ذكر مصدر عليم لـ"البلاد" ان لجنة تحقيق وزارية حطت بولاية الشلف نهاية الأسبوع الماضي، لتسليط الضوء عن قرب على واقع تسيير مديرية الشباب والرياضة في ذات الولاية، ولفت المصدر الى أن التحقيق جاء على إثر تقرير أسود وجهه والي الولاية الى الوزير الجديد للقطاع محمد حطاب، للوقوف على العديد من المرافق الرياضية والشبابية المغلقة منذ سنوات دون أن تكلف المديرية نفسها عناء لاعادة بعث الروح فيها.
وبدأت اللجنة التي حرص الوالي على قدومها، أشغال تحقيقاتها في كثير من المرافق والمنشأت على غرار المركب الرياضي الكبير الذي مركز رياضات النخبة ومراكز رياضية في مدن الشطية، أولاد فارس وتنس وعاصمة الولاية. وطبقا لما أوردته المصادر، فإن اللجنة المشكلة من ثلاثة مفتشين مركزيين، ستواصل مهامها التي جاءت من أجلها الى غاية يوم الاثنين.
ويرتقب أن تقوم بتفتيش مرافق ثانوية أخرى غير مستغلة على تراب الولاية، لاسيما في عاصمة الولاية ومدن شمالية وجنوب الشلف، وتركز اللجنة عملها كثيرا على نقاط مهمة لاسيما المنشأت التي لا تزال مغلقة منذ 4 سنوات في وجوه الشباب كما هوالحال للمسابح الأولمبية وشبه الأولمبية والمسابح الجديدة التي خصصت لبعض المدن في الولاية التابعة لوصاية قطاع الشباب والرياضة. واللافت للانتباه أن المعطيات تؤكد وجود ما لا يقل عن 5 مسابح مغلقة تماما ولم يتسن تجديد النشاط على مستواها، بالرغم من تدخل بعض نواب البرلمان وتقديم مساءلة للوزير السابق لقطاع الشباب والرياضة لكشف النقاب عن "الواقع الكارثي" لهذا القطاع.
وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فان تقرير الوالي الأسود الموجه الى وزارة الشباب والرياضة جاء موازاة مع تقرير قدمه أربعة برلمانيين للوزير خلال اجتماع انعقد بين الطرفين في مكتب الوزير محمد حطاب، لدفع هذا الأخير الى ايفاد لجنة تحقيق بشكل عاجل الى الشلف، بسبب اقتراب موسم الصيف، الذي كثيرا ما يضاعف "غبن" الشباب، في ظل الحرارة الشديدة التي تطبع مناخ الشلف الأقرب إلى مناخ اقليم صحراوي، بما أن درجة الحرارة تتراوح بين 40 الى 50 درجة تحت الظل، ما يدفع الشباب الى دخول أحواض مائية غير مراقبة وأودية خطيرة، غالبا ما تسفر عن غرقى بالجملة بمعدل 9 الى 12 ضحية موسميا.
وتحدث تقرير رسمي عن وجود مسابح مغلقة تماما في عاصمة الولاية على غرار المسبح الأولمبي ومسابح الكريمية، وادي الفضة، الشطية، أولاد فارس والزبوجة، وهي المدن التي تعرف أيضا مناخا حارا للغاية تميز الفترة الصيفية.
ومن مهام موفدي الوزير الى الشلف، التحقق من نشاط مركز اعادة تجميع واعداد المواهب والنخب الرياضية، والذي خضع مؤخرا الى عملية واسعة من أشغال التجديد وارفاقه بمعدات وتجهيزات جديدة كلفت خزينة الدولة مئات الملايين. ومع ذلك فإن لا يزال غير مستغل للغاية، في حين كان بمقدوره أن يستوعب بشكل مثالي معسكرات التدريب الخاصة بالنخب الوطنية في مختلف التخصصات.
