العرب.. تحكمهم عصابات

الجزائر ليست وحدها من استولت عليها عصابة واحتكرتها لنفسها وعاثت فيها فسادا..

الجزائر ليست وحدها من استولت عليها عصابة واحتكرتها لنفسها وعاثت فيها فسادا.. بل العرب جميعا ودون استثناء كانوا ولا يزالون ضحايا عصابات تحكمهم بالحديد والنار.. وتديم بقاءها في السلطة بإبداء شراسة ضد معارضيها لا نظير لها.. والنتيجة أن يتحول هذا العالم العربي إلى سجون مفتوحة لإذلال الأحرار وقتلهم.. وآخر من لحق بقافلة شهداء الحرية الرئيس المصري المعزول محمد مرسي رحمه الله.

فما ذنب هذا الرجل حتى يغتال على هذا النحو الشائن وحيدا في زنزانة.. لا يرى ضوءا ولا يستقبل أهلا ولا محاميا ولا طبيبا؟

ست سنوات قضايا مخطوفا.. يجري إذلاله في محاكمات زائفة ومصطنعة.. كان آخرها حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ـ هذا إن صدقنا الرواية الرسمية المشكوك في صحتها حيث ترجح وفاته في زنزانته وليس خارجه ـ.. وهو الذي كان يصرخ في القفص الزجاجي قبل أشهر "إني أتعرض لمحاولة اغتيال"!.

لقد قضى شهيدا وارتقى إلى ربه.. وهناك سيواجه خصومه وعلى رأسهم "السيسي".. الذي رقاه مرتين وعينه وزير دفاعه.. قبل أن يخونه وينقلب عليه في صفاقة منقطعة النظير.

إن استشهاد الرئيس محمد مرسي  هو بعض الثمن الذي يجب أن يدفعه من يتصدى لحكم العصابات القاتلة وليس أقل من ذلك.. في بلاد تنتهك فيها حقوق الإنسان على نحو بشع وفاضح.. ويتسلط فيها الأراذل  ويسود الأوغاد.. وتكاد تنطفئ فيها جذوة الحق لولا إصرار البقية الباقية من المقاومين على أن تظل هذه الجذوة متقدة.

 إن دم هذا الشهيد الذي اختاره الشعب المصري رئيسا له بكل حرية ونزاهة.. هو في رقبة من يحكم مصر اليوم.. من قادة المؤسسة العسكرية والأمنية.. وأتباعهم من مافيا المال ومأجوري الإعلام الخبيث.. إلى السياسيين الذين باعوا ضمائرهم من أجل لقمة سياسية مسمومة.. إلى هذا الغرب المنافق الذي لا يؤمن بديمقراطية إلا في حدود مصالحه الخاصة.. إلى عرب الثورات المضادة ممن باعوا أنفسهم للشياطين.. وتحولوا إلى أدوات تآمر وإجهاض لثورات الشعوب.

على امتداد خارطة هذا الكوكب.. نبصر ظل الديكتاتوريات يتراجع ويتلاشى.. وليس بعيدا أن تتحرر آخر بقعة مظلمة في إفريقيا أو آسيا.. إلا نطاقا واحدا سيظل عرضة للظلام الدامس.. إنه هذا العالم العربي الموبوء بالفساد والظلم والعصابات.. الذي تنتهك فيها حرمات الدول والمجتمعات.. ويداس فيه على أبسط القيم الإنسانية.. وينتشر فيه النفاق بألف لون.. وتغتال فيه الحقيقة على وقع الزيف المستشري في الضمائر والعقول وعلى الأرض.

إنها لحظة عصيبة تنتظر العرب.. لحظة تغيير مسار التاريخ.. من حقبة العصابات إلى دول القانون والمؤسسات.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد