”انتفاضة طلابية” تشعل وهج الحراك

أجواء التحاق أجدادهم بالثورة التحريرية خيّمت على احتفالهم بعيدهم الوطني

 

البلاد - ليلى.ك - تظاهر مئات الآلاف من الطلبة بالجزائر العاصمة ومختلف ولايات الوطن اليوم في مسيرات داعمة للحراك الشعبي، مجددين عزمهم على مواصلة النضال لغاية تحقيق كافة المطالب على رأسها رحيل ”جميع وجوه النظام” ورفض إجراء الانتخابات الرئاسية.وأشعلت ”انتفاضة” الطلبة بأمس بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للطالب، المصادف للذكرى 63 لإضراب الطلبة والثانويين في 19 ماي 1956، وهج الحركة الاحتجاجية السلمية ضد النظام. وجاءت المسيرات هذه السنة في سياق يتميز بالحشد الكبير للطلبة حول هدف واحد ألا وهو دعم حراك 22 فيفري والمطالبة باحترام الإرادة الشعبية الرافضة لاستمرار ”بقايا العصابة” في الحكم.

يحمل حقيبة على ظهره، يغطي وجهه بالعلم الوطني، يعتلي أكتاف زميله ويصرخ ”استجيبوا للنداء”، وأيضا ”نحن من لبى نداها عندما اشتد بلاها.. واندفعنا لفداها والمنايا صارخات، نحن طلاب الجزائر، نحن للمجد بناة” علا صوت الطالب محمد برفقة زملائه في مختلف جامعات الجزائر، وتوحدت الحناجر على حبل واحد، في مشهد يشبه وصف شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا للطالب في قصيدته.

 

تضييق أمني في العاصمة

لم يكتف الطالب محمد (23 سنة) بالهتاف ليجهد حباله الصوتية التي ما عادت قادرة على العطاء أكثر بقدر ملامحه وهويحمل ورقة حمراء في يده، بل ردد وهوعلى أكتاف زميله ”حان الوقت ليرحلوا ..20 سنة بركات..كفانا من حكم العصابات”. ويقول محمد ـ الذي صعد بالعلم الجزائري نحو نقطة مرتفعة قبالة الطريق السريع المحاذي لجامعة الجزائر3ـ  إنه يريد أن ”تتواصل مسيرة تحرير الجزائر ويعود الحكم حقيقة للشعب”.

في الجامعة المركزية بن يوسف بن خدة، احتج الطلبة داخل الجامعة، حيث تجمهروا أمام الباب الخارجي، وحملوا شعارات مناهضة لعبد القادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي، ورفضوا تنظيم انتخابات 4 جويلية وطالبوا بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، ومنح القرار للشعب وحده. أما في جامعة باب الزوار فنظم الطلبة مسيرة طالبوا فيها بتنحي رموز النظام، فيما احتج طلبة جامعة الحقوق بالسعيد حميدين داخل الجامعة، كما امتنع أغلب الطلبة عن الدراسة في حركة تصعيدية من أجل مساندة الحراك الشعبي. ونظم الطلبة مسيرة واعتصموا أمام مبنى محكمة عبان رمضان بعد أن تم فرض طوق أمني كبير منعهم من السير صوب المجلس الشعبي الوطني. وردد الطالبة شعارات داعمة للحراك الشعبي، حيث طالبوا برحيل بن صالح وبدوي، كما أكدوا رفضهم لانتخابات 4 جويلية، وحملوا لافتات مكتوب على بعضها  ”طلبة 1956 مفخرة الجزائر وقدوة 2019 قضيتنا تختلف وهدفنا واحد الاستقلال والحرية”.

في ولاية البليدة، جدد، اليوم، طلبة بجامعة البليدة 1 و2، العهد بالتظاهر السلمي داخل الحرمين الجامعيين، مرددين النشيد الوطني وهاتفين برحيل بقايا رموز النظام. وأبدع المتظاهرون في تحرير شعارات، جاءت مضامينها قوية ومباشرة لما تبقى من النظام، مثل ”وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فارحلوا”، ”وابن مهيدي إن مقولتك القوا بالثورة في الشارع يحتضنها الشعب مطبقون ولمبادئك ملتزمون ولعهد أجدادنا حافظون” و«الأرطوفونيا صوت من لا يتكلم”. وجدد طلبة بومرداس وتيزي وزوبجاية والبويرة مسيراتهم الطلابية بمناسبة اليوم الوطني للطالب للتذكير بعزمهم على مواصلة حراكهم الذي بدأ في 22 فبراير الماضي للمطالبة ”بتغيير جذري للنظام”. كما طالبوا من خلال اللافتات التي حملوها والشعارات التي رددوها ب«مرحلة انتقالية ديمقراطية تمهيدا لقيام جمهورية ثانية”.

 

”لا لرئاسيات بن صالح”

خرج طلبة جامعة 20 أوت 55 بسكيكدة في مسيرة سلمية حاشدة، فضل الطلبة أن تكون خارج أصوار الحرم الجامعي، حيث التقوا في حي ممرات 20 أوت 55 وهذا حتى لا تتشتت مسيرتهم التي شاركت فيها الطالبات بنسبة كبيرة. وقد رفع الطلبة خلال المسيرة لافتات كلها مناهضة للعصابة وبقايا النظام الفاسد، حيث طالب المتظاهرون برحيل عبد القادر بن صالح رئيس الدولة ونور الدين بدوي رئيس الحكومة، مع المطالبة بمحاسبة كل رموز النظام الفاسد الذين سرقوا أموال الشعب وتشديد الخناق على كل من سولت له نفسه نهب خيرات البلاد.

المسيرة جابت الشارع الرئيسي للمدينة ديدوش مراد وصولا إلى ساحة أول نوفمبر 54 أين تجمعوا لمدة فاقت الساعتين من الزمن نددوا من خلالها بما ألت إليه الجزائر التي هي ضحية العصابة الفاسدة وفضل الطلبة أن يخرجون إلى الشارع في الذكرى 63 للطالب على تنظيم محاضرات حول الذكرى. وبولاية قسنطينة سار الطلبة المتظاهرون بالشوارع الرئيسية لوسط المدينة مرددين شعارات رافضة لتنظيم الانتخابات الرئاسية.

 

مطاردة ”بقايا الباءات”

بوهران التقى مئات الطلبة من الأقطاب الجامعية الثلاثة في ساحة ”أول نوفمبر” بوسط المدينة، للشروع في مسيرة في اتجاه مقر الولاية.ومن بين الشعارات التي تم رفعها خلال هذه المسيرة ”يتنحاوقاع” و«الجيش الشعب خاوة خاوة” و«سلمية سلمية”. كما رفض المحتجون ”اجراء انتخابات 4 جويلية”، مطالبين بضرورة ”مواصلة مكافحة الفساد” وبـ«عدالة عادلة ومستقلة” و«ميلاد جمهورية ثانية”. أما في ولاية معسكر، فواصل طلبة جامعة مصطفى اسطمبولي احتجاجهم  حيث شلّوا صبيحة أمس جميع الكليات البالغ عددها سبع في إطار الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري.وتحولت المدرجات إلى حلقات توعوية تحت شعار ”الوطن قبل الجميع” ونداء الوطن أولى من العمل والدراسة”. 

 

رسائل للجيش

حَمل عدد من الطلاب العلم الجزائري وهم يردّدون شعارات داعمة للحراك الشعبي، ورافضة نتخابات الرابع من جويلية المقبل، داعين إلى رحيل باقي رموز النظام السابق، وتحديدًا الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي ورئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب. ورغم من حرارة الطقس ومشقة الصيام، إلا أن عدد المتظاهرين في مسيرة 19 ماي، لم تقل بالمقارنة مع الأسابيع الماضية.وبمناسبة إحياء اليوم الوطني للطالب، رفع المتظاهرون شعارات أخرى تخاطب قيادة الجيش وتدعوها إلى الوفاء بوعوده السابقة بتحقيق مطالب الحراك الشعبي الداعي لرحيل بقية رموز النظام السياسي. ومن بين الشعارات المرفوعة ”الجيش الشعب.. خاوة خاوة” و«ڤايد صالح لبلاد غلبانة.. نحّي العصابة وأرواح معانا”.

 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  5. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  10. "الفيفا" تثني على تألق بن زية