رؤساء.. في قبضة العدالة

يبدو أن مقصلة العدالة تعمل في العالم كله.. باستثناء بلاد العرب..

يبدو أن مقصلة العدالة تعمل في العالم كله.. باستثناء بلاد العرب.. حيث تتعطل كل الأجهزة والإجراءات والدساتير والقيم التي تحكم معاقبة المسيئين.. وليس وضعهم فوق القانون وفوق الناس.. وحيث تتحول الأوطان إلى ملعب “ريقبي” بمساحة وطن.. يفوز الأقوى ويرمى الضعيف على الأرض.  قبل أيام تحولت حياة الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي إلى جحيم ـ بتعبيره هو ـ.. والظاهر أنه سينتهي وحيدا وراء القضبان.. وفي إسرائيل ـ معشوقة بعض العرب ـ تطوح الشرطة القضائية برئيس الوزراء نتانياهو.. وهي بصدد جره إلى المحاكمة.. والراجح أنه سيسير على خطى سلفه أولمرت.. فالسجن يسع الجميع ودون تمييز.

 في مكان آخر من العالم.. تحكم العدالة قبضتها على رقاب ثلاثة رؤساء دفعة واحدة.. امرأة ورجلين.. ففي آسيا حُكم على رئيسة كوريا الجنوبية السابقة ـ ابنة جنرال سابق كبير ـ بـ 24 سنة سجنا وغرامة مالية تبلغ 17 مليون دولار بتهمة استغلال السلطة.. حيث وجدها القاضي مذنبة.. وصرح بأن عليها أن تتحمل مسؤولية الفضيحة باعتبارها الرئيسة التي تواطأت مع صديقتها في تلقي رشا وممارسات غير قانونية.

وفي إفريقيا الجنوبية يمثل صديق مانديلا في الكفاح.. والرئيس السابق لجنوب إفريقيا جاكوب زوما المستقيل ـ 75 سنة  ـ أمام المحكمة بتهمة الفساد.. في خلفية قضية تتعلق ببيع أسلحة قبل 20 عاما.. حيث يشتبه في أنه تلقى رشوة عندما كان وزيرا.  وفي البرازيل.. أمر القاضي بوضع الرئيس السابق لولا داسيلفا ـ 72 سنة ـ في زنزانة خاصة أعدت له.. ورفض التماسه بالبقاء خارج السجن طيلة فترة الطعن.. وأمره بتسليم نفسه للشرطة حالا.. بتهمة قضايا فساد.. منها حيازة شقة في شكل هدية.. علما أنه أول رئيس من طبقة الكادحين وكان ماسح أحذية.. وخفض نسبة الفقر في بلاده خلال فترة حكمه التي دامت ثماني سنوات. بهذه الطريقة تمضي العدالة في غير بلاد العرب.. وبكل قوتها وحزمها في استئصال رؤوس الفساد.. مهما كان ماضيهم وشأنهم.. وهي بهذه الأحكام تحفظ الحق العام وتنذر الفاسدين بأن المقصلة بانتظارهم إن حاولوا العبث والاستئساد على الضعفاء واستغلال النفوذ والسلطة.

 فإذا ما أطللنا على السجن العربي الكبير.. عبرت الصورة عن نفسها دون حاجة للكلام.. فلم يُحفظ أن حاكما عربيا حوكم وسُجن ـ باستثناء مسرحية مبارك الذي أعيد له الاعتبار في كل شيء ـ.. وباستثناء اعتقال وإخفاء ومحاكمة وسجن الرئيس مرسي المنتخب ديمقراطيا.. فالقضاء والحكومة والإعلام والشرطة في وطننا العربي شيء واحد.. كتلة متراصة من المصالح الفاسدة التي تخدم بعضها بعضا. نريد أن نحلم قليلا.. لنستيقظ يوما على القاضي العربي.. صاحب الضمير الذي لا يخشى أحدا إلا الله.. وهو يشير إلى المتهم الكبير الماثل أمامه.. خذوه إلى السجن ليستوفي حكمه.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمطار ورياح قوية على هذه الولايات

  2. إطلاق خدمة رقمية جديدة وهامة تتعلق ببطاقة الشفاء

  3. تسهيلات النقل الجوي وإنجاز أطروحة الدكتوراه في الوسط المهني على طاولة الحكومة

  4. مجلس الأمة يفتح باب التوظيف

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33899 شهيد

  6. الصحفي والمعلق الرياضي محمد مرزوقي في ذمـــة الله

  7. غدًا الخميس.. مجلس الأمن يصوّت على عضوية فلسطين

  8. منح دراسية في اليابان للطلبة الجزائريين

  9. بعد حادث وحدة تحضير المواد و التلبيد.. هذا هو الوضع في مركب سيدار الحجار

  10. ارتفاع مصابي عرب العرامشة إلى 18 إسرائيليا