أدوية مسرطنة في الأسواق تهدّد الثروة الحيوانية

المكلف بالإعلام في نقابة البياطرة لـ”البلاد”

تعبيرية
تعبيرية

“حشو” غذاء الأغنام بمضادات حيوية مضرة بصحة المواطن

 


البلاد - آمال ياحي - لا تزال أسواق الماشية في العديد من ولايات الوطن خارج رقابة وزارة التجارة، ما فتح الباب واسعا لانتشار أدوية بيطرية خطيرة  “محظورة”، وأخرى مرخصة لكن تقدم للمواشي والدواجن والأبقار بجرعات مفرطة تؤدي إلى تسمم اللحوم، وتجعلها “مسرطنة” أو حاملة لأمراض فتاكة للمستهلك.

وكشف المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية للبياطرة، نجيب دحماني، في تصريح لـ “البلاد”، أن تنظيمه سبق وأن أطلق تحذيرات حيال هذه القضية، ونبّه إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لفرض رقابة صارمة على أسواق الماشية، حيث أضحت الأدوية غير المرخصة تسوّق على مرأى ومسمع الجميع على مدار السنة، وقد يتم ذلك  بتواطؤ أناس من القطاع أو بقيام بعض الموالين بجلب هذه الأدوية بطرقهم الخاصة، سواء تعلق الأمر بتلك التي تصل عن طريق التهريب عبر الحدود بالنسبة للمواد الصيدلانية الممنوعة، أو بكل بساطة يقوم المعنيون بجلب أدوية مرخصة من تجار الجملة  ويطرحونها في الأسواق غير مبالين بعواقب الاستخدام المفرط لها ودون استشارة أهل الاختصاص.

وتابع المتحدث موضحا بأنه لا يبرأ أبدا البياطرة، لأن التحقيقات السابقة لمصالح الأمن التي أطاحت بشبكات المتاجرة بالأدوية البيطرية أثبتت تورط أطباء بيطريين في تموين السوق بأدوية محظورة، لكن الملاحظ في الفترة الأخيرة استغناء بعض الموالين والمربين من ذوي الخبرة في مجال تربية الحيوانات عن البياطرة  ومبادرتهم إلى “حشو” غذاء الأغنام أوالبقر والدجاج بمختلف أنواع الأدوية من مضادات حيوية إلى هرمونات ومكملات غذائية، فمضادات طفيلية، وكلها مضرة بصحة الحيوان، لكن وقعها يكون أكبر عندما يتناولها الإنسان على شكل لحوم وهي في حقيقة الأمر “مسمومة”.

وبحسب المتحدث، فإن التجاوزات المحسوبة على البياطرة في مجال بيع الأدوية المحظورة سيتم مواجهتها مستقبلا بإجراءات حازمة، وذلك فور تنصيب مجلس أخلاقيات المهنة، حيث انتهت وزارة الفلاحة من صياغة النصوص التنظيمية المحددة لمهام المجلس، الذي سيعمل ـ كما يقول المصدرـ على تنظيم قطاع البيطرة في الجزائر بسبب الفوضى التي يشهدها منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى أن الهيئة ذاتها ستمارس صلاحيتها كاملة في فرض الانضباط ومعاقبة كل المخالفين للقوانين، وقد تصل العقوبات إلى حد سحب الاعتماد وغلق العيادة.

ولمواجهة هذا الوضع، دعت وزارة الفلاحة مصالحها إلى حجز جميع الأدوية البيطرية غير المرخصة للتسويق وعدم السماح للبياطرة والمربين باستعمالها، كما شددت على ضرورة تنظيم حملات تحسيسية لتوعية البياطرة والمربين على حد سواء لكي لا يستعملوا الأدوية المجهولة المصدر وغير المرخصة، مع تكثيف المراقبة اليومية لمحلات بيع الأدوية البيطرية. وقد تمكنت مصالح الأمن من تفكيك شبكات وطنية متخصصة في ترويج مواد كيميائية محظورة لاستخدامها في تسمين المواشي والدواجن، حيث بيّنت التحاليل على عينات من المواد أنها تحتوي على مواد مسرطنة وخطيرة على الصحة العمومية.

من جانبهم، سبق لمنتجي اللحوم وجمعيات المستهلكين أن اشتكوا من الفوضى التي يشهدها قطاع الأدوية الموجه للاستخدام الحيواني، منتقدين وضعية سوق اللحوم في الجزائر، الذي لا يزال بدائيا تميزه الكثير من النقائص، وغياب تام لأعين الرقابة ومخابر التحليل، ما يجعل اللحوم المحلية ـ حسبهم ـ أخطر من المستوردة بسبب النشاط الفوضوي لـ85 بالمائة من مربي الدواجن، وغياب أسواق الجملة الخاصة باللحوم الحمراء، ما يجعل 70 بالمائة من المواشي تذبح وتقطع في مذابح عشوائية، وأخرى تجاوزها الزمن. وأكد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في اتصال هاتفي مع “البلاد”، أن الفراغ القانوني المتصل بالمتاجرة بالأدوية البيطرية حوّلت العيادات البيطرية  الخاصة إلى مخازن للبيع بالجملة، فضلا عن احتراف موالين ومربين لتجارة “الكآبة” من دون أي رقيب أو حسيب.

وبهذا الخصوص، أفاد زبدي أن المنظمة تعتزم مقاضاة هؤلاء بعدما تحصلت على أدلة كافية تدينهم، لافتا إلى أن أوضاع سوق الأدوية البيطرية التي تهيمن فيها الفوضى لا تسر نهائيا، ما يستدعي مباشرة تدابير جديدة لحماية صحة المستهلك وتنظيم المهنة، مع ضرورة فرض رقابة صارمة لا سيما على أسواق الماشية الفوضوية عند معابر الحدود، أانها مصدر كل داء،  داعيا بالمناسبة إلى التعجيل في الشروع في تطبيق برنامج رقابة على اللحوم بإجراء تحاليل عليها قبل السماح بتسويقها بغرض التأكد من نسبة المضادات الحيوية.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  2. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد