الفلسطينيون يقرّرون العودة إلى الديار

70 عاماً على نكبة آخر الشعوب المحتلة

 

يعدّ النزاع حول القدس أحد أطول الصراعات العالمية، حيث يطالب بها اليهود كعاصمة أبدية لإسرائيل، بينما يتشبث بها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم المنشودة، حيث أعاد الفلسطينيون روايتهم إلى السطر الأول، وهو قرار العودة إلى أراضيهم وبيوتهم في فلسطين، بعد أن حاول الكيان الصهيوني محوها منذ 100 سنة.

الكاتب الفلسطيني عوض صالح لـ“البلاد”: الفلسطينيون يخترقون نفسية الكيان الصهيوني في مسيرة النكبة الكبرى

أكد صالح عوض، كاتب ومفكر فلسطيني المقيم في الجزائر، في تصريح لـ “البلاد”، الواضح أن الشعب الفلسطيني لم ينتظر قرارات من قبل قيادات الشعب الفلسطيني، حيث خرج منذ أكثر من شهر، إلى الميدان لمواجهة الجنود الصهاينة في الحدود مع غزة، بعد أن اكتشف خدعة العملية السياسية، وأنها مجرد مضيعة للوقت وتكريسا للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وأعاد الشعب الفلسطيني الحر روايته من جديد في سطرها الأول، بأنه شعب صامد يريد العودة إلى بيوته وأراضيه في فلسطين، هذه الرواية التي حاولت عملية التسوية تغييبها وإعادة استحداث تبدأ من أن الأرض التي احتلت سنة 67 هي أرض فلسطينية والباقي هو للكيان، واكتشف الجميع أن هذا الحل الهزيل المتخاذل لم يرض جيش الاحتلال، وهم يناورون عليه، ولم تنل الدبلوماسية الفلسطينية من مسلسل المفاوضات أكثر من 16 بالمائة من أرض الضفة الغربية، وتتم تتويج الانتصار والهزيمة، والوضع المزري تم تتويجه بالإعلان عن القدس عاصمة للكيان الصهيوني جاء في السياق، ولا يوجد فلسطيني ولا عربي و لا أي إنسان حر يقبل بذلك، لكن عدم القبول شيء والفعل الإيجابي المؤثر شيء آخر، مشيرا إلى أنه لا يوجد في العرب والمسلمين ما يمكن أن يعبر عن انتمائهم إلى القدس والمسجد الأقصى، حيث ترك الفلسطينيون وحدهم في معركة الدفاع عن الأرض المباركة وعن بيت المقدس.

وعن المقاومة، أكد أنها لم تتوقف منذ 100 عام، وإنما تأخذ أشكالا متنوعة، في بعض الأحيان يكون في المقاومة الجانب الشعبي العسكري، السكاكين والعبوات الناسفة، وهو أمر يتعلق بإمكانيات المقاومة التي يفتقد لها الشعب الفلسطيني. والمقاومة -يقول- مستمرة ولن تتوقف، وكلما يظن العدو أنها خمدت تخرج في ثوب جديد أعظم وأكثر تأثيرا. وتابع متحدثنا فيما يتعلق بالخروق القانونية المنتهجة من طرف الكيان، بالقول إن مخالفة القوانين الدولية يكمن أساسا في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وإلقائهم على أراضي الغير، والخرق المرفوض هو وجود كيان غريب تم لم شمله من شتى دول العالم بارتباطهم بحركة الاستعمار العالمية وتثبيتهم وسط شعبآمن، هذه الخروقات شاركت فيها دول أوروبية عظمى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا وشارك فيه متخاذلون من حكام حرب ونخب سياسية عربية خسيسة، لتمكين الكيان من التواجد في شكل دولة.

وتأسف عوض لغياب دعم القضية والوقوف مع ترمب وتأييد قراراته، مؤكدين أن فلسطين لليهود، حسب تصريحات صحفيين في بعض دول الخليج. الفلسطينيون وحدهم من يحاربون من أجل أرضهم المقدسة، وأشاد بدور المسيرة المليونية التي اعتبرها اختراقا لنفسية الصهاينة  من خلال اقتحام عشرات الآلاف  من الفلسطينيين للأسلاك الشائكة، بالإضافة إلى اختراق طائرات “أف16 “ اليهودية والنووي الأمريكي وكل الوعود التي تثبت وجود الكيان الصهيوني وتعترف به كدولة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين اليوم في موجة مواجهة كبيرة وإنجاز عظيم، لا يمكن أن نقول إنها الضربة القاضية، لكنها ضربة قوية.

7 عقود تطوي صفحاتها من تاريخ القضية الفلسطينية

من جهته، أكد الدكتور والباحث الفلسطيني، رائد ناجي،  في تصريح لـ«البلاد”، أن 7 عقود تطوي صفحاتها من تاريخ القضية الفلسطينية، والتي سُطّرت كلماتها بالدم وتضحيات شعب يعاني ويقاتل وحده ضد آخر احتلال على وجه الأرض، وسط سكوت عربي وتعاون غربي.

