ضريبة على الأغنياء فقط: هل يدفعونها؟

ماذا عن الاقتصاد الموازي الذي يسمح بإدارة ثروات خيالية خارج نطاق الرقابة الحكومية..

من معايير فرض الضريبة الالتزام بمبدأ العدالة.. أي ألا يعامل الفقير كالغني.. فمن امتلأت جيوبه حتى فاضت.. ليس كمن يكابد يومه ليحصل على ما يسد به رمقه.. أما ما يحصل على الأرض.. فهو أشبه بالمفارقة.. والتنفيذ أصعب من اتخاذ القرار.

لنا مثال في دعم الأسعار.. فأكبر المستفيدين منه هم أصحاب الثروات والنفوذ.. ولم تتمكن الحكومة إلى اليوم من تنفيذ تعهداتها بشأن تمكين الفقراء وأصحاب الدخول الضعيفة.. من الاستفادة المباشرة من هذا الدعم.. إنه ـ بصورة مباشرة أوغير مباشرة ـ يذهب إلى جيوب المترفين.. ليزدادوا ثراء.. أما الفقراء فهم في قائمة الانتظار.

نخشى أن يؤول قرار الحكومة بإدراج ضريبة جديدة على ثروات الأغنياء في قانون المالية الجديد ” 2018 ”.. إلى ما آلت إليه قوانين مماثلة.. كان ضجيجها الإعلامي والسياسي.. أكبر من مفعولها الميداني.. وتعلمنا في الجزائر ألا نصدق الكلام.. قبل أن نرى الأفعال.. ونختبر مدى جديتها .

الوزير الأول يشير إلى أن 90 بالمائة من الجزائريين غير معنيين بهذه الضريبة.. وتبقى الشريحة الأضيق ”حوالي 10 بالمائة” هي المكلفة بدفعها.. وتعني حوالي 4 ملايين جزائري.. ممن تتجاوز ثرواتهم 5 ملايير سنتيم ”أي 50 مليون دج”.. بقي أن نشير إلى ما يلي:

أولا.. ماذا عن التصريح بالممتلكات الذي يلزم من يتعاطون السياسة.. بتقديم كشف مفصل عن ثرواتهم .. هل مكن ذلك فعلا من حصر ثروات هؤلاء الأشخاص.. ومنعهم من توظيف السياسة في خدمة المال؟ الحاصل أن التصريح الشكلي موجود.. أما الحقيقة فمغيبة بأكثر من طريقة.

ثانيا.. ماذا عن التهرب الضريبي الذي يمارسه أصحاب الثروات الضخمة.. والحديث هنا عن مبالغ خيالية يتم عزلها عن الوعاء الضريبي.. في حين يدفع العمال ضرائبهم جملة وتفصيلا ”الاقتطاع من المنبع”؟

ثالثا.. ماذا عن الاقتصاد الموازي الذي يسمح بإدارة ثروات خيالية خارج نطاق الرقابة الحكومية.. فهل تملك الحكومة مد نفوذها إلى هذه المملكة التي لا تخضع لسلطانها.. أم إن حكومة الظل لها من النفوذ والقوة ما يبقي حكومة الوزير الأول بعيدة عن بسط هيمنتها على الملاذات الآمنة؟

رابعا.. ماذا عن الزواج غير الشرعي بين السياسة والمال.. الذي يجد ترجمته في التأثير المباشر الذي يمارسه أغنياء ـ فوق العادة ـ على القرارات الحكومية.. والذي يبلغ حد إزاحة وزير أول.. تجرأ على الاقتراب من أعشاش الدبابير؟

الإجابة عن هذه التحفظات.. ستقدمها الحصيلة الفعلية لقانون المالية 2018.. والأجل ليس بعيدا.

 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الفنانة سمية الخشاب تقاضي رامز جلال.. ما القصة؟