موقع "زيارة".... أول دليل إلكتروني سياحي في الجزائر

الموقع سيحدث ثورة في القطاع السياحي الجزائري وسينافس في خدماته "غوغل مابس" العالمي

البلاد.نت  -محمد خمالي-   سيسمح موقع "زيارة" للعديد من الجزائريين بالاستغناء عن باقي المحركات العالمية للبحث عن بعض المعلومات وجمع البيانات المطلوبة فيما يتعلق بالسياحة الداخلية لهذا البلد، وهو "المولود التكنولوجي الجديد" الجزائري الأصل الذي يُرتقب أن يحدث ثورة نوعية في عالم التواصل بين الجزائريين ويسمح للزوار من مختلف بقاع العالم بالحصول على أهم الوجهات السياحية الموجودة هنا بهذا البلد.
وكما كان الأمر فقد، سنحت الجولة القصيرة التي قامت بها "البلاد" إلى الصنوبر البحري بالعاصمة الذي احتضن الطبعة الـ 19 للصالون الدولي للسياحة والأسفار، الذي جرى ما بين 17 إلى 20 من الشهر الجاري، باكتشاف مؤسسة "أين" المختصة في مجال الرقمنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة.

حيث أن هذه المؤسسة عرضت خدماتها لدعم سياسة ترويج السياحة الداخلية في الجزائر التي لجأت إلى تبنيها الحكومة في الآونة الأخيرة من أجل البحث عن مداخيل متنوعة للعملة الصعبة خارج قطاع المحروقات، فمؤسسة "أين" وعن طريق خدماتها التي عرضتها لـ"البلاد" من طرف مديرها، لحسن قميدي، فهو عبارة عن موقع ويب سيتم افتتاحه رسميا للزوار بداية من الفاتح نوفمبر المقبل، ويحمل تسمية "زيارة" وهو موقع إنترنيت الذي توجد فيه خريطة جغرافية مفصلة عن الجزائر تشمل 48 ولاية وبالتدقيق الشامل لكافة طرقها البرية، تحتوي على معلومات تخص نشر دليل خاص بالمناطق السياحية، الفنادق، محطات النقل، المراكز الثقافية، وعناوين لمقرات خاصة بالحرفيين الصناعيين تم الحصول عليها من وزارات السياحة والصناعات التقليدية، الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، وزارة الثقافة، بالإضافة إلى وزارة الأشغال العمومية والنقل، وهي كلها معلومات رسمية تخص مختلف الخدمات التي تقدمها تلك الوزارات المعنية في مجالها.



خريطة مائة بالمائة جزائرية.... استغرق تطويرها أكثر من 10 سنوات

أكد المدير لحسن في حديثه لـ"البلاد" بأن الخريطة الموجودة في الموقع هي مائة بالمائة جزائرية، تحتوي على معلومات دقيقة وتُحدد بتفاصيل واضحة المعالم الطريق المؤدية إلى الوجهة المنشودة التي يبحث عنها الزائر، مؤكدا بأن الخريطة تم السهر على تطويرها قرابة العشر سنوات كاملة، بعدما تم انتاجها من طرف الشركة الجزائرية "GEOSYS"، حيث قال في هذا الشأن: "أؤكد لكم بأن موقع زيارة هو جزائري ويحوي على خريطة مائة بالمائة جزائرية، وقد استغرقنا في عملية تطويرها أكثر من 10 سنوات"، مشيرا بأن هذا الأمر جعل هيئة الإتحاد العالمي للإتصالات الذي يوجد مقره بمدينة جنيف السويسرية يمنحهم الجائزة الأولى بخصوص ذلك: "في سنة 2014 تم منحنا الجائزة الأولى من طرف الهيئة الأممية للإتحاد العالمي للإتصالات، واعتبارنا أول شركة جزائرية تتحصل على ذلك، وهذا الأمر يدعونا للفخر، ويشجعنا على العمل أكثر، خصوصا وأن بعض كبريات الشركات لا تحوز على ذلك"، في إشارة إلى تلك الجائزة.



