هكذا توج الحراك الشعبي الجزائر عروسا على أمم إفريقيا

الروح الثورية قلبت المنظومة الكروية وظهور أولى نتائج اقتلاع الفساد من قطاع الرياضة

البلاد.نت- حكيمة ذهبي- ساهم الحراك الشعبي بشكل أو بآخر، في تتويج الجزائر عروسا على أمم إفريقيا، بعد فوز  المنتخب الوطني بالكأس، ليعيد التاريخ نفسه بعد 29 عاما، أين ساهم الانفتاح السياسي بفوز الجزائر بأول كأس إفريقية ويتكرر الإنجاز نفسه مع "الخضر" وترصّع النجمة الثانية على قميصهم.

إذا كانت هناك تساؤلات حول مدى تأثير الفساد في الحياة العامة للجزائريين، فقد تكون بوادر طرد "العصابة" من المجال الرياضي جوابا شافيا، ذلك أن الشعب الذي نجح في فرض المدرب الذي يريده على رأس التشكيلة الوطنية لكرة القدم، أبان أن خياراته صائبة لا تحتاج سوى قوة رادعة ضد الفساد.

ولا يمكن بأي شكل من الأشكال جعل كرة القدم، بمعزل عن مناخ التحرر الذي ولده الحراك الشعبي في قلوب الجزائريين، وما تخلله من عزيمة ورغبة في إعادة بناء الجزائر الجديدة على أسس صحيحة. ومثلما قيل إن وهج الحراك الشعبي حرر الجميع، فإنه جعل "الخضر" أيضا في قلب الحدث وجزء لا يتجزأ من مطالب الجزائريين، بعدما أعلن مدرب "الخضر"، جمال بلماضي ، مساندته من الوهلة لمطالب الجزائريين الذين خرجوا للتظاهر في 22 فيفري.

الجزائر التي كانت تخرج من الأدوار الأولى أو الثانية في المنافسات القارية، بحسابات تحت الطاولة، وبعدما قرر شعبها طرد العصابة، تمكنت من تجسيد أول إنجاز شاءت الأقدار أن يكون في مجال الرياضة. اللافت في ذلك أنها تجربة تشبه كثيرا فوز الجزائر بأول كأس إفريقية سنة 90، يجمع بينهما مناخ الحرية.

عدلان قديورة: التتويج بالكأس صورة من صور الحراك الشعبي

اللاعبون أنفسهم أرادوا أن تكون الكأس الإفريقية تتويجا للشعب الجزائري الذي خرج يعبر عن طموحه في محاربة الفساد. حيث أشاد متوسط ميدان المنتخب الوطني، عدلان قديورة، بالحراك الشعبي الذي يقوم به الجزائريون للمطالبة بالتغييرات السياسية. وأضاف قديورة أنه لهذا السبب يجب على اللاعبين أن يمنحوهم كأس إفريقيا كتتويج لهم، وأن مشاركة المنتخب في النهائيات والوصول إلى الكأس هي صورة من صور الحراك الشعبي.

محلل سياسي: التتويج جاء ضمن نسق عام متسم بروح ثورية قلب كل المنظومات

ويقول الكاتب الصحفي والباحث في العلوم السياسية، جلال مناد، لـ "البلاد.نت"، إن الفوز والتتويج باللقب القاري بعد ثلاثة عقود، يأتي ضمن النسق العام المتسم بروح ثورية على كل شيء لقلب منظومة سياسية، اجتماعية، اقتصادية متكاملة ومتلاصقة بعضها ببعض، مضيفا أن الأجواء الحراكية التي تشهدها بلادنا منذ  22 فبراير الماضي، أثرت بزخمها على الأحداث المتتالية وبينها الحدث الرياضي الذي نقض عهدا سابقا من فشل المنظومة الرياضية الكلية.

بخصوص تأثير حملة محاربة الفساد، يقول مناد، إن الأمر مرتبط بعضه ببعض ومساعي تطهير القطاع الرياضي من الفساد الذي عشش فيه على مدار ثلاثة عقود، واستشرى أكثر خلال 4 فترات رئاسية لعبد العزيز بوتفليقة، ينذر بفتوحات رياضية قادمة ستكون على إيقاعات تحرير المبادرات الفردية والجماعية وتيسير وصول كفاءات جزائرية ظلت مهمشة إلى واجهة المشهد الرياضي، وتعزيز الشفافية في التسيير الرياضي على مستويات عديدة أبرزها الجمعيات والرابطات والنوادي الرياضية.

بلماضي أعطى درسا لنجاح المنتوج المحلي وينبغي تعميم ذلك في كل القطاعات

ويستطرد محدثنا قائلا إن اللافت في القضية أن المنتوج المحلي يعيد كتابة التاريخ الجزائري، حيث الساحة الآن يجب أن تفتح للصناعة المحلية في كل شيء، مع تفعيل إجراءات الرقابة والتطهير ليشمل الحفاظ على كل مقدرات الجزائريين ويمنع الأفعال الإجرامية التي ترتكبها العصابات.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الإحتلال الإسرائيلي يغلق معبر الملك حسين الحدودي مع الأردن