يطغى النشاط التضامني باختلاف أنواعه على ملامح المشهد الرمضاني وأجوائه عبر بلديات ولاية الأغواط، وسط حركية فنية وثقافية وترفيهية تعطي نكهة خاصة لسهرات الشهر الفضيل، ويتخذ هذا النشاط الاجتماعي أشكالا متعددة، غير أنه يجتمع عند تنافس الشباب فرادى وجماعات عليه باعتباره عملا خيريا يراد منه مساعدة الصائمين وإفطارهم، ويبتغى منه الأجر عند الله سبحانه وتعإلى.
وشهدت الأيام الأخيرة من شهر شعبان والأولى من رمضان المبارك تحضيرات حثيثة من قبل جهات متطوعة من جمعيات ومحسنين وأفراد وجماعات لتنظيف وتزيين الأماكن المحددة لتلك المبادرات التضامنية حرصا على استقطاب الصائمين من المحتاجين وعابري السبيل في أحسن الظروف.
ففي كل يوم تتوزع مجموعات المتطوعين إلى فرق بعضها تقوم بجلب المواد الغذائية من المتبرعين وأخرى مكلفة بشؤون الطهي وتنظيم موائد الإفطار ومجموعات تتولى مهمة دعوة المارة وعابري السبيل لتناول وجبات إفطار الصائم، حسب عديد الناشطين في هذا المجال التضامني.
ومما وسع من مجال هذا الفعل الخيري الراقي هوطبيعة المساعدات والخدمات المقدمة نتيجة انخراط فعاليات المجتمع المدني ومسؤولي البلديات وشتى القطاعات.
وتشمل هذه المبادرات النبيلة كافة بلديات الولاية لا سيما تلك الواقعة منها بمحاذاة الطرقات الوطنية على غرار بريدة وقلتة سيدي سعد وسيدي مخلوف وتجمعي بوزبير وبليل (حاسي الرمل).
وفي السياق ذاته تم رصد غلاف مالي إجمالي قيمته 130 مليون دج موجه لإقتناء قفة رمضان وتوزيعها على مستحقيها من المحتاجين والعائلات المعوزة والفقيرة، كما ذكرت مصالح الولاية.
وساهم في تحصيل هذا المبلغ المالي كل من البلديات (91 مليون دج) وميزانية الولاية (25 مليون دج) ومصالح مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن (15 مليون دج).
وسمحت هذه المساهمات المالية باقتناء حوالي 51.500 قفة إلى جانب 4.000 قفة رمضان من مساهمات المحسنين، مما مكن بإيصالها إلى أكبر عدد من مستحقيها المنتشرين بجميع بلديات الولاية.
ومما يلاحظ على عملية توزيع قفة رمضان هذا العام والتي يرافقها فتح حوالي 17 مطعم رحمة أنها تمت قبل حلول الشهر الفضيل وبإشراك جمعيات الأحياء وممثلي المجتمع المدني تنفيذا لتعليمات السلطات الولائية.
ومن جانب آخر تم تسطير برنامج ثري تتواصل فقراته طيلة الشهر الفضيل ويتضمن نشاطات ثقافية وأخرى تاريخية ترمي في مجملها إلى توفير مساحات لتسلية وترفيه العائلات الأغواطية.
ويحتوي البرنامج على تنشيط محاضرات وعرض أفلام وأشرطة تاريخية وتنظيم معارض متنقلة في عدة أماكن على غرار الفضاءات العمومية ودور الشباب.
