البلاد -لطيفة.ب - تسبب شاب ثلاثيني في قتل متشرد عن طريق الخطأ بعد دهسه على مستوى الطريق الرابك بين فريفالون وحي بوسكول ببلدية بوزريعة بأعالي العاصمة، حيث تعرض الضحية وهو متشرد من ولاية عين الدفلى غادر اختفى من منوله قبل 3 سنوات، لجروح بليغة أفقدته الحركة والكلام وتسببت له في إصابات متفاوتة ألزمت بقائه تحت العناية المركزة بمستشفى بني مسوس لتوافيه المنية بعد 11 يوما، كما تسبب السائق في إتلاف أحد أعمدة الإنارة العمومية، ليتم توقيفه وإيداعه رهن الحبس بأمر من قاضي الجنح لدى محكمة بئر مراد رايس وفقا لإجراءات المثول الفوري.
وتعود حيثيات هذه الحادثة إلى حدود الساعة العاشرة والنصف من مساء السادس جويلية 2019، حيث تلقت مصالح الأمن الحضري الأول لبوزريعة نداءا من قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر يفيد بخصوص حادث مرور جسماني وقع على مستوى طريق فريفالون ببوزريعة، حيث تنقلت فرقة الشرطة المناوبة على جناح السرعة إلى عين المكان أين اتضح أن الحادث وقع إثر اصطدام إحدى السيارات من طراز "سيترواين
C3" بأحد المارة مجهول الهوية ما تسبب له في جروح بليغة نقل على إثرها من قبل مصالح الحماية المدنية على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي لبني مسوس لتلقي العلاج، كما أدى الحادث إلى تحطم عمود كهربائي للإنارة العمومية.
وفي هذا السياق، تنقل أفراد من الشرطة إلى المستشفى لتفقد حالة المصاب والحصول على معلومات شخصية له، ليتبين أنه لا يحوز على أي وثيقة تثبت هويته، كما كان المعني متأثرا بجروحه البليغة ولا يقوى على الحركة ولا الكلام. بالموازاة مع ذلك، تم سماع السائق (د.ف) البالغ من العمر 36 عاما، وانتزاع عينيتين من دمه ووضعها تحت تصرف مخبر الشرطة العلمية والتقنية من أجل الكشف عن نسبة الكحول فيها، فجاءت النتيجة إيجابية حدد بـ 0.44 غرام في اللتر.
وفي سياق التحقيق مع السائق، أفاد على محضر رسمي، أنه وفي حدود الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم السادس جويلية 2019، وبينما كان على متن سيارته من طراز "سيترواين C3" على مستوى شارع فريفالون متجها نحو حي بوسكول ببلدية بوزريعة، تفاجأ بأحد المارة وهو بصدد اجتياز الطريق من الجهة المقابلة، فحاول تفاديه غير أنه لم يتمكن من ذلك فدهسه دون قصد، وفقد السيطرة والتحكم في سيارته ليوجهها نحو أقصى يمينه مما تسبب له في خروجها إلى حافة الطريق ليصطدم بأحد الأعمدة الكهربائية للإنارة العمومية حيث توقفت السيارة، مؤكدا أنه يحوز على رخصة سياقة تسمح له بقيادة مركبة من صنف "ب" حاز عليها من قبل السلطات الإيطالية.
وفي السياق نفسه، وفي حدود الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم 17 جويلية 2019، بلغ نبأ وفاة الضحية متأثرا بجروحه، ما استلزم إخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس حيث أصدر تعليمة نيابية لتحديد الهوية الكاملة للضحية. وبالتنسيق مع مصالح الشرطة العلمية والتقنية لأمن ولاية الجزائر، تبين أن المرحوم يدعى (س.هـ.ف) من مواليد العام 1988، ينحدر من ولاية عين الدفلى، أعزب ومن دون مهنة، ليتم استدعاء ولي أمره حيث تنقل الأخير إلى مصلحة حفظ الجثث وتعرف على ابنه.
وفي سياق مجريات التحقيق، أفاد والد المرحوم، أن الأخير ولعدم تمكنه من الحصول على منصب عمل غادر منزله العائلي العام 2006، بحثا عن فرصة عمل لكن دون جدوى وبات من مجني المخدرات والحبوب المهلوسة، مع أنه لا يعاني من أية مشاكل عائلية، وفي كل مرة كان يعيده من ولاية معينة إلى البيت بعدما بات شخصا متشردا، غير أنه وقبل نحو ثلاث سنوات اختفى نهائيا دون أن يخطر العائلة، وظل والده يبحث عنه دون جدوى وقبل نحو سنة ونصف قصد والده مصالح الدرك الوطني لنشر بحث في فائدة العائلات لصالحه.
وعلى أساس وقائع قضية الحال، تم تقديم السائق المتسبب في الحادث أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس، لارتكابه جنحة القتل الخطأ، ليحال على قاضي الجنح وفقا لإجراءات المثول الفوري، حيث تم وضعه رهن الحبس بالمؤسسة العقابية بالحراش، وخلال مثوله للمحاكمة، أقر بذنبه وطلب العفو من ذوي الفقيد، وقال إنه فعلا كان يقود سيارته تحت تأثير المشروب الكحولي، غير أنه لم يكن يقودها بسرعة فائقة بل معتدلة وأن الضحية هو من اعترض طريقه، وتمسك بسابق أقواله، وعلى أساس التهمة الموجهة له، التمس ممثل الحق العام عقابه بـ 5 سنوات حبسا نافذا و500 ألف دج غرامة نافذة مع الأمر بسحب رخصة سياقته لمدة 5 سنوات، قبل أن تقضي المداولات القانونية بإدانته بعامين منه سنة حبسا نافذا ومثلها موقوفة التنفيذ مع إلزامه بدفع تعويضات لوالدي الفقيد.
