البلاد - لطيفة.ب - جرت اليوم محاكمة ميكانيكي ينحدر من منطقة القبائل أمام محكمة الجنايات الاستنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، لتورطه ضمن شبكة إجرامية دولية منظمة اختصت في تهريب الأسلحة من ليبيا إلى سفاقص بتونس نحو الحدود الشرقية الجزائرية ليتم ترويجها بالجزائر وذلك بتواطىء بين عدد من المواطنين الذين ينحدرون من ولايتي تبسة وأم البواقي، يترأسهم شقيقان كانا يتوليان إبرام صفقات البيع والشراء بالجارة تونس ليتم تهريب الأسلحة والذخيرة عبر الحدود، قبل أن تتمكن مصالح الأمن من تفكيك نشاط هذه الشبكة ومصادرة 26 قطعة سلاح شملت بنادق مضخية أمريكية الصنع ومسدس آلي وكمية من الذخيرة الحية.
وتم الكشف عن نشاط هذه الشبكة الإجرامية المنظمة، بناء على معلومات بلغت مصالح فرقة البحث والتحري بالجزائر العاصمة، تفيد بوجود شبكة دولية منظمة تتاجر في الأسلحة والذخيرة، اتخذ أفرادها من جنسية جزائرية الشريط الحدودي الشرقي الجزائري ممرا للبيع والشراء وإبرام صفقاتهم مع نظرائهم التونسيين. وأسفرت التحريات الأمنية عن توقيف أربع مشتبه فيهم، بينهم شقيقان، ممن أثبتت التحريات أنهما يديران هذه الشبكة، حيث تم تحديد هوية المدعو (ح.ف) البالغ عقده الثالث، وتم استغلاله من قبل عناصر الأمن، حيث تم الاتصال به وإيهامه بالتواصل معه على أساس أنه زبون يعزم إبرام صفقة لاقتناء 5 بنادق صيد، ليرسو اتفاقهما على ما قيمته 125 مليون سنتيم، حيث ضرب له موعدا بنواحي إقليم بلدية الحراش للتسليم والاستلام، وباليوم المحدد المصادف لتاريخ 9 مارس 2016، اتصل بالزبون يطلب منه التريث وتغيير مكان اللقاء كاحتياط لعدم الوقوع في قبضة مصالح الأمن، ليتقرر التسليم لاحقا وبالضبط بتاريخ 12 فريل 2016 على مستوى منطقة بئر العاتر بولاية تبسة، حيث حضر المعني على متن سيارة من طراز “داسيا لوغان” وبحوزته البضاعة المطلوبة شملت 5 بنادق مضخية، منها 3 قطع نصف أوتوماتيكية.
في السياق ذاته، طلب الزبون الوهمي من متعامله إبرام صفقة ثانية خصت اقتناء 20 قطعة سلاح أخرى مقابل 300 مليون سنتيم، وذلك في إطار مساعي مصالح الأمن لاسترجاع الأسلحة المتاجر فيها للحيلولة دون وقوعها بأيدي جماعات إرهابية أو شبكات إجرامية، ليتفق الطرفان على تاريخ 17 ماي 2016 ويكون التسليم بنفس المنطقة ببئر العاتر، غير أنه تم استبدال التوقيت من الصباح إلى المساء بطلب من المتهم (ح.م) المتواجد في حالة فرار وهو شقيق المدعو (ح.ف) اللذان كانا يديران نشاط هذه الشبكة من خلال تواجدهما بتونس لأجل إتمام صفقات اقتناء الأسلحة لتهريبها نحو الجزائر، غير أن الزبون الوهمي طلب من متعامله (ح.ف) الاحتفاظ بالبضاعة إلى حين تسليمها للمدعو (ق.هـ) الذي سيتولى جلب الأموال لاستلام نظيرها البضاعة، حيث اتفق الطرفان على موعد بالقرب من محكمة بئر العاتر ومن ثمة توجها إلى مسكن (ع.ب) لاستلام الأسلحة التي كان يخفيها الأخير بمستودع مسكنه، غير أنه وخلال عملية التسليم تمت مداهمة المكان وتوقيف المشتبه فيهم وهم في حالة تلبس بحيازة قطع الأسلحة المطلوبة و145 خرطوشة، كما كشف المدعو (ع.ب) أن المدعو (ح.ف) كان يخفي مسدسا آليا تحت لوحة إشارة ممهل الطريق بمدينة بئر العاتر، حيث تنقل إلى عين المكان وحجز المسدس.
