أغرب من الخيال.. لكنه يحدث !

أين تختار أن تكون مواطنا؟

 

ماذا لو خيرت بين أن تكون مواطنا في بلد يحكمه أفقر رئيس في العالم.. أو مواطنا تنتمي إلى أفقر دولة في العالم.. يسرق حاكمها سبعين مليار دولار؟

إليك هذه النماذج لوزراء ورؤساء.. لا تكاد تصدق أنهم موجودون فعلا.. وأنهم يحكمون دولا ويديرون حكومات.. وأنهم كسائر المواطنين لا يتميزون بشيء.. سوى أن الناس قد اختاروهم بانتخابات غير مزورة.. وبدل أن ينهبوا ويغتصبوا.. تراهم يتنازلون عن حياة البذخ والرسميات.. ليسلكوا في عيشهم نمط المواطن البسيط.

قصة رئيس الأروغواي السيد “ألبرتو موخيكا كوردانو”.. واقعية تماما وليست فيلما هنديا.. فهو يوصف بأفقر رئيس في العالم.. إذ لا يحتفظ إلا بـ 10 بالمائة من راتبه الشهري ويوزع الباقي على الجمعيات الخيرية.. كما لا يملك حسابا بنكيا.. وليست لديه حراسة أمنية مشددة.. وكل متاعه بيت ريفي بسيط وسيارة قديمة لا تكاد تساوي شيئا.

قبل أيام استقل رئيس الوزراء الإيطالي الجديد “جوزيبي كونتي” سيارة أجرة دون حرس شخصي أو موكب تشريفات.. للقاء الرئيس الإيطالي في أول يوم لتسلمه منصبه.. وكذلك رئيس الوزراء الكندي الشاب “جاستن ترودو” الذي يركب المترو ويختلط بعامة الناس.

ليس بعيدا.. استقالت وزيرة سويدية “بعد أن أدانها القضاء السويدي بملء خزان سيارتها الخاصة بالبنزين بقيمة 60 دولارا على حساب الدولة مستخدمة بطاقة صرف ممنوحة لها من الحكومة”.. وشرحت الوزيرة موقفها بنسيان بطاقتها في البيت.. وأنها اضطرت لاستخدام بطاقة الحكومة مرة واحدة.. وأعادت المبلغ في اليوم التالي.. غير أن القانون السويدي يعتبر هذا التصرف استغلالا للمال العام.. وهذا يذكرنا برئيس وزراء السويد الأسبق أولف بالم الذي اغتيل في 1986 بعد أن عاد إلى منزله سيرا على قدميه رفقة زوجته.

ما الذي يجعل هؤلاء الناس يتصرفون على هذا النحو المثالي.. في قمة التواضع والبساطة.. في حين تكابد الدول والمجتمعات الإسلامية والعربية من النهب والغطرسة وعيشة الملوك.. مقابل مواطنين يعصف بهم الفقر والكوليرا والقمع؟

رئيس وزراء ماليزيا “نجيب عبد الرزاق” المسلم الذي أطاحت به الانتخابات الأخيرة.. ينكشف أمره بضبط 400 حقيبة يدوية محشوة بالمجوهرات الفاخرة ومبلغ 30 مليون دولار في إقامات تعود له ولعائلته.. وهو متهم بالفساد في خسائر بلغت 4.5 ملايير دولار من أموال الصندوق السيادي الماليزي.

وحكام عرب ينفقون أزيد من 400 مليار دولار على البذخ والتسلح وصفقات شراء الذمم والولاء الأمريكي.. ووزراء سرعان ما ينقلبون على ماضيهم المتواضع.. لينخرطوا في مسلسل السلب والنهب وتحقير الشعب.

أكرر السؤال: أين تختار أن تكون مواطنا؟

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الإحتلال الإسرائيلي يغلق معبر الملك حسين الحدودي مع الأردن