أين يكمن الخلل؟

في إطار الدعم الفلاحي.. أنفقت الدولة المليارات.. فأين مردودها؟

 

مشروع استصلاح 20 ألف هكتار من الأراضي غير المستغلة.. بشراكة خاصة جزائرية ـ أمريكية.. لإنتاج محاصيل زراعية.. وتربية 20 ألف بقرة حلوب.. بكلفة نصف مليار دولار.. حيث دخل المشروع في طور الإنتاج الأولي.. هذا المشروع وبمواصفاته المذكورة في بطاقة تعريفه.. يقودنا ـ للمرة الألف ـ إلى التساؤل عن السبب أو الأسباب التي تجعل الأجانب ينجحون في مشاريعهم.. بينما نفشل نحن؟

في إطار الدعم الفلاحي.. أنفقت الدولة المليارات.. فأين مردودها؟ نعلم أن هذه المبالغ قد تبخر أكثرها.. فلا المشاريع أنجزت.. ولا القروض استردت.. ولا الدولة استفادت.. ولا الفلاحة تعافت من كبوتها التي استمرت من السبعينيات إلى اليوم.

قد يبدو مبلغ ”نصف مليار دولار” رقما ضخما.. لكن العبرة ليست بضخامة المبلغ ولا بضآلته.. إنما بمردوده الفعلي.. كم سنجني من هذا الاستثمار؟ وكم ستدوم فوائده وعوائده المادية والمالية؟

في ثلاث سنوات استوردنا ما قيمته 21 مليار دولار سيارات.. فما هي الفوائد التي جنيناها من ذلك؟ لا شيء تقريبا.. سوى ما تسرب من عملة صعبة.. ليست أكثر من ريع نفطي ناضب.. وما ترتب من آثار سلبية ناتجة عن استيراد هذه العربات ”حوادث مرور، قطع غيار، وقود مستورد، تلويث البيئة”.. فماذا لو خصصنا هذا المبلغ لإنجاز مشاريع فلاحية.. على غرار المشروع المشار إليه من قبل؟

 قد يتيح ذلك استصلاح مليون هكتار من الأراضي الفلاحية ”في الجنوب خاصة”.. ويقيني أن مردود هذه المساحة.. سيتيح لنا تحقيق اكتفاء ذاتي في أغلب المواد الزراعية المستوردة.. وسيسمح بتوفير مناصب عمل لا حصر لها.. وفي مختلف الاختصاصات.. وسينعكس هذا النشاط إيجابا على القطاع الخدمي والصناعي.. ولن تكون الدولة مضطرة لاستجداء بضع دولارات من صندوق النقد الدولي.. على حساب استقلالية قرارها الاقتصادي والاجتماعي.. وربما السياسي.

غياب الرشاد الاقتصادي قادنا إلى وضع بائس.. تتضافر فيه الندرة والتضخم والتبعية.. ليدفع المواطن ”المستهلك” الثمن مضاعفا من جيبه.. ولتتكرس حالة من الفوضى الاقتصادية.. التي تبدو بغير بصيص أمل في آخر النفق.

أعلم أن السياسة عندنا.. هي ما يصنع الاقتصاد.. وإن أغلب المليارديرات المصطنعين.. الذين تغذوا من المال العام.. لا يعنيهم ما يجني بلدهم.. بل ما يجد طريقه إلى جيوبهم.. ليتحول منها إلى حساباتهم السرية في الخارج.. وإن البرلمان لا يملك أن يفكر أو أن يقترح.. أو حتى أن يعترض.. فهو أهون من أن يفعل ذلك.. بقي شيء واحد أن نبحث في الخلل الجذري.. أين يكمن.. ومن هناك قد يبدأ التصحيح.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. بــلاغ هــام من وكالة "عدل"

  2. رياح جد قوية وأمطار رعدية على هذه الولايات

  3. لفائدة العائلات.. الخطوط الجوية الجزائرية تطلق عرض خاص "أسرة"

  4. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34151 شهيد

  5. وفاة الداعية الإسلامي عبد المجيد الزنداني

  6. رياح قوية وزوابع رملية على هذه الولايات

  7. هذا هو توقيت القطار الليلي على خط "الجزائر – عنابة – الجزائر"

  8. وهران.. إصابة تلاميذ في إنهيار سقف قسم بابتدائية

  9. تنظف الرئتين من السموم.. إليك أفضل 5 مشروبات طبيعية

  10. الجوية الجزائرية تكشف عن تفاصيل عرض "أسرة" الذي تم إطلاقه