ما حدث في باريس لا يُفرح أحدا.. سوى إبليس وأتباعه من داعش ومن على شاكلة داعش.. لا شك أن إسرائيل ستفرح هي أيضا.. وسيهنئ الإسرائيليون بعضهم بعضا.. وستطرب الأنظمة الاستبدادية في بلاد العرب للمجزرة.. وستبرق على جناح السرعة لـ “هولاند” تعزيه وتعرض عليه الخدمة.. فمكافحة الإرهاب صناعة عربية بامتياز.. وسينتشي اليمين الأوربي المتطرف.. الذي سيتلقف الهدية.. ويتقدم خطوات إلى الأمام.. فجماعة لوبان لا تضيع الفرصة.
وفي هذه اللحظات.. سيتبادل “الداعشيون “ التهاني بالانتصار الكبير.. وبنجاح غزوة باريس.. على غرار النجاح الذي حققته غزوة نيويورك.. وستعد نفسها بمزيد من الفتوحات العظيمة التي تغير وجه التاريخ.. أليس التاريخ يبدأ من داعش!
إيران وروسيا وحزب الله اللبناني - الموضوع على قائمة الإرهاب العالمي -وقطعان الحشد الشيعي في العراق.. هؤلاء أيضا سيقيمون الأعراس.. لأن داعش أهدتهم قارب النجاة.. فأصابعهم التي تحترق في سوريا.. ستتحول إلى أصابع على الزناد.. فهدية بهذا الحجم قل أن تتوفر.. إلا إذا جادت بها داعش.
وسيقيم السيسي الولائم على شرف من انتشلوه من حطام الطائرة الروسية.. التي سودت حياته.. وحولته إلى قزم صغير.. يستجدي من يصدقه في حربه على الإرهاب المفترض.. فلا يلتفت إليه أحد.. بل إن حصارا جويا يُفرض عليه في عز أزمته النفسية.
بقي أن المساكين الذين سيدفعون الثمن مضاعفا هم المهاجرون إلى أوربا.. واللاجئون الذين جرفتهم حروب الديكتاتوريات العربية المعتوهة إلى الضفة الشمالية من المتوسط.. هي الجالية المسلمة دون غيرها.. ستضع يدها على قلبها.. متوقعة ردود أفعال متشنجة من جماعة لوبان.. فالمسلم متهم ومدان.. حتى وإن أشهر سيف الحجاج في وجه داعش.
من القاعدة إلى داعش إلى الأنظمة القمعية.. يتيه المواطن العربي في درب موحشة .. تبدو بلا نهاية.. يبحث عن مخرج من المتاهة فلا يكاد يعثر على معلم يهديه وسط الظلمات.. يلتفت يمينا وشمالا.. فلا يرى غير أشلاء أوطان.. تمزقها ديكتاتوريات فاحشة وبذيئة.. تسلطت على إرادة شعوب مغلوبة على أمرها.. وتعينها جماعات مجنونة.. تسوق فهما شيطانيا للدين.. تحاول به احتكار إرادة أمة.. لا تدري إلى أين ستذهب.
