عجائب الوزيرة.. وخطايا النقابات

تطبيق الخصم يعني تجاوز فكرة تعويض الحصص الضائعة ..

 

توظيف التلميذ في الصراع الدائم بين وزيرة التربية ونقابة التعليم الثانوي.. يعني أن الطرفين متفقان على الاستمرار في الصراع بوسائل أخرى.. قد لا تكون مباشرة لكنها مكلفة.. والنية مبيتة على ممارسة الكيد والكيد المرتد ـ بتعبير جماعة الحرب النووية - .. والثقة التي تولدت من الاجتماع المنعقد بين الطرفين قبل أيام قد تتلاشى تماما.. بعد إقدام الوزيرة على خصم أجرة شهر أكتوبر من الأساتذة المضربين.. في سياق خطوة غير مسبوقة.

تطبيق الخصم يعني تجاوز فكرة تعويض الحصص الضائعة .. وتعني أيضا تصعيد المواجهة المفتوحة على كل الاحتمالات.. حتى الأسوأ منها.. وتعني بكل تأكيد أن التلميذ سيتحول إلى وسيلة وضحية في الوقت نفسه.

في سابقة غير معهودة.. تحولت الوزيرة عن الأساتذة والإدارة إلى التلاميذ مباشرة.. من خلال ما أسمته “استشارة” بخصوص تأجيل امتحان البكالوريا.. وراحت تخاطب التلاميذ وتطلب رأيهم في الإجراء المحتمل.. كمن يملك رأيا حاسما في الموضوع.. ومن الطبيعي أن تتوافق ردود النقابات على رفض هذه الخطوة.. واعتبارها “تهريجا” واستهتارا من الوزيرة التي تتصرف بمفردها.. ولجوؤها إلى التلاميذ يعني وقوعها في شراك “مراهقين”.. وكسرا لـ “هيبة” القطاع وامتحان البكالوريا.. بتعبير المتحدثين باسم النقابات.

بعيدا عن موقف النقابات.. وسلوك الوزيرة.. يمكن تقدير هذه الخطوة بالنظر إلى ما تريده الوزيرة وتسعى لتحقيقه منها.. فالرسالة الموجهة للنقابات هي أنكم لا تمثلون شيئا عندما يتعلق الأمر بالقرارات الحاسمة.. ويمكننا الاستغناء عنكم والبديل هو التلميذ.. الذي يمكن توظيفه ضدكم كما توظفونه أنتم ضد الوزيرة.

الوزيرة سعت لكسب ثقة التلاميذ واستمالتهم إليها.. لثنيهم عن الخروج إلى الشارع وحرق مآزرهم.. وهو أخطر ما تخشاه الوزيرة ومن ورائها الحكومة.. فتداعيات الإضراب يمكن التحكم فيها.. مادات فصول التراجيديا تجري داخل المؤسسات وليس خارجها.. فالحلول السحرية جاهزة ومتوفرة.. ولتفعل النقابات ما تشاء.

في دورة البكالوريا 2001.. وبسبب إضراب منطقة القبائل.. استحدث الوزير آنذاك دورة بكالوريا ثانية.. وتم تجاوز الإشكال ببراعة .. وبعد أن أدمنت نقابة التعليم الثانوي الإضرابات تفتقت عبقرية بن بوزيد عن “العتبة”.. واليوم أضربت منطقة القبائل عدة شهور.. فهل تعجز الوزيرة عن برمجة دورة ثانية ؟ أليس بيدها العجائب كلها.. وبيد النقابات خطاياها التي تستثمر فيها الوزيرة ببراعة؟!

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  4. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  5. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  6. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  7. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  8. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!

  9. بعد أسابيع من الغلاء .. مهنيون يؤكدون تراجع أسعار البطاطا بأسواق الجملة

  10. رسميا .. التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار الجزائر مساء اليوم