الحديث عن مدينة برج منايل يجرنا بالضرورة للحديث عن اللعبة الأكثر شعبية في هذه الدائرة التي لطالما أنجبت لنا لاعبين كبار يتقدمهم حارس مرمى مولودية الجزائر فوزي شاوشي الذي ساهم بقسط كبير في تأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا بعد أدائه الأكثر من رائع في مباراة السد أمام الفراعنة، سكان مدينة برج منايل المضيافة يتنفسون كرة القدم ويعشقونها حتى النخاع ووجود ناديان ينشطان في بطولتي الجهوي خير دليل على ذلك، وإذا كان العام والخاص قد سلط الضوء على فريق شباب برج منايل فإنه لا يجب استثناء الوفاق الرياضي لبرج منايل، هذا النادي الذي تأسس سنة 1984
ومن الأسباب التي أجبرت المسيرين على التفكير في تأسيس نادي جديد ينافس شباب برج منايل هو الوجود الكبير للمواهب الشبانية التي تحتويها المدينة
رحلة الألف ميل بدأها نادي وفاق برج منايل من البطولة الولائية لتيزي وزو التي لم يعمر طويلا فيها وكشر عن أنيابه وحقق صعودا متتاليا قبل أن يصل مسيرو هذا الفريق بالوفاق إلى القسم الجهوي الأول سنة 1986
ومنذ تأسيس هذا النادي اعتبر الوفاق خزان وفير استمدت منه بقية الفرق الوطنية لاعبين موهوبين صنعوا أمجاد الوفاق الرياضي فشاوشي وغيره من الحراس يعدون قدوة للحراس الشبان الناشطون حاليا بنادي برج منايل والذين يحاولون السير على خطى هؤلاء اللاعبين الذين و بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها يوميا أبو إلا أن يتحدون الصعاب
ولم يتمكن نادي وفاق برج منايل من صنع الاستثناء في الآونة الأخيرة بسبب المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها هذا الفريق
ووجد رفقاء القائد ايت عمر أنفسهم مجبرين على التخلي عن أحلامهم في الصعود إلى الأقسام العليا وبالإضافة إلى الوضعية المزرية التي يتواجد فريق صنف الأكابر الفئات الشبانية هي الأخرى تشكو من نقص الإمكانيات فاللاعبون يدفعون ثمن نقص اهتمام السلطات على غرار عبد الكريم فكري الذي يتمتع بفنيات كبيرة جعلته يرتقي إلى صنف أقل من 20 سنة وهو لايزال في سن السادسة عشر
فئة الأقل من 15 سنة لم تصنع الاستثناء وتواجه هي الأخرى العديد من العراقل التي قللت من عزيمة هؤلاء المواهب أو الخزان الذي قد يكون يوما نواة في إحدى المنتخبات الوطنية
ظروف مزرية يعيشها الشبان في التدريبات جعلت هناك حاجزا من حديد بين هؤلاء المواهب للانضمام إلى الفئات الشبانية للمنتخب الوطني
بالرغم من الحواجز التي تقف كل يوم في وجه الوفاق الرياضي لبرج منايل إلا أن اللاعبين والرئيس و حتى الأنصار لم يفقدوا الأمل في رؤية فريقهم في أحسن الأحوال ولا يزالوا يأملوا في التفاتة من المسؤولين تسمح للوفاق من وضع حد لهذا المسلسل اليومي من المعاناة والذي لم تطوى صفحاته بعد
وبالرغم من المشاكل التي يتخبط فيها الفريق إلا أن اللاعبين فضلوا الوفاء لألوان النادي على حساب مسيرتهم الكروية و احتياجاتهم المالية وشغفهم بألوان فريق مدينتهم حفزهم على رفع التحدي والبقاء في صفوف النادي
نادي برج منايل هو نموذج للعديد من الفرق المتواضعة المنتشرة عبر كافة التراب الوطني والتي تحظى بخزان هائل من اللاعبين الذي قد تحسدها عليه كوادر أوروبا فإلى متى ستظل هته الفرق غارقة في كابوس تجاهل المسؤولين؟ وأي مصير ينتظر أيقونات الوفاق الرياضي؟؟...أسئلة ستعرف إجاباتها بمجرد تحرك الهيئة المسؤولة.
الوفاق الرياضي لبرج منايل..تاريخ كبير و حاضر مليئ بالمعاناة :
