بعد أن أثار زواجه من الممثلة السينمائية المصرية شيري عادل جدلا واسعا على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، خرج الباحث ومعدّ البرامج الدينية المصري معز مسعود عن صمته من خلال منشور على حسابه في فيسبوك ، طالب من خلاله باحترام حياته الشخصية ، وأكد بأن جهات كثيرة قامت بتأويل خاطئ لأقواله السابقة في برامجه التلفزيونية التي كان يقدّمها في مجال الوعظ الديني.
وكانت باحثة مصرية قد انتقدت ما اعتبرته ازدواجية في الخطاب الذي كان يقدّمه معز مسعود حول الزواج والمرأة الصالحة قبل أن يختار في حياته الخاصة امرأة مختلفة عن النموذج الذي كان يتحدث عنه في برامجه ، كما انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتهم الداعية المصري بالتراجع عن المبادئ التي كان يدعو إليها مشاهديه.
وقالت الباحثة عبير سليمان في حديث لقناة مصرية ، إن المعضلة فى زواج الداعية معز مسعود من الفنانة شيرى عادل تكمن فى تغير وجهة نزره بالكامل عن الزوجة الصالحة التي قالت إنه كان يعتبرها "قطعة شوكولاتة مغطاة بورق سولفان أي أنها محجبة وأخرى غير مغطاه ويقول أن الأفضل أن تأخذها مغطاة"، وتابعت:"كفاية استغلالاً للدين من أجل الاسترزاق من ورائه".
"شكرا لمن أحسن بي الظن..وغفر الله لمن أساء لشخصي ولأهلي"
معزّ مسعود ردّ على الاتهامات التي وجّهت إليه من خلال منشور مطول على حسابه في فيسبوك ، توجه في بدايته بالشكر إلى "من أحسن به الظن وهنأه على زواجه" ، وقال إنه "من حق المهتمين برسالته أن يزيل عنهم ضبابية المواقف المتعلقة بحياته الشخصية"، قبل أن يدافع عن قراره بخصوص الزواج من الممثلة شيري عادل باعتبار أنها حياته الشخصية التي لا تتنافى مع منهجه في الدعوة إلى الدين.
وتابع مسعود يقول :"من أهم سمات المنهج الذي انتهجه ولم ولن أخالفه أبدا أن (العقيدة) هي أصل الدين، ولها الأولوية في الدعوة قبل الفروع خصوصا أننا قد أصبحنا في زمن حدث فيه من التحولات الفكرية والسلوكية وانتشار الفكر الإلحادي ما يستوجب العودة إلى منهج القرآن الكريم الذي ركَّز على بناء أسس العقيدة الصحيحة قبل ترسيخ الكثير من السلوكيات" ، وأضاف مدافعا عن عدم تحجّب زوجته شيري عادل :"سورة النور، التي ورد فيها ذكر غطاء رأس المرأة، هي سورة مدنية نزلت في النصف الثاني من الرسالة بعد ترسيخ العقيدة في المرحلة المكية، أي أن ذلك جاء بالتدرج أيضاً، ولذلك فإن الاحتشام في الملبس هو أساس ما يسمى اليوم بالحجاب، وغطاء الرأس هو التاج الذي يكتمل به الاحتشام، وبالتالي فان تحقيق الاحتشام في الملبس هو أكثر من ٩٠ في المائة من "الحجاب"، كما وضحت منذ عام ٢٠٠٩" ، واعتبر أن "الالتزام بغطاء الرأس ليس مقياسا مطلقا للحكم على مدى قرب المرأة أو بعدها من ربها، ولذلك كنت من أول الداعين الى تغيير هذه الرؤية التصنيفية السطحية التي تصنع الثنائيات في المجتمع - “محجبة” و”غير محجبة” - وتختزل الدين في مظاهره".
"كنت أتوقع أن يثير خبر زواجي الحيرة والتساؤلات"
واعترف معز مسعود بأنه كان يتوقع أن يثير خبر زواجه من شيري عادل "الحيرة والتساؤلات عند الكثيرين" ، قبل أن يستدرك:" لكنني أعلم بتفاصيل حياتي الشخصية والإطار الزمني الحقيقي لكل مرحلة، ولم ارتكب حراماً أو عيباً واستخرت الله تعالى واخترت الحب والزواج رغم علمي بمدى فداحة الظلم الذي سنتعرض له أنا وزوجتي".
كما فنّد معز مسعود أن يكون قد استعمل مثال "الحلوى المكشوفة" و"الحلوى المغلفة" للحديث عن الحجاب ، وقال :"لا أطيق ولا أقبل هذا الأسلوب المتدني في الكلام عن السيدات أصلا"، كما نفى صحة الصور التي تم تداولها لحفل زفافه ، وقال إن أي صورة تجمعه مع زوجته بعد زواجهما هي صورة غير حقيقية.
"اتّهامي بالتكسّب من الدين اتهام باطل وزور"
وبخصوص اتهامه بالاسترزاق من البرامج الدينية قال معز مسعود :"نشأت بفضل الله في أسرة ميسورة الحال ولي أنشطة اقتصادية مختلفة ولذلك فإنني لا أتلقى أجورا عن البرامج التي أقدمها منذ أكثر من عشر سنوات بل إنني أنفق الكثير من مالي الخاص على البرامج لأن العائد منها لا يغطي تكلفتها لشركتي، وإن اتهامي بالتكسب من الدعوة و"التجارة بالدين" بها هو اتهام باطل وزور".
واختتم الداعية المصري حديثه بالقول :"كنت أفضل أن ينشغل الناس بنقاش لقاءاتي الفكرية مع أهم مفكري العالم وقادته، وأطروحاتي العالمية، على سبيل المثال لا الحصر كلمتي الافتتاحية الأخيرة في المؤتمر السنوي للأمم المتحدة بجنيف وحواري الفكري مع البروفيسور ريتشارد دوكينز أكثر الملحدين تأثيرا في العالم، بدلا من أن يتفرغوا للحديث عن تفاصيل حياتي الشخصية، علما بأنني كررت كثيرا أنني لست داعية وإنما باحث متخصص حر لا أنتمي لأي تيارات إطلاقا وأحمل الماجستير وأنهي الدكتوراه في فلسفة علم التجربة من جامعة كامبريدج"، قبل أن يضيف:" أنا شخص تزوج في النور أمام الجميع ولا أطلب من أي أحد تغيير مواقفه إطلاقا، لكنني أطلب من الجميع احترام حياتي الشخصية ونقل الحقائق و ليس الشائعات".
