البلاد.نت - فوجئ الجزائريون بوصف شهدائهم إبان ثورة التحرير المجيدة ضد الاستعمار الفرنسي بـ"القتلى" ، في منتدى باريس حول السلام الذي ينعقد في إطار فعاليات الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى ، وعلى لسان ممثلهم هناك الذي لم يكن إلا الوزير الأول أحمد أويحيى.
أويحيى حاول في كلمته خلال المنتدى ، أمام آلاف المشاركين من رؤساء دول وحكومات وممثلين عن هيئات دولية ، تعداد الخسائر التي تكبّدها الجزائريون من أجل استعادة استقلالهم ، غير أنه لم يوفّق في إعطاء تضحيات أبطال الثورة الجسام حقّها الذي يليق بمكانتها في نفوس الجزائريين ، فوصف شهداء الوطن ( les martyrs ) بأنهم "قتلى" ( des morts ) ، وهو ما أثار استياء وامتعاض متابعي خطأ الوزير الأول الفادح في حقّ شهداء ثورة التحرير المجيدة ، وهو ما أظهرته تعليقاتهم على مقطع الفيديو الذي نشرته صفحة "البلاد" على فيسبوك.
تعليقات الجزائريين ، التي استنكرت بالأصل إلقاء الوزير الأول كلمته في المنتدى الدولي باللغة الفرنسية ، أجمعت على أن أويحيى وقع في إجحاف وظلم غير مقبول في حقّ شهداء الوطن ، وفي حقّ ثورة التحرير المجيدة التي وصفها بالحرب ، كما لو أنه يحرص ، في المنتدى التي تحتضنه باريس فرنسا ، على استخدام قاموس فرنسا الاستعماري الذي يعتبر الثورة الجزائرية أحداثا ، ويسمي الشهداء "قتلى" .
وهذه المرة الثانية التي يقع فيها أويحيى في خطأ مماثل، إذ واجه أويحيى في بداية شهر جوان الماضي عاصفة إعلامية وسياسية حادة، بعد دعوته في مؤتمر لرجال الأعمال إلى التعاون مع "الأقدام السوداء"، لتسويق المنتجات والبضائع الجزائرية في أفريقيا.
واستنكرت حينها منظمات المجاهدين وأبناء الشهداء ذلك، واعتبرت أن "هذه التصريحات لا تبعث على الارتياح، وتسيء إلى مكاسب الأمة وثوابتها، وتنال من قيم ثورة نوفمبر 1954".