عامين قيد التجربة من أجل تلبية رغبات الجميع

كما أكد ذات المسؤول بأن موقع "الزيارة" في الوقت الحالي لا يزال مغلقا في وجه الزائرين، ولكن سيتم افتتاحه رسميا مرفوقا بتطبيق أندرويد للهواتف واللوحات الذكية بداية من الفاتح نوفمبر المقبل، حيث سيكون متاحا للجميع تحميل التطبيق بالمجان، شرط بأن يكون مستعمل الخدمة مُزودا باشتراك الإنترنيت من أجل تسهيل البحث والوصول إلى مبتغاه بالشكل السلس.
وبحسب لحسن فإن الموقع قد تم وضعه قيد التجربة منذ حوالي عامين من أجل الوقوف على النقائص الموجودة فيه، ومحاولة تصحيح ما يمكن من الثغرات التي قد تكون، حيث يحرص مسؤولي الموقع الذي يضم مجموعة كبيرة من المهندسين على جعل "زيارة" موقعا متكاملا يُلبي رغبات الجزائريين ويُنسيهم في محرك البحث العالمي "غوغل مابس" الذي يتم اللجوء إليه للوصول إلى الوجهات المحددة والحصول على معلومات معينة.

مع العلم بأن الموقع متاح أيضا لكافة الزوار العالميين حيث سيكون باللغة العربية والفرنسية، على أن يتم إضافة اللغة الإنجليزية لاحقا.
 


كيف يعمل موقع "زيارة" ؟

قال قميدي في حديثه لـ"البلاد" بأن موقع "زيارة" سهل البحث فيه، فهو موقع يتم الدخول إليه عن طريق كتابة http://www.ziara.dz، ثم يجد الزائر إليه واجهة بسيطة تضم خريطة كاملة للجزائر فوقها على اليسار رمز منارة وأمامها كتابة "زيارة" وتحتها شريط طويل من اليسار إلى اليمين مجموعة من العناوين مثل شواطئ – فنادق – وكالات سياحية – أحداث وملتقيات والعديد من العناوين، إذ بمجرد النقر عليها يتمكن الزائر من الحصول على معلومات أوفر، وخصوصا عندما يتم البحث عبر المكان المخصص للبحث الموجود على الطرف الأيسر من الموقع، مثل كتابة اسم المدينة أو المكان وبعدها النقر على كلمة "بحث" الموجودة أسفل المكان المخصص للبحث. وبعدها يتم التنقل إلى المنطقة المُراد البحث فيها ويتم النقر فوقها للحصول على معلومات تخص مثلا الشواطئ وصور خاصة بها وكذا نبذة تعريفية لها.
 


الموقع يخدم الصحافيين والعائلات الجزائرية

ما يُميز موقع "زيارة" أنه يضم قسم خاص يسمح للصحافيين المعنيين بمتابعة هذا القطاع بالإطلاع على مختلف الملتقيات، الندوات وكذا المهرجانات التي يتم إقامتها عبر كافة ربوع الوطن، وبالتالي ضمان التغطية اللازمة لها في الوقت المناسب، وهي الخدمة التي قد تُسهل أيضا من المنظمين لتلك الفعاليات ممن لا يملكون أرقام الفاكس والهواتف الخاصة بالمؤسسات الإعلامية، مما يعني بأن الموقع يكون قد اختصر جميع المسافات والعوائق مثلما يقول لحسن: "عندما ترى الوكالات السياحية تعمل وحدها، ونفس الأمر يحدث مع المراكز الثقافية، فهذا الأمر لا يخدم السياحة الجزائرية، لهذا فإن الموقع جاء من أجل ربط الجميع مع بعضهم البعض والتنسيق بينهم لخدمة مصلحة مشتركة وهي الترويج للسياحة الجزائرية".

