البلاد.نت- حكيمة ذهبي- ظلت الحملات الانتخابية في الرئاسيات الجزائرية، تسجل تجاوزات لخطوط حمراء يمنعها القانون، لاسيما توظيف الأطفال في حشو قاعات التجمعات واستغلال المساجد للتسويق للبضاعة السياسية للمترشحين، فضلا عن "الشكارة" التي لم تجد رادعا في سنوات سابقة، ما جعل سلطة الانتخابات، تعمد إلى تشديد الالتزام مع المترشحين بتوقيع ميثاق أخلاقي.
اتهامات بالجملة، تلك التي كانت توجه للحملات الانتخابية التي كان يقودها موالون للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، جعل مراقبين يشبّهون الحملة الانتخابية للرئاسيات الجزائرية، بمشاهد من فيلم "البومباردي" الشهير، سواء بتوظيف وسائل الدولة أو استغلال المساجد والأطفال في حشو قاعات التجمعات، فضلا عن رداءة الخطاب السياسي الذي لا يعدو أن يكون مجرد تكرار لنفس العبارات واستغلال الرموز الوطنية كالثورة والراية الوطنية، دفع السلطة الوطنية للانتخابات، المنشأة بموجب نص قانوني خاص في رئاسيات ديسمبر، تنقّب عن آليات قانونية لوقف هذه البهرجة المسيئة للعملية الانتخابية.
يقول الخبير في القانون الدستوري، علاوة العايب، لـ "البلاد"، إن المادة 139 من قانون الانتخابات شديدة الوضوح فيما يتعلق بالتزامات المترشحين، حيث ترصد 15 نقطة يمنع على المترشحين الخوض فيها طيلة فترة الحملة الانتخابية المحددة بـ 21 يوما.
ويوضح محدثنا، أن الأمر يتعلق بتوظيف المساجد، المدارس، المؤسسات العمومية، الرموز الوطنية، الحريات العامة والفردية ومبدأ التداول السلمي على السلطة، إلى جانب مسائل أخرى واضحة في نص القانون.
وأبرز الأستاذ علاوة العايب، أن المترشحين تعهدوا في ملفاتهم المودعة لدى سلطة الانتخابات باحترام القانون الذي تجري تحت حمايته الانتخابات. فضلا عن ذلك، عمدت السلطة الوطنية للانتخابات، يضيف ذات المتحدث، إلى إلزام المترشحين بتوقيع ميثاق أخلاقي، سيوقعه المترشحون عشية انطلاق الحملة الانتخابية، يلزمهم بمجموعة ضوابط طيلة فترتها.
ميلاط: توظيف الدين والهوية في الحملة تجاوزات تستدعي إخطار القضاء
وفي حالة تم تجاوز هذه الضوابط؟ يرد نائب رئيس السلطة الوطنية للانتخابات، عبد الحفيظ ميلاط، في تصريح لـ "البلاد"، يقدم ممثلو السلطة عبر الولايات تقارير بخصوصها، ثم يتم التواصل مع المترشح المعني لحلها وديا، لكنه يقول إن بعض التجاوزات لا تحل سوى عن طريق تدخل القوة العمومية وأخرى بإخطار السلطة القضائية، خاصة توظيف الدين والهوية.
وأكد نائب رئيس سلطة الانتخابات، أن الميثاق الذي سيوقعه المترشحون، سيكون في صالحهم، سيما بعد الممارسات السلبية الكثيرة، التي سجلتها الحملات الانتخابية خلال السنوات السابقة، لافتا إلى أنهم مدعوون للابتعاد عن مظاهر البهرجة والتنابز والسب والشتم.
