جمعية العلماء.. وجماعة الكرة

سهم الجمعية أخطأ مرماه هذه المرة..

لا أظن أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين غير مدركة لواقع اللغة العربية في الجزائر.. وهو واقع بائس ومنكر.. يجسد حالة من الاستلاب والتعدي على قداسة ثابت هام من ثوابت الشعب الجزائري.. والذين يمارسون هذا التجاوز ليسوا أفرادا.. بل “لوبي” اتسقت أهدافه.. والتقى عناصره على خدمة اللغة الفرنسية.. طلبا للحظوة لدى سيد الإليزيه.. وإثباتا للولاء والتبعية.

أما لاعب الكرة “رابح ماجر”.. الذي آخذته الجمعية في موقعها التواصلي على “الإصرار على مخاطبة الشعب باللغة الفرنسية”..  فليس أكثر من واحد صغير جرفه التيار هو أيضا.. فلا عجب أن يرطن بالفرنسية.. ليشغل موقعه وإلا فمآله التهميش والإقصاء.. فلا أظن تأنيبه يعني شيئا.. بالنسبة إلى أولئك الذين قرروا إعدام العربية.

أعتقد أن سهم الجمعية قد أخطأ مرماه هذه المرة.. فمأساة اللغة العربية أضخم من تحجيمها بهذا الشكل.. وهي تتجاوز موقف فرد ـ مهما علا شأنه أو صغر ـ.. وهي ليست مواقف عارضة  يمكن حصرها والرد عليها.. أو حتى مشكلة داخلية لا تمتد إليها الأيدي من الخارج.. فعناوين الدكاكين مكتوبة بالفرنسية.. والوزراء يتكلمون الفرنسية.. ومعلمات الطبخ يستحدثن هجينا من الكلمات.. تضطرب فيه الدارجة والفصحى والفرنسية وأشياء أخرى.. ووزيرة التربية في سباق ضد الزمن لإملاء هوسها اللغوي.. وهي التي يمتنع عليها تركيب جملة مفيدة بالعربية.. لكنها تتربع على عرش 8 ملايين طفل جزائري.. تقفز بهم في هاوية لغوية وفكرية لا قرار لها.

 قانون تعميم استعمال اللغة العربية مجمد منذ “عصر” محمد بوضياف.. وليس أغرب من تجميد قانون.. يتسنى إلغاؤه بعرضه على البرلمان ـ لكن الجبناء لا يفعلون هذا ـ.. والدستور بمواده غير القابلة للتعديل ينص على رسمية اللغة العربية.. وانتهاك حرمة هذا الدستور والسطو على مواده يقع من حماته المفترضين من أصحاب سلطة القرار.. والرأي العام نائم في “بُلهنية”  كما قال الشاعر!

نحن الآن.. في حالة تيه لغوي.. فلا الفرنسية ستنتصر وتسود.. لأن جسم الأمة يرفض تبتي العناصر الغريبة عليه.. ولا العربية حازت موقعها.. حيث مطارق المستلبين تهوي على رأسها يوميا.. ولا هذه “الأمازيغية” التي حُشرت حشرا في الدستور.. لتكون معبرا خفيا إلى الفرنسية.. ستتأهل يوما لتكون لغة كل الجزائريين.. وقصارى نفوذها أن تنتهي لغة منطقة لا أكثر.. ولا الإنجليزية التي تحوز مفاتيح التكنولوجيا سلمت من المؤامرة والتمييع في سياق لعبة “تدريس اللغات الأجنبية”.

تقديري أن على الجمعية إعادة توجيه ماسورتها.. فالهدف ليس في الملعب.. بل في مكان آخر.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمطار ورياح قوية على هذه الولايات

  2. إطلاق خدمة رقمية جديدة وهامة تتعلق ببطاقة الشفاء

  3. تسهيلات النقل الجوي وإنجاز أطروحة الدكتوراه في الوسط المهني على طاولة الحكومة

  4. مجلس الأمة يفتح باب التوظيف

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33899 شهيد

  6. الصحفي والمعلق الرياضي محمد مرزوقي في ذمـــة الله

  7. غدًا الخميس.. مجلس الأمن يصوّت على عضوية فلسطين

  8. منح دراسية في اليابان للطلبة الجزائريين

  9. بعد حادث وحدة تحضير المواد و التلبيد.. هذا هو الوضع في مركب سيدار الحجار

  10. ارتفاع مصابي عرب العرامشة إلى 18 إسرائيليا