الشكارة والكرسي.. توأمان

من نصدق: أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني.. أم رئيس منتدى رؤساء المؤسسات؟

 

من نصدق: أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني.. أم رئيس منتدى رؤساء المؤسسات؟ كلاهما يدعي الطلاق من الآخر.. ويصرح ألا صلة له بما لا يعنيه.. بمعنى أن أصحاب الشكارة لا حاجة لهم بالسياسة.. وأصحاب السياسة لا يلتفتون إلى أصحاب الشكارة.. وبهذا المعنى.. الأمور بخير.. والديمقراطية يمكن أن تسعد بهذا الخبر السار.. والمعارضة مدعوة لإحسان الظن بالجميع.

في دائرة التصريحات المجردة.. التي تشغل حيزا معتبرا في سوق السياسة.. تبدو الصورة نظيفة تماما.. فمن أراد السياسة.. ما عليه إلا أن يؤسس دكانا حزبيا.. أو يتقدم بطلب عضوية في متجر حزبي قائم.. ومن رغب في المال.. فبين يديه سوق الحاويات الصينية.

أما في دائرة الأفعال والكواليس.. فالصورة مختلفة تماما.. هي نقيض ما يقال.. ولولا هذا الاقتران غير الشرعي بين المال الوسخ ـ في أغلب الأحيان ـ والسياسة غير الطاهرة.. لكنا شيئا آخر.. غير ما نحن عليه.

أصوات الناخبين تُشترى بالجملة.. والترتيب في القوائم لا يتسنى إلا بـ«شكارة” ثقيلة.. والبيع بالمزايدة تجارة رابحة.. ومن لا يملك ظهيرا من هذا وذاك.. فليلزم بيته.

لو صدقنا أمين عام “ج ت و«.. لصدقنا أن ثلاثة أرباع  النواب فقراء ومساكين.. وأن الوزراء والسفراء ومن على شاكلتهم لا يملكون إقامات في الخارج.. ولا يحوزون حسابات بالعملة الصعبة.. ولا يتمتع أغلبهم بالجنسية المزدوجة.. التي ترشحهم ليكون هناك وهناك.

ولو صدقنا رئيس “م ر م«.. لصدقنا أن أثرياء العشرية السوداء.. هم طائفة من الأنقياء الأتقياء.. الذين لا صلة لهم بالتبييض والصفقات المشبوهة.. وأنهم يستثمرون كل دينار يملكونه هنا في الجزائر.. ولا يخطر على بال أحدهم أن ينقل دولارا واحدا خارج الجزائر ـ التي يحبونها حبا جما ـ.. وإنهم حريصون على استحداث مناصب عمل دائمة.. ويؤدون ما عليهم من ضرائب إلى آخر دينار.

أقول.. “لو صدقنا”.. ولأننا لا نستطيع ذلك.. بحكم أن الواقع أقوى من أن نكذبه.. فلا بأس من أن ننتظر.. فقد يأتي من يؤمن بالسياسة التي لا يشتريها المال.. وبالمال الذي لا يولد من رحم السياسة.. وإلى أن يقع ذلك.. أقول: إنهما توأمان سياميان بجدارة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد