بالضربة القاضية..

لأول مرة أشهد مباراة بين الصفاقة والخلق.. بين الحكم والقلم..

 

 لأول مرة أشهد مباراة بين الصفاقة والخلق.. بين الحكم والقلم.. تنتهي بالضربة القاضية.. في الثانية الأولى من الجولة الأولى.. ضربة طرحت المنهزم خارج الحلبة.. في حالة فقدان تام للوعي.

 لا أدري كيف تجرأ وزير خارجية الإمارات على استفزاز الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.. هل كان يظن أن مناوشة عالم فقيه.. بحجم رئيس اتحاد العلماء المسلمين.. ستنتهي في كل الأحوال بصمت هذا الأخير.. وتفضيله العافية على الرد بحسم وحزم.. لقد أخطأ التقدير.. فجاءته الضربة كما لم يتوقع!!

 لنقرأ ما كتب الوزير في تغريدته.. “هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها؟..علينا أن نحاسب من حرض واسترخص دماء البشر وأجاز العمليات الانتحارية”. 

 ونقرأ رد الشيخ الجليل عليه.. “ردا على عبد الله بن زايد بأني أشجع العمليات الانتحارية، خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها”.

 هل رأيتم ضربة قاضية كهذه.. ولا محمد علي في عنفوانه.. كان يرسل واحدة مثلها.. سريعة ومدمرة.. ليكون الدرس قاسيا ومزلزلا.. فلا يتكرر التحامل.. و«ليتأدب السياسيون الصغار عند الحديث عن العلماء الكبار” ـ بتعبير الداعية طارق السويدان ـ.

لنعبر إلى الشق الثاني من الحديث.. هل كان القرضاوي داعية عنف حقا؟ وهل أفتى بجواز تفجير المرء نفسه.. أو بمعنى آخر: هل رخص لانتحاريي داعش أن يتمنطقوا بالأحزمة النارية.. لينسفوا أنفسهم وغيرهم في لحظة واحدة؟

هو لم يقل بهذا أبدا... وحين أجاز ذلك للفلسطينيين فقط.. ربطه بانعدام وسائل المقاومة لديهم.. أما وهم يصنعون الصواريخ ويملكون السلاح الناري الآن.. فقد انتفت الرخصة.. أما الوزير فكذاب.. مع سبق الإصرار.

القرضاوي داعية سلام.. وإن كان مناهضا للطغيان.. ولم يكن مفتيا للإخوان.. بل كان فقيه الأمة الإسلامية برمتها.. وكان حليما وإن تناولته ألسنة السوء في عرضه.

 وتبقى حكاية الإمارات مع القرضاوي.. أكبر من ذلك.. إنها حكاية نظام حكم يحارب الإسلام.. فيستهدفه في شخص العلماء والمصلحين.. فماذا عليهم لو انشغلوا بأبراجهم العالية.. وتركوا القلم الذي لا يستقيم بين أصابعهم؟

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد