البلاد نت – م.خمالي / ح.هلالي – تزايدت حوادث المرور في الجزائر خلال شهر رمضان بشكل رهيب ومفاجئ، حيث يتم تسجيل العشرات منها في العديد من ولايات الوطن، خصوصا بين السيارات والدراجات النارية.
ودق العديد من المتتبعين ناقوس الخطر، بسبب السياقة المتهورة لبعض أصحاب الدراجات النارية وعدم احترامهم لقوانين المرور خصوصا في الطريق السيّار شرق غرب وكذا باقي الطرق الوطنية، بفعل تجاوزهم "الجنوني" واستعمالهم المفرط للمنّبهات، مما يؤدي ببعض سائقي السيارات وباقي المركبات الأخرى إلى القيام بمناورات مفاجئة قد تقود في بعض الحالات إلى مجزرة مرورية تحصد العديد من الأرواح.
وبالرغم أن لجوء أصحاب الدراجات النارية حين مرورهم وسط المركبات، لاستعمال المنبهات من أجل تنبيه سائقي المركبات من سيارات، شاحنات وحافلات الموجودة أمامهم، لأجل فسح الطريق لهم وعدم تغيير المسار، إلا أن ذلك قد يُشكل مصدر إزعاج بدرجة كبيرة بسبب الاستعمال المفرط للمنّبهات حيث يتسبب في حالة هلع مفاجئ لسائقي المركبات وقد يضطرهم لارتكاب مناورات خطيرة لأجل تفادي الاصطدام بالدراجات النارية.
"دراجات نارية ممنوعة من السير في الطرقات السيارة ولكن...."
ولاحظ العديد من مستعملي الطرق سير بعض الدراجات النارية ذات أسطوانة أقل من 125 سم مكعب عبر الطريق السيار شرق غرب، وهي الدراجات الممنوعة من سلك ذلك الطريق، حيث يتعرض صاحبها لعقوبات، إذ أنه المسموح فقط للدراجات النارية التي تملك أسطوانة أكبر من 125 سم مكعب، ناهيك عن عدم ارتداء السائقين للخوذة.
كما أن التجاوزات الخطيرة من جهة يمين المركبات قد يؤدي أيضا لحوادث مرور خطيرة جدا، تسفر عن العديد من الوفيات والإصابات التي قد تؤدي إلى الشلل وأزمات نفسية بفعل قوة الصدمات الناتجة عن الحادث.
ولم يُستثنى حتى الراجلين من حوادث الارتطام أيضا من قبل بعض الدراجات النارية، خصوصا حينما يقومون باجتياز الطريق عبر ممر الراجلين، بفعل السير في الاتجاه المُعاكس لبعض الفئات من أصحاب الدراجات النارية، مما ينتج عنهم يضعهم في مشادات مع الراجلين، بفعل تنصلهم من المسؤولية وهروبهم السريع لتفادي المشاكل.
وكشف عميد الشرطة ورئيس مكتب الإتصال لدى المديرية العامة للأمن الوطني، زواوي رابح، خلال الندوة الصحفية التي تم عقدها، أمس، بمقر الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن الحصيلة الأثقل لحوادث المرور كان سببها الدراجات النارية بنسبة 22 بالمائة وبعدد 2994 دراجة نارية كانت سببا في حوادث المرور.
"ارتفاع مرعب في حوادث المرور خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان"
وكشف زواوي، أنه تسجيل ارتفاع في حوادث المرور خلال الثلاثي الأول من سنة 2021، إذ ارتفعت إلى 15 بالمائة، حيث تم تسجيل حصيلة ثقيلة خلال الأسبوع الأول من رمضان بلغت 283 حادث مروري أدى إلى إصابة 362 شخص بجروح خطيرة وخلف 9 وفيات، مشيرا بأن 95 بالمائة من الحوادث يتحملها العنصر البشري.
وتم تسجيل 4479 حادث مروري أدى بإصابة 5254 بجروح متفاوتة الخطورة وما يزيد عن 157 عدد القتلى خلال الثلاثي الأول من سنة 2021، على حد تصريحات زواوي، الذي كشف أيضا عن تسجيل 763 حادث من طرف المركبات ذات الوزن الثقيل، على غرار نقل البضائع ونقل المسافرين.
"الشلف أكثر الولايات تسجيلا لحوادث المرور"
بالمقابل، كشف ذات المتحدث عن ترتيب الولايات من حيث النسب الأولية التي سجلتها في حوادث المرور، حيث تأتي ولاية الشلف في المرتبة الأولى تليها المسيلة وبعدها تلمسان وفي المرتبة الرابعة ولاية الجزائر، أما في المرتبة الخامسة فقد جاءت ولاية باتنة.
"80 بالمائة من الحوادث سببها التعب والإرهاق"
من جهته، كشف النقيب، جبار محي الدين، رئيس سارية أمن الطرقات بالجزائر، أن ما نسبته 80 بالمائة من حوادث المرور المرتكبة في رمضان سببها بالدرجة الأولى التعب والإرهاق والسياقة فوق 10 ساعات وكذا الإفراط في السرعة دقائق قبل آذان المغرب.
"إهتراء الطرقات من أسباب حوادث المرور"
كما دعا رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، وزارة النقل إلى مراقبة مدارس تعليم السياقة والطرق التي تمنح بها الرخص، كون العنصر البشري وخاصة فئة الشباب يتصدرون القوائم ويمثلون النسب الكبيرة في حوادث المرور.
وشدّد ذات المتحدث على ضرورة تشديد العقوبات على المخالفين وإلزامية المراقبة الصحية للناقلين والسائقين كما طالب أيضا بضرورة إصلاح شبكة الطرقات التي تعد سبب من أسباب الحوادث.
