البلاد - حليمة هلالي - ارتفعت اليوم، أسعار النفط نحو واحد بالمائة، لتواصل المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة لتقارب أسعارها 60 دولارا للبرميل، حيث يضع هذا التطور الحكومة في مستوى من الأريحية، قد تساهم في تقليص هوة العجز المالي الذي تعاني منه الميزانية.
وتجاوز سعر البرميل من خام ”برانت” الذي ينتمي إليه النفط الجزائري، عتبة 60 دولارا خلال يوم أمس، متجاوزا السعر المرجعي المحدد في قانون المالية 2019، بنحو عشرة دولارات للبرميل.
وانتعشت الأسعار بفضل الآمال بأن تسوي واشنطن وبكين قريبا نزاعاتهما التجارية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى شروع الدول المنتجة للنفط في كبح إنتاجها، وفق ما اتفقت عليه في اجتماعها الأخير. وبلغت أسعار البرنت 59.33 دولارا للبرميل، في حين قدر سعر الخام الأمريكي بـ 50.38 دولارا للبرميل.
ودخلت محادثات تجارية في بكين بين أكبر اقتصادين في العالم في ظل مؤشرات على إحراز تقدم في مسائل، من بينها شراء الصين للسلع الزراعية والطاقة من الولايات المتحدة، وزيادة انفتاح الأسواق الصينية. لكن على صعيد العوامل الأساسية، تتلقى أسعار النفط الدعم من تخفيضات للإنتاج، بدأت في نهاية 2018 من قبل مجموعة من منتجي الخام بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وكذلك من روسيا غير العضو في المنظمة.
وتهدف التخفيضات التي تقودها ”أوبك” إلى كبح جماح تخمة ناشئة في الإمدادات، ترجع لأسباب من بينها ارتفاع إنتاج النفط الخام الأمريكي من نحو مليوني برميل يوميا في 2018 إلى مستوى قياسي قدره 11.7 مليون برميل يوميا.
وأثار الخلاف التجاري بين أمريكا والصين قلقا في أسواق النفط. وأكد أعضاء من منظمة ”الأوبك”، أن تقلبات أسعار النفط في 2018 غير مقبولة، وأتت بنتائج عكسية، سيما وأن ”أوبك” توقفت عن سعيها المحموم لرفع الأسعار، معتبراً ذلك غير منطقي وعملي.
وتأمل منظمة الدول المنتجة للنفط، أن اتفاق خفض إنتاجها لـ 1.2 مليون برميل يومياً يكفي لموازنة السوق ورفع الأسعار بعدما عرفت تراجعا منذ نهاية السنة الماضية، أين قاربت الأسعار 50 دولارا.
وقالت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب)، إنه من المرجح أن تكون أسعار النفط في نطاق الـ 60 و70 دولارا للبرميل بحلول منتصف 2019.
من جهته، ذكر المصرف الفرنسي ”سوسيتي جينرال”، أنه خفض متوسط توقعاته لأسعار النفط الخام في عام 2019، نظراً للمخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي، التي أذكت إحجاماً عن المخاطرة في أسواق النفط. وسجلت أسعار النفط العام الماضي، أول خسارة سنوية لها منذ 2015، بعدما تعرضت لضغوط نزولية من التقلبات الحادة في أسواق الأسهم، وتفاقم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع أسعار الفائدة.
وقال البنك في مذكرة بحثية ”لا تزال أسواق النفط عرضة لاستمرار الإحجام عن المخاطر، بما يتماشى بشكل كبير مع أسواق الأسهم، نظراً لقلق شديد بشأن النمو الاقتصادي العالمي، ونموالطلب العالمي على النفط”. وخفض Societe Generale توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام إلى 1.27 مليون برميل يوميا، من 1.43 مليون برميل يومياً، وتوقع البنك أيضا زيادة كبيرة في المخزونات العالمية في الربع الأول من العام، ستحد من صعوده في الأمد القصير.