كما أكد ذات المتحدث بأن الشيء الذي يُميز موقع "زيارة" هو أنه موقع عائلي ويمنح معلومات دقيقة حول المنطقة المرغوب في زيارتها، قائلا: "مثلا أنا أسكن في مدينة قسنطينة وأرغب في زيارة ولاية عين تيموشنت، لذا فأنا سأضطر للبحث عن المكان الأكثر هدوءا، الذي يضمن الراحة لعائلتي ولأطفالي، فألجأ للبحث عبر الموقع عن ذلك، والتعرف على نوعية الخدمات وأسعار الفنادق الموجودة هناك، وكذا نوعية الشواطئ وطبيعتها الرملية أو الصخرية، وذلك وفق ما أرغب فيه ويخدم راحتنا ككل"، فبحسب ذات المسؤول فإن رب العائلة في هذه الحالة يكون أكثر راحة وطمأنينة بخصوص المعلومات التي سيتحصل عليها من الموقع الذي يحصل بدوره على المعلومات من المديريات السياحية للولايات المعنية. مشيرا بأن مؤسسته قد طلبت من المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد بضرورة تزويد بالصور الحديثة عن كل منطقة، تكون حقوقها محفوظة وملكيتها خاصة به وليس من "غوغل مابس" أو غيره من المواقع الأخرى.



معلومات لأكثر من 1900 فندق بالجزائر

كشف لحسن قميدي مسؤول شركة "أين"، بأنه قد اتفق مع مسؤولي الفيدرالية الوطنية لمستعملي الفندقة، على ضرورة التنسيق مع بعض من أجل منحهم كافة المعلومات التي تخص أكثر من 1900 فندق موجود بالجزائر، من أجل نشرها في الموقع وإدراج كافة البيانات التي تشمل الأسعار، الخدمات وغيرها، وكذا الطرق المؤدية إليها، في إطار تسهيل عملية البحث على المتصفح للموقع للوصول إلى الفنادق التي يرغب فيها دونما أي قيود.



لهذه الأسباب الموقع يعتبر أفضل من "غوغل مابس"....

من دون شك، فإن البعض سيؤكد بأن محرك البحث العالمي الخاص بالخرائط "غوغل مابس" هو الرقم واحد الذي لا يمكن الإستغناء عنه، لذا فلا مجال للتخلي عنه طالما أنه يحوي على أماكن، إلا أن ما يجهله الكثيرون بأن هذا المحرك العالمي الذي يستند في عمله على الأقمار الصناعية، يلجأ إلى مشتركيه من أجل الحصول على معلومات خاصة ببعض المناطق عن طريق الحصول على صور يلتقطها هؤلاء المشتركين وكذا التعليقات التي يضعونها حول تلك المناطق، وهي المعلومات التي قد تكون صحيحة أو خاطئة، فشركة "غوغل مابس" لا تستطيع التأكد من صحة المعلومات ودقتها، وهو ما قد يضع الزائر الذي يرغب في زيارة منطقة ما في حالة تردد، وهو العكس الذي قد نجده في موقع "زيارة" الذي يضم معلومات دقيقة ومفصلة حول الأماكن المبحوث عنها وبطريقة قانونية.

وبحسب قميدي، فإن كل المعلومات التي يحتويها الموقع يتم الحصول عليها من المديريات الولائية التابعة للوزارات الرسمية السالفة الذكر، وخصوصا المعلومات التي تخص الحرفيين والوكالات السياحية وباقي المشتركين ممن يقدمون خدماتهم للزوار، حيث يتم كل ذلك وفق إطار قانوني، يقوم فيها المشتركين بدفع مقابل مالي والحصول على وثيقة (رقم خاص يتم جلبه من الغرفة الصناعية لولاية معينة مثلما هو الشأن بالنسبة للحرفيين) تُثبت قانونية عملهم على أن يتم نشر معلومات عن مواقعهم وكذا منتوجاتهم.

 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تصل سرعتها إلى 80 كلم في الساعة .. رياح قوية على هذه الولايات

  2. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  3. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  4. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  5. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  10. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر