البلاد - ص.لمين - نفقت المئات من رؤوس الماشية بشكل مفاجئ منذ أيام، بعدد من الولايات، كحال ولاية المدية وتيارت والجلفة والمسيلة، وهو ما جعل الموالين في حيرة من أمرهم بشكل كبير، مخافة أن يكون الأمر راجع إلى وباء منتشر يصيب الماشية والخرفان الصغيرة بشكل خاص.
وتشير المعطيات المتوفرة لـ “ البلاد “، إلى أن هناك من فقد 200 رأس ماشية بمنطقتي دلدول وسد الرحال بولاية الجلفة، ومنهم من فقد 50 رأسا بمنطقة عين بوسيف بولاية المدية. وتحدثت المصادر ذاتها عن نفوق 50 رأسا من الماشية أيضا لموال بولاية تيارت، والغريب في الأمر أن نفوق هذه الأعداد جاء بشكل متزامن، وهو مابعث الشكوك في وجود وباء منتشر مابين هذه الولايات، خاصة وأن السبب الرئيس وراء هلاك الماشية غير محدد وغير معروف إلى حد الآن، حسب العديد من الموالين الذين تفاجأوا بسقوط رؤوس الماشية الواحدة تلو الأخرى، حيث تظهر عليها بعض الحبيبات ومن ثم تهلك. وأكد موالون في تصريحات متطابقة، أن مخاوفهم أضحت تتوسع بشكل أكبر في ظل نفوق المزيد من المواشي والخرفان.
مصادر متابعة أضافت بأن الوباء يمكن أن يكون متعلقا بمرض الجدري الذي ينتشر في صفوف الماشية بشكل كبير وسريع ويتسبب في نفوقها وهلاكها، خاصة بالنسبة للمواشي التي لم تلقح باللقاح الخاص بهذا المرض، والذي توفره مصالح البيطرة بمديريات الفلاحة، مع العلم بأن موالين في عدد من الولايات اشتكوا من عدم تلقيح مواشيهم ولم يعرف إليهم اللقاح سبيلا خلال هذا الموسم، على الرغم من حملات التوعية التي يتم بثها بالإذاعات المحلية. وتشير مصادر “البلاد “، إلى أن هذا الوضع جعل العديد من الموالين يلجأون إلى توفير اللقاح انطلاقا من السوق الموازية أو اقتنائه من ولايات أخرى.
وقال موالون بأن العشرات من رؤوس الأغنام وخاصة الخرفان التي لايتعدى سنها الأربع أشهر، قد هلكت بفعل انتشار هذا الوباء وتغلغله بشكل كبير وسط هذه الثروة، خاصة مع توفر سبل انتشاره وتوسعه بفعل الاختلاط في الأسواق الأسبوعية، مطالبين السلطات والهيئات المعنية بضرورة التدخل العاجل على مستوى المصالح المعنية وتنظيم عمليات التلقيح، لكون العملية شابها الغموض والعديد من الأمور، ليبقى السؤال مطروحا، هل ترجع أسباب نفوق الماشية في هذه الفترة إلى مرض الجدري أم إلى وباء آخر.
مع العلم بأن السلطات المختصة أكدت على ضرورة تقنين تنقل المواشي من ولاية إلى أخرى إلا برخصة من البيطري في محاولات لفرض الرقابة والتحكم في أي وباء قد ينتشر، إلا أن نفوق المئات من المواشي وفي عدد من ولايات، بعث أكثر من علامة استفهام وتعجب حول نجاعة هذا الإجراء، وهل تم فعلا تطبيقه ميدانيا في ظل تواصل نفوق المزيد من رؤوس الماشية بهذا الوباء الجديد، والذي قد يكون مرض الجدري أو وباء آخر.
