“العدوان على سوريا سيفجّر أمن المنطقة بأكملها”
أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أن “حال الوطن العربي لا يسر ولا يبعث على التفاؤل، لما بلغه من تدهور وترد في مختلف مناحي الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية”. وقال بن صالح الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة الـ29 لجامعة الدول العربية المنعقدة بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية أن “العدوان على سوريا من أبرز مشاهد الوضع الخطير الذي تمر به الأمة والذي يهدد أمن واستقرار المنطقة ككل”.
وأشار ممثل الجزائر إلى أنه “كنا عقدنا العزم في اجتماعاتنا السابقة على بذل كل ما في وسعنا لمواجهة المخاطر المحيطة بدولنا، وتسريع وتيرة حل الأزمات وإطفاء نار الفتنة التي تعصف بأمتنا العربية، لكن النتائج المحققة لم تكن في مستوى الآمال والطموحات”. وتابع أن “ما تم إنجازه، منذ بدء مسيرة العمل العربي المشترك، لا يرقى إلى ما تتمناه شعوبنا. فلم نوفق بعد في إصلاح منظومتنا المشتركة والخروج برؤية إستراتيجية موحدة تبعث الروح في العمل العربي المشترك قصد التكفل بمختلف قضايانا المصيرية السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وحشد الطاقات لتجاوز التحديات وتخطي الصعاب، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب الأعمى، والتصدي للفكر المتطرف الضال، وانتشار التنظيمات الإرهابية في مختلف أنحاء وطننا العربي والتكفل بآمال شعوبنا في التنمية والرقي والتطور والتكامل الاقتصادي والثقافي”. وشدد بن صالح على أنه “آن الأوان أن نرقى بأدائنا إلى مستوى ما يحيط بأمتنا من مخاطر وتحديات، وأن نعي أن ما ينتظرنا قد يكون أكثر سوءا وأقل رحمة بأمننا واستقرار أوطاننا، ولا يتطلب ذلك أكثر من مراجعة للنفس وتحل بالشجاعة والجرأة لتحديد مواطن الخلل حتى نقدر على تقديم الحلول المناسبة لها”.
وبخصوص الوضع في سوريا قال بن صالح إن “الجزائر تعرب عن انشغالها العميق إزاء التصعيد الذي عرفته الأوضاع بفعل العدوان الأخير وتداعياته على الشعب السوري الشقيق وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل”، داعيا إلى “ ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل سياسي سلمي، الذي يبقى الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة”. وأكد على “ضرورة انتهاج المصالحة الوطنية بما يكفل أمن واستقرار وسيادة سوريا ووحدتها، ويحقق آمال الشعب السوري الشقيق في التنمية والتقدم”. وبخصوص الوضع في فلسطين استعجل بن صالح الذي جدد إدانة الجزائر لإقدام الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل “الإسراع في تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالعمل مع المجموعة الدولية على تأسيس آلية دولية متعددة الأطراف، تحت مظلة الأمم المتحدة لإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، بما يحقق حلا عادلا وشاملا للقضية الفلسطينية”. وتعليقا على تداعيات الأزمة في ليبيا تمسكت الجزائر “بالحل السياسي بعيدا عن كافة التدخلات الأجنبية التي لا تخدم استقراره واستقرار المنطقة”. وأكد بن صالح في هذا الإطار “دعم الجزائر لمسار التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة، ومواصلتها العمل على تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين، وتشجيعهم على الحوار الشامل والمصالحة ونبذ لغة العنف وتغليب المصالح العليا لليبيا حفاظا على سيادتها ووحدة ترابها وانسجام شعبه”. وناشد ممثل الاجزائر “الفرقاء في اليمن لطي صفحة الاقتتال وتبني الحوار والحل السياسي والمصالحة كأساس لإنهاء هذه الأزمة”.
