البوليساريو.. ليست منظمة إرهابية

قناعتي أن الشعب الصحراوي ضحية للهوس التوسعي المغربي..

مسؤول أمني مغربي كبير.. يتهم البوليساريو بأنها منظمة إرهابية.. ويضيف إلى ذلك اتهام الجزائر بتغذية الإرهاب.. لتقاعسها عن التعاون مع المملكة المغربية في المسائل الأمنية.. ورفضها الفصل بين السياسي والأمني.  عند هذا الحد يصبح التصريح نوعا من الدجل السياسي الممزوج بالافتراء وقلة الأدب.. فالدولة التي تحتل إقليما ليس لها وتنكل بسكانه وتستنزف ثرواته البرية والبحرية ليست إرهابية.. ومن يواجه هذا الاحتلال.. ويدعو إلى تمكينه من تقرير مصيره.. يصبح إرهابيا بمقتضى تخريج أمني سياسي ساذج.  القصة هنا شبيهة بما يحدث بين الفلسطينيين وإسرائيل.. فالكيان المغتصب.. الذي سلب الأرض وهجّر السكان الأصليين ليس إرهابيا.. أما الضحية التي تنتفض من أجل حقها التاريخي المسلوب.. فهي بمقياس أمريكا وإسرائيل إرهابية وأزيد.. إنه انقلاب المعايير في عالم ينظر بعين واحدة.

قناعتي أن الشعب الصحراوي ضحية للهوس التوسعي المغربي.. وورقة استثمار سياسي بيد المخزن.. في محاولة لجمع المغاربة على قضية مشتركة.. مُنحت عنوان ”الوحدة الترابية”.. صرفا لأنظار ملايين المغاربة الذين يستبد بهم الفقر والقهر.

وهو ضحية لجشع الشركات والحكومات الغربية.. وعلى رأسهم فرنسا ورئيسها السابق ساركوزي الذي يصرح من مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة بأن ”استمرار إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب مشكلة كبيرة”.. لا ندري كيف يراها مشكلة كبيرة.. عندما تتحول هذه الحدود إلى معبر لطوفان المخدرات.. ومنفذا مميزا للإرهاب والهجرة السرية. قبل أيام أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكما يقضي بعدم انطباق اتفاق الصيد المبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب على مياه الإقليم الصحراوي.. باعتباره إقليما محتلا من قبل قوة أجنبية.. ومن ثم تعد الاتفاقية مخالفة للقانون الدولي ولاغية.

سنلاحظ كيف تنقلب الدولة المحتلة إلى ممارس إرهاب بأسلوب دبلوماسي .. في حين تفقد الضحية حقها في مواجهة هذا الإرهاب ولو دبلوماسيا.. فالبوليساريو تجسد طموح شعب غير مغربي.. ولم يخضع لأية تبعية للمغرب لا في الماضي ولا في الحاضر.. وهو ممثل في الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.. وأحرار العالم كلهم يدعمون مطالبه المشروعة في استرداد أرضه.. ودرء العدوان عنه.

 إن اعتبار البوليساريو منظمة إرهابية يفضي بالنتيجة إلى اعتبار الجزائر دولة راعية للإرهاب.. وللمفارقة كيف يقبل المغرب ”المسالم جدا” فتح الحدود مع دولة ترعى الإرهاب.. أو كيف يقبل تجديد عضويته في الاتحاد الإفريقي الذي منح العضوية الكاملة للجمهورية العربية الصحراوية ”الإرهابية”. بعض ما يحدث في مغرب العالم العربي.. هو تتمة لما يحدث في مشرقه.. حيث فقدت الحكومات شرعيتها.. فسعت لاكتسابها على حساب جيرانها المستضعفين.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  3. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  6. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  7. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  8. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  9. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  10. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!