البلاد.نت- حكيمة ذهبي- قال الباحث في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، إن الحراك الشعبي يرفض أحزاب المعارضة تماما كرفضه أحزاب الموالاة، مبرزا أن المعارضة تبحث عن "الانقضاض" على ما تراه فرصتها التاريخية في حراك ليست هي من بادرت به.
وأفاد أستاذ علم الاجتماع السياسي، في مقال نشر عبر جريدة "القدس العربي"، شرح فيه عجز الظاهرة الحزبية في الجزائر عن إقناع الجزائريين بالمبادرة، فقال إن أحزاب الموالاة عدا "الأفلان" كلها تشكلت نتاج انشقاقات في الأحزاب الأم، فيما عجزت المعارضة عن تكوين قاعدة اجتماعية.
وشرح ناصر جابي، أن الأحزاب السياسية المعارضة لم تقم بقراءة جيدة للحراك الشعبي، فلم تنجز عملا نقديا داخليا لأساليب عملها وطرق تجنيدها وكأن شيئا لم يحدث في الجزائر منذ 22 فيفري، واكتفت بتنظيم ندوات وإصدار بيانات وإلقاء خطب داخل قاعات مغلقة، فيما لا تحسن قياداتها الخطابة السياسية أصلا. مضيفا أن الأحزاب السياسية المعارضة، تريد استغلال غياب أحزاب الموالاة المفككة، للانقضاض على ما تعتقد أنها فرصتها التاريخية، وترفض ن تستوعب هذه اللحظة التاريخية التي تعيشها الجزائر للخروج بورقة طريق موحدة في مواجهة السلطة القائمة، بدل البقاء في منطق الانقسامية السائد.
وختم جابي، بالقول إن هذه الأحزاب مهددة بالتجاوز من قبل المواطنين، الذين لازالوا يتعاملون معها كجزء من النظام السياسي، الذين يريدون تغييره والقطيعة معه، في انتظار أن تنجز هذه الهبة الشعبية وجوهها الشابة المعبرة عنها كلحظة قطيعة في التاريخ السياسي للجزائر.