"حرب” فايسبوكية بين فرقاء حمـس

استعملت فيها كلمات نابية وتبادل للتهم

ما يشبه صمت انتخابي تمر به حركة مجتمع السلم، على المستوى الرسمي، غير أنه على المستوى غير الرسمي هناك نقاشات حادة، يمكن وصفها بـ«الحرب” بين المناضلين على الفضاء الأزرق، الذي أصبح المتنفس الوحيد هذه الأيام، حيث لم يسلم من هذه ”الحرب الافتراضية” لا مسؤولين محليين ولا نواب بالمجلس الشعبي الوطني.

وتضم المجموعة الفايسبوكية المسماة ”مبادرة جمع مليون محب لحركة حمس”، أكبر عدد من المناضلين داخل الحركة وعلى عدة مستويات، فبعد دخول قيادات الصف الأول في ما يشبه صمت انتخابي، على بعد أسبوع من موعد المؤتمر الذي سيكون أيام 10، 11 و12 ماي الجاري، وذلك مخافة أن تحسب أي كلمة أو موقف ضدهم، مفضلين الصمت على الإدلاء بأي تصريح قبل موعد الحسم، فضل المناضلون اللجوء للفضاء الأزرق ”فايسبوك”، لكن هذه المرة ليس لنقاش الأفكار والسياسات والأطروحات التي ستعرض على المؤتمر والمؤتمرين، بل هذه المرة انحرف النقاش إلى السب والشتم والتنابز بالألقاب، لم يسلم منه المسؤولون المحليون ولا نواب بالمجلس الشعبي الوطني، خاصة وأن أغلب النقاشات فضلت الخوض في التاريخ، وبالأخص ما تعلق بأحداث مؤتمر سنة 2008، والتطرق لحادثة ”الكلاب” التي استعملت لتأمين المؤتمر، بل ذهب البعض إلى التشكيك في نوايا الطرف الآخر بخصوص الوحدة وهو ما أثار حفيظة المقصودين من هذا التشكيك.

واحتدم النقاش، الذي تحول في جزء منه إلى تنابز بالألقاب، بين طرفي الصراع الفايسبوكي المتمثلين في أنصار القيادة الحالية وبين أنصار جبهة التغيير (سابقا)، حيث يعمل أنصار ”حمس” على تذكير ”خصومهم” بكيفية انفصالهم سنة 2008 وتأسيسهم لجبهة التغيير ”المنحلة إراديا”، وإذا رفع أحد أنصار ”التغيير سابقا” شعار الوحدة، جاء الرد سريعا من الطرف الأخير متسائلا ”هذه القاعدة أين كانت في 2008 عندما بححنا في النصح ولكن لا تسمعون إلا لقيادتكم رغم وجود الآيات والأحاديث، نحن ننظر للوحدة عقيدة وليست مصلحة مع كل الاحترام للمنشقين للعائدين”.

هذه الأجواء المشحونة بين أبناء البيت الواحد والمدرسة الواحدة، تؤكد أن ما تقوله القيادات بخصوص الانسجام بين جميع مناضلي حركة مجتمع السلم، ليست حقيقية ويكذبها الفضاء الأزرق وأنها لا تتعدى قيادات الصف الأول، لكن المناضلين على مستوى الولايات، ما يزال للتاريخ وشحنائه شيء في صدور أبناء حركة مجتمع السلم. وقد حاولت قيادات الحركة تهدئة الأوضاع من خلال مقالاتها التي كانت تنشرها مؤخرا، غير أنها لم تلق صدى لدى الفايسبوكيين الذي فضلوا خوض الحرب على بعضهم البعض عبر الفضاء الأزرق، وقد رفع بعهم شعار ”كل ينفق مما عنده.. خليه يسب.. خليه يشتم”، غير أن هذا لم يشفع لوقف التنابز بين أبناء مدرسة ”الوسطية والاعتدال”.

للإشارة، تستعد حركة مجتمع السلم لعقد مؤتمرها السابع، أيام 10، 11 و12 ماي القادم، تحت شعار ”الوحدة.. الديمقراطية والتطوير”، حيث من المنتظر ـ حسب المؤشرات الأولى ـ أن يعرف ترشح كل من الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري، والرئيس السابق عبد المجيد مناصرة، وذلك بعد أجواء يمكن وصفها بــغير العادية أثناء دورة مجلس الشورى الأخير، المنعقد في دورة استثنائية، بالإضافة للمبادرة التي أطلقها بعض شيوخ الحركة بهدف الحفاظ على الوحدة ومستقبل مدرسة النحناح.  

عبد الله ندور

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  3. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  4. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  5. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد هجوم بمسيرات

  6. منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة

  7. وكالة “إرنا” الإيرانية: المنشآت النووية في أصفهان تتمتع بأمن تام