حتى لو خرجتم من جلودكم..!

قصة ”جبهة النصرة” في سوريا.. مع أمريكا وروسيا والغرب عموما.. تشبه إلى حد بعيد قصة شخص التقى آخر..

 

 

 قصة ”جبهة النصرة” في سوريا.. مع أمريكا وروسيا والغرب عموما.. تشبه إلى حد بعيد قصة شخص التقى آخر.. فقال له أنا فلان.. فقال له: لا أعرفك.. قال له: أبي هو فلان بن فلان.. فقال له: لا أعرفك ولا أعرف أباك.. فألح عليه أنه يعرفه.. وراح يسرد عليه من الشواهد ما يذكّره به.. فقال له: يا هذا.. والله لو خرجت من جلدك ما عرفتك.

 فهل إذا غيرت جبهة النصرة اسمها.. وأصبحت ”جبهة فتح الشام”.. وفكت ارتباطها التنظيمي بالقاعدة.. يُسحب اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية.. ويكف التحالف وروسيا عن قصفها والسعي لتدميرها؟

الإجابة معروفة مسبقا.. فالبيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية يؤكد ”إنه لا توجد حاجة إلى تأكيد أن كل محاولات الإرهابيين لتغيير صورتهم ستفشل، وأن جبهة النصرة ستبقى إرهابية لا تهدف إلا لإقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية من خلال وسائل قاسية وهمجية.. وأن مكافحة هؤلاء المتعصبين ستستمر بدعم المجتمع الدولي وبانتظام حتى القضاء عليهم تماما”.

 من جانبها.. صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها.. ”لا ترى سببا لتغيير رؤيتها لجبهة النصرة بعد إعلانها فك الارتباط بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام.. وإن الوزارة تحكم على أي حركة من خلال تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها”.. مؤكدة أن ”فتح الشام” لا تزال هدفا للقوات الأمريكية والروسية.

                      ***

 تقديري أن هذا الفصيل المقاتل في سوريا ضد نظام بشار الأسد.. ارتكب حماقتين.. الأولى حين ربط نفسه بشبح القاعدة والظواهري.. فجلب المتاعب للثورة السورية مجانا.. فالظواهري مشكوك فيه أصلا.. والقاعدة صناعة مخابراتية.. جلبت على المسلمين الخراب.. فأي فائدة من مبايعة لا تقدم ولا تؤخر.. وتوفر الأعذار للغرب ليمعن في القتل والتدمير.

 الحماقة الثانية.. حين اعتقدوا أن تغيير الاسم وإعلان فك الارتباط سيغل يد الغرب وروسيا.. ويحملهما على إعادة النظر في موقفيهما.. وهذا خطأ فادح أيضا.. فحسابات الغرب تتجاوز النصرة.. ومادات جبهة الجولاني قد وفرت لهم مبرر الاستحواذ على سوريا وتهجير شعبها.. بمباركة بشار وأعوانه من الشيعة القبيحين والخبثاء إلى أبعد حد.. فإن تغيير الاسم لا يغير من واقع الحال شيئا.

بقي أن يفهم الجولاني ومن معه.. أن تصحيح خطأ بخطأ مثله.. لا يعني شيئا.. ولم يبق لهم سوى ظهير واحد.. هو الشعب السوري الذي يجب أن يلوذوا به.. فما من ثورة احتضنها الشعب إلا وانتصرت.. أما هم فسيظلون ”إرهابيين وقاعدة ومتطرفين وتكفيريين وداعشيين” ـ بتعبير خصومهم.. حتى ولو خرجوا من جلودهم.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تصل سرعتها إلى 80 كلم في الساعة .. رياح قوية على هذه الولايات

  2. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  3. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  4. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  5. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. تسليم منفذ باتنة للطريق السيار شرق ـ غرب نهاية السنة الجارية كأقصى تقدير

  8. الجزائر تُسرِّعٌ وتيرة أشغال مشروع الخط السككي "غارا جبيلات - بشار "

  9. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  10. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني