رسالة مؤثرة من مؤسس العملاق الصيني "علي بابا" بعد تحقيق 420 مليار دولار

يعتبر "ما" الأصغر بين ثلاثة أغنى رجال في آسيا

سيغادر في هدوء وإن استغرق ذلك وقتا، إلا أنه قرر أن يتقاعد بشكل مبكر، محدداً خليفته في قصة ربما هي الأولى في تاريخ الشركات الآسيوية العملاقة.

لن يترك الرئيس ومؤسس العملاق الصيني "علي بابا" الشركة لوريث عرش من بيته، أو لأحد من أبنائه وهذا يحدث لأولى مرة في تاريخ شركة عائلية في آسيا.

وكما كان تقاعده المبكر مفاجئاً كان اختياره لخليفته أيضا مفاجئا، حيث أعلن "جاك ما" فجر اليوم أن من سيخلفه في رئاسة مجلس إدارة شركة "علي بابا" هو دانيال تشانغ في خطة تعاقب مدتها 12 شهرا فقط.

سيبقى "ما"، وهو المؤسس المشارك لأشهر شركة في آسيا وأحد أشهر الأسماء في الصين، رئيسا للشركة لمدة 12 شهرًا حتى 10 سبتمبر 2019.

سيقوم جاك ما بتسليم مفاتيح الشركة الأكثر قيمة في آسيا إلى الرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا القابضة، في خطة تعاقب لم يسبق لها مثيل والتي ستتركز بهدوء على أحد أشهر الأسماء التجارية في الصين.

وبموجب الخطة، سيتم ترقية دانيال تشانغ إلى منصب الرئيس في 10 سبتمبر 2019، وسيظل "ما" عضواً دائماً في مجلس الإدارة، وفقاً لرسالة موجهة لجميع الموظفين.

وقال "ما" إنه سيبقى رئيساً لشركة علي بابا خلال الفترة الانتقالية لضمان انتقال "سلس وناجح"، وسيبقى في مجلس الإدارة حتى اجتماع للمساهمين في عام 2020.

انتماء للأبد

وقال "ما" في رسالته التي نشرها موقع South China Morning Post: "يوضح هذا التحول أن "علي بابا" تتقدم إلى المستوى التالي من حوكمة الشركات من شركة تعتمد على الأفراد، إلى شركة مبنية على أنظمة متفوقة تنظيمياً وتعتمد ثقافة تنمية المواهب". "لم تكن "علي بابا" أبداً تدور حول جاك ما، ولكن جاك ما سوف ينتمي إلى الأبد إلى "علي بابا".

واستغرقت الخطة، التي أُعلن عنها في عيد ميلاد "ما" الرابع والخمسين، 10 سنوات. ويرجع تاريخ تأسيس الشركة إلى عام 1999، قبل وقت طويل من بدء التسوق عبر الإنترنت إلى الحوسبة السحابية، والمدفوعات غير النقدية، والذكاء الاصطناعي، وأفلام هوليوود.

وقال جوزيف بي. إتش فان: "هذه مجرد بداية لاستراتيجية تعاقب لخلق سلم يتم من خلاله تهيئة الجيل القادم من المديرين".


جاك ما مؤسس شركة علي بابا

هالة مشرقة

وأضاف المدير المشارك لمعهد الاقتصاد والمالية في الجامعة الصينية في هونغ كونغ. "هالة جاك ما مشرقة جدًا، وتتفوق على كل من تحت قيادته، لذا فهو بحاجة إلى "التلاشي". ولكن بالنسبة إلى شركة بحجم "علي بابا"، فقد استغرقت هذه العملية 10 سنوات".

وقد حدد "ما" الذي يرأس شركة تبلغ قيمتها 420 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 86.000 موظف، الطريق لإنشاء نظام لتحديد المواهب وتنميتها، تحت إشراف رئيس شؤون الموظفين جودي تونغ. كما أن خطة الخلافة، التي تم الكشف عنها تحمل أيضاً معنى خاصاً بالنسبة لـ"ما"، والذي كان يدرس اللغة الإنجليزية في عاصمة مقاطعة تشجيانغ قبل أن يدخل في الأعمال التجارية في أواخر التسعينيات.

"يرغب المعلمون دائمًا في أن يتجاوزهم الطلاب، لذلك فإن الشيء المسؤول الذي ينبغي القيام به - بالنسبة لي وللشركة - هو السماح لأصحاب السن الأصغر والأكثر موهبة بتولي أدوار قيادية حتى يرثوا رسالتنا في تسهيل إجراء الأعمال في أي مكان،" وقال. "يشعر المعلم في داخلي بالفخر الشديد بفريقنا وقيادتنا وثقافتنا الفريدة القائمة على المهام، فضلاً عن حقيقة أننا نواصل تطوير وإعداد قادة أعمال استثنائيين ومواهب مهنية مثل دانيال تشانغ".

شركات عائلية

وتقف خطة شركة علي بابا على النقيض من العديد من الشركات العائلية الأكثر ثراءً في آسيا، والتي غالباً ما يتم تسليمها من الأب إلى الأبناء حتى وإن كانت هذه الشركات مدرجة في أسواق المال.

ويواجه ما يصل إلى 85%، من المليارديرات في آسيا تحولا من مؤسسي الجيل الأول إلى خلفائهم، وفقا لدراسة امتدت على مدى 20 عاما من قبل UBS شملت 1400 ملياردير في عام 2016.

وقال جوزيف بي. إتش فان من جامعة الصين، والذي شارك في كتابة خريطة الأعمال العائلية في آسيا: "إن "ما" يتفرد بين رواد الأعمال الصينيين الذين يستكشفون أفضل نموذج لتسليم نجاحاتهم إلى الجيل التالي".

الأصغر بين 3 أثرياء

وقال جو تساي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا الذي انضم إلى الشركة في عام 1999 كمؤسس مشارك: "الجميع في شركة علي بابا يفكرون على المدى الطويل، ولكنهم يعرفون جاك، إنه يفكر في 20 عامًا بعد الجميع".

ويعتبر "ما" الأصغر بين ثلاثة أغنى رجال في آسيا. ومع ذلك ، بدأ يفكر في خطة خلافته قبل عقد من الزمن. وأمضى 40 %، من السنة في السفر حول العالم كمروج لمزايا العولمة والتجارة الحرة والتقدم التكنولوجي. وقال إنه طار أكثر من 800 ساعة في عام 2016، و840 ساعة في العام الماضي ومن المرجح أن يقضي 1000 ساعة هذا العام في الهواء.

وقال ما "لا يزال لدي الكثير من الأحلام لمتابعة تنفيذها. إن أولئك الذين يعرفونني يعرفون أني لا أحب الجلوس بلا عمل. "والعالم كبير، وما زلت صغيرا، لذلك أريد أن أجرب أشياء جديدة. ومعرفة ماذا لو كانت الأحلام الجديدة ممكنة التحقق؟.


عن موقع "العربية"

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  6. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  7. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  8. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  9. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  10. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!