لفظ الجثث بمختلف سواحل غرب الوطن.
