البلاد - لطيفة.ب - قضت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، بإدانة بائع خضر وفواكه، وهو لاعب كرة قدم هاوي بـ18 شهرا حبسا نافذا، على خلفية محاولته إزهاق روح شرطي تابع للأمن الحضري ببلدية المدنية، بواسطة سكين كبير الحجم اخترقت كتفه الأيسر، وكادت أن تبلغ ناحية القلب، ذلك خلال مباشرة اقتياد صديقه القاصر إلى مركز الشرطة لعدم حيازته وثائق دراجة نارية كان على متنها.
وارتبطت أحداث هذه الجريمة، بدورية روتينية قادت عناصر الشرطة لحي ديار السعادة بالمدنية، حيث لفت انتباههم قاصر اعتاد افتعال المشاكل كان على متن دراجة نارية، وبعد إيقافه للتأكد من وثائقها، أبدى مقاومة شديدة ما ألزم ضبطه واقتياده نحو سيارة المصلحة لتحويله إلى مركز الأمن، خلالها تدخل المتهم في قضية الحال، ويتعلق الأمر بالمدعو (ز.ع)، وهو بائع خضر وفواكه، ولاعب كرة قدم هاوي، محاولا منع عناصر الشرطة من اقتياد صديقه لتنشب مناوشات كلامية ومشادات بينه وبين عناصر الشرطة، ما تعين ضرورة اقتياده هو الآخر بمعية صديقه إلى مركز الأمن، غير أن اللاعب فرّ من قبضة الأمن باتجاه منزله العائلي.
وبعد فترة وجيزة عاد وهو يحمل بيده سكينا كبير الحجم من نوع "بوشية" وراح يلوح به في وجه أحد أفراد الشرطة ما آل لتوجيه طعنة للأخير اخترقت كتفه الأيسر، ما أحدث له جرحا بليغ الخطورة نقل إثره الضحية (م.س) على جناح السرعة نحو المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث أجريت له عملية جراحة مستعجلة، نال بموجبها عجزا عن العمل، بحسب تقرير الطبيب الشرعي، لمدة 12 يوما، فيما تم توقيف المعتدي واتخاذ ضدّه الإجراءات القانونية اللازمة عن ارتكابه جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار.
وخلال مثول المتهم للمحاكمة، فنّد التهمة الموجهة له، موضحا أنه يوم الواقعة تدخل فقط للحيلولة دون توقيف صديقه القاصر، وعرض عليهم أنه سيتولى هو تسليمهم وثائق الدراجة النارية التي باعه إياها، إلا أن عناصر الشرطة لم يعيروه اهتماما وبادروا بالتعدي عليه بواسطة عصا خشبية، كما قام المعتدى عليه بصفعه فيما ضربه زميله على الظهر، ثم حاولوا اقتياده إلى مركز الشرطة دون سبب، ناكرا تعمده التعدي على الشرطي لكونه لوح بالسكين بصفة عشوائية للحيلولة دون توقيف عناصر الأمن لصديقه ليس إلا، كما أكد أنه أخذ السكين من شاحنته التي يبيع فيها البطيخ، وليس مثلما ادعى رجال الشرطة أنه دخل منزله قصد جلب السكين، مفندا بذلك التهمة الموجهة إليه، غير أن ذلك لم يرق للنيابة التي التمست عقابه بـ 10 سنوات سجنا قبل أن تقضي المداولات القانونية بعقابه بـ 18 شهرا حبسا بعد إعادة تكييف الواقعة إلى جنحة الاعتداء بالعنف على رجل قوة عمومية أثناء مباشرة أعماله، وهو يعلم بوظيفته.