هذا، وتقضي الخطة الأمريكية التي تقع  من خلال صفقة القرن بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقّتة تغطّي نصف الضفة الغربية وقطاع غزة فقط دون القدس، والبدء بإيجاد حلول لمسألة اللاجئين، بعد أن هيمنت أمريكا على كل ما تريده بصفتها الراعي الأول للسلام في العالم، لكن اليوم -يقول ناجي- سقط القناع وتجردت من المهام المنوطة بها كراعي للسلام، وبات واضحا وضوح الشمس انحيازها إلى الطرف اليهودي.

وحسب المتحدث، فإن 14 ماي لم يكن صدفة، باعتبار أنه متصل بالعديد من التواريخ التي تعني الكثير للفلسطينيين وللشعوب العربية، وبالتالي فإن التواريخ مدروسة ومضبوطة من طرف أمريكا والكيان الصهيوني الذي له دلالات دينية لهذا التاريخ. ويضيف في السياق ذاته، أن الانقسام انطلق من باب التدرج في القوانين، حيث تم تقسيم القدس سنة 1967 إلى شرقية وغربية، وتم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ زمن بعيد، وتبعا للرفض الدولي لم يتم إقرار القوانين والمصادقة عليها، واستجابت أنذاك 13 دولة هولندا وأمريكا اللاتينية، ليصادق الكونغرس على الاعتراف الموافقة بالقرار سنة 1995، لكن الموافقة لم يتم المصادقة عليها، حيث كان يعرض مرتين في السنة على الرئيس،  وجاء ترمب الذي تربطه علاقات وطيدة مع الصهاينة، وتبعا لمنطق القوة السائد، وافق هذا الأخير على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بالرغم من المظاهرات في مختلف بقاع العالم، في ظل انبطاح الدول العربية ودول الخليج  التي أبدت تأييدها العلني لقرار ترمب، والاعتراف بأن فلسطين دولة يهودية، خصوصا دول الخليج التي وافقت وبشدة على القرار.

فادي عيد: انتهت آخر الأيام الهادئة بالمنطقة

وفي الملف الفلسطيني، أكد المحلل السياسي المصري، فادي عيد، في تصريح لـ “البلاد”، أنه وسط تعزيزات أمنية إسرائيلية مشددة بالأراضي الفلسطينية لتأمين احتفالات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبحضور الوفد الأمريكي و بحضور وفود 32 دولة، فمن بلدان الاتحاد الأوروبي، شاركت 4 دول، هي النمسا، التشيك، المجر، رومانيا، إضافة إلى دول غير أعضاء في الاتحاد، وهم  ألبانيا، مقدونيا، صربيا، جورجيا وأوكرانيا. ومن الدول الإفريقية، تشارك وفود 12دولة، وهم إثيوبيا، أنغولا، الكاميرون، كينيا، نيجيريا، رواندا، جنوب السودان، تنزانيا، زامبيا، الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية وساحل العاج، ومن دول أمريكا اللاتينية، تشارك وفود 7 دول، وهي الدومينيكان، السلفادور، غواتيمالا، هندوراس، بنما، بيرو وباراغواي، ومن دول آسيا، تشارك وفود 4 دول، وهي ميانمار، الفلبين، تايلاند وفيتنام.

تحذيرات صهيونية لسكان غزة من المشاركة في الاحتجاجات

وأشار المتحدث إلى أنه وقبل الاحتفال بساعات، جدّد الطيران الإسرائيلي إلقاء منشورات من الجو لسكان غزة تحذرهم فيها من المشاركة في الاحتجاجات ضمن “مسيرات العودة الكبرى” إحياء للذكرى السبعين “للنكبة الفلسطينية”، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان إسرائيل حالة الاستنفار بعد أن رصد جيش الاحتلال نشاطات غير عادية للقوات الإيرانية في سوريا (حسب زعمه).

وأمرت السلطات الإسرائيلية الإدارات المحلية في منطقة الجولان بتحضير الملاجئ، كما جاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أنه تم نشر أنظمة الدفاع ووضع القوات في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجوم. وفي حقيقة الأمر، كما تحدد من خلال وضع فلسطين منذ سبعون عاما، شكل المنطقة اليوم وضع القدس يرسم ملامح منطقة لعقود قادمة، منطقة صارت نفوذا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا وجود للعربي، ومن يقدم القدس يوما ثمنا لتحقيق أهدافه الرخيصة لن يستطيع غدا، سداد ثمن مكة والمدينة المنورة، نعم لقد أنتهت آخر الأيام الهادئة أو شبه الهادئة بالمنطقة.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الخميس.. امطار غزيــرة على هذه الولايات

  2. طقس الأربعاء.. أمـطار على هذه الولايات

  3. الكاف تعلن رسميا خسارة إتحاد العاصمة على البساط أمام نهضة بركان

  4. هذه أبرز مخرجات اجتماع الحكومة

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34305 شهيد

  6. التوقيع على مشروع ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار بين وزارة الفلاحة وشركة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحليب

  7. حول طلبات التقاعد.. بيان هام من "كاسنــوس"

  8. قسنطينة.. تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات

  9. حج 2024.. بيان هام من الديوان الوطني للحج والعمرة

  10. دخول شحنة جديدة من  اللحوم الحمراء المستوردة