حذر تقرير أعدته لجنة التحقيقات بمجلس الشيوخ الفرنسي من الخطر الذي يحمله احتمال عودة بين 200 و300 مقاتل جزائري في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وقال التقرير “رغم أن الجزائر معنية بقدر ضئيل بظاهرة تجنيد الشباب من طرف منظمات إرهابية دولية بمنطقة الشرق الأوسط مقارنة بالعدد المرتفع من عدة بلدان أخرى وخاصة بفرنسا، إلا أن ذلك يظل مصدر تهديد للأمن الجزائري وأمن المنطقة في شمال إفريقيا”.
وأفادت أرقام كشفها مجلس الشيوخ الفرنسي بأن نحو 300 مقاتل من جنسية جزائرية التحقوا بصفوف تنظيم “داعش”، الذي يتزعمه أبوبكر البغدادي، وذلك من مجموع أكثر من 40 ألف مقاتل من مختلف دول العالم انضموا إلى صفوف هذا التنظيم المنشق عن القاعدة، من الصين والصومال، إلى البوسنة وباكستان، إلى الدنمارك والنمسا والنرويج، وحتى أستراليا وكندا.
وجاء في التقرير أن عدد الإرهابيين الذين التحقوا بالتنظيم من جنسيات مختلفة يقدر بنحو 40 ألف إرهابي والذين تمركزوا تحديدا في العراق وسوريا، ومن بين هؤلاء نجد بين ألفين و3 آلاف إرهابي من تونس، ومن 1600 إلى 1700 إرهابي من المغرب، و700 إندونيسي، و600 مصري.
كما يؤكد التقرير أن جزء كبيرا من قوات داعش تأتي مباشرة من أوروبا، بنحو 5 آلاف إرهابي، حيث تحتل فرنسا المركز الأول في ترتيب دول منشأ إرهابيي داعش بأكثر من 1300 إرهابي، ثم المملكة المتحدة وألمانيا في المرتبة الثانية مع 800 إرهابي لكل منهما، 500 من بلجيكا، 250 إسباني و100 إيطالي. ويشير التقرير إلى أن الإرهابيين القادمين من روسيا والدول الناطقة بالروسية يشكلون أكبر قوّات تنظيم الدولة الإسلامية، ويتراوح عددهم بين 4000 و4500 إرهابي.
وذكر التقرير أيضا أنه وخلال شهر فيفري أكد ملف معالجة التقارير حول منع التطرف ذي الطابع الإرهاب، أزيد من 19725 شخص يصنفون على أنهم متطرفون نشطون، بينهم 4 آلاف شخص أكثر تشددا وهم في مرحلة ما قبل الإرهاب، كما يشير إلى أن غالبيتهم يعيشون في منطقة إيل دوفرانس.
ومن بين هذا العدد نجد 3 آلاف شخص من جنسية أجنبية، غالبيتهم جزائريو الأصل يشكلون 24 بالمئة. في حين 21.5 بالمئة من المغرب، و16 بالمئة تونسيون، و11 بالمئة من روسيا والشيشان، و2.7 بالمئة أتراك.وأفاد التقرير بأن الأرقام المعلنة بشأن العرب والأجانب المنضوين تحت لواء تنظيم “داعش”، رصدها من خلال معلومات قدمها مسؤولون غربيون، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع مجموعة من الباحثين الذين يشتغلون على هذا الملف.
