صرخة في الآذان المسدودة: رقم مخيف

لولا أن مسابقة توظيف الأساتذة كشفت الرقم الحقيقي لبطالي التعليم العالي.. لبقيت الحقيقة مغيبة إلى أجل غير مسمى..

 

لولا أن مسابقة توظيف الأساتذة  كشفت الرقم الحقيقي لبطالي التعليم العالي.. لبقيت الحقيقة مغيبة إلى أجل غير مسمى.. فقد اعتادت الحكومة حجب الأرقام التي تدينها.. في حين تتباهى بعرض الأرقام التي تثري زخم إنجازاتها.. كالحديث عن أرقام المتمدرسين.. وأرقام المترشحين للامتحانات الرسمية.. وأرقام الموظفين في التربية وفي الجامعة..  في حين يمضي الرأي العام في ممارسة يومياته ذاهلا عن كل شيء.

  المدير العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات.. أحصى 860 ألف مترشح لمسابقة توظيف الأساتذة.. والرقم مرشح لبلوغ مليون متنافس.. مقابل 30 ألف منصب مفتوح لهذا الغرض.. فماذا يعني هذا؟

يعني بكل بساطة أن كل منصب يتنافس عليه 30 مترشحا على الأقل.. وعندما تعلن النتائج.. سينكفئ 830 ألف مترشح على أنفسهم مرة أخرى.. وينسحبون إلى مقاعد البطالين.. بانتظار سراب جديد يلوح لهم في أفق 2017.

هم يتحدثون دائما عن التسرب المدرسي.. ومن باب ذر الرماد في الأعين.. واستغفال الرأي العام.. يصرون ـ بقرارات فوقية ـ على حجز التلاميذ الراسبين أطول فترة ممكنة في المؤسسات التربوية.. ويقولون إن نصف مليون تلميذ ينسحبون سنويا إلى الشارع.. مصيبة كبرى يجب ألا تقع.. والمفهوم من كل هذا.. هو ترحيل المشكلات بدل مواجهتها.. إنهم لا يمتلكون السلاح الذي يواجهون به الفشل.

في المقابل.. هم لا يذكرون شيئا عن أزيد من مليون خريج جامعي.. من حملة الشهادات العليا.. الذين سُدت في وجوههم أبواب العمل.. وتحولوا إلى بطالين بامتياز.

  هم يتحاشون ذكر أي رقم حقيقي.. يتحول إلى قرينة ضدهم.. لأنه يثبت فشل سياساتهم.. فإلى أين سيقودنا هذا الوضع البائس؟

إلى الجدار طبعا.. فالإصرار على السير في طريق مسدود.. وإعادة إنتاج سياسات حمقاء ومغشوشة.. وبث الوعود الكاذبة لامتصاص غضب أزيد من مليون بطال جامعي.. لن يبقى فاعلا إلى ما لا نهاية.. إذ سيصطدم بقوة واعية.. تدرك أن الانتظار إلى الأبد سخافة.

  أين هو الاقتصاد الذي يمتص البطالة؟ لقد التهمته الحاويات.. كما امتصت أحلام ملايين البطالين.. الذين يحتفظون بورقة “خريج جامعة” في طلبات عمل لا يجيب عنها أحد.

  إن رقم مليون بطال جامعي.. ليس شيئا هينا.. إنه قنبلة موقوتة.. وهو قبل كل شيء.. إهدار ممنهج لأثمن ما تمتلكه أمة.. أعني بذلك عقول أبنائها وطاقاتها الحيوية.. وهو أيضا انكشاف لعورة حكومة لم تعد تملك شيئا تقوله.. وهو قبل كل شيء صرخة في الآذان المسدودة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  3. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  6. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  7. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  8. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  9. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  10. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات