غريب..ما يحدث في الجزائر !

ما يحدث في الجزائر غريب.. أقرب في غرابته إلى ما يحدث في مصر..

 

 

ما يحدث في الجزائر غريب.. أقرب في غرابته إلى ما يحدث في مصر.. الدولة الوحيدة التي تنافسنا.. وقد تتفوق علينا في النشاز السياسي والأيديولوجي والاقتصادي.. الأطفال يُختطفون ويقتلون.. ليس اليوم فقط.. بل على امتداد سنوات مضت.. وعلى كثرة وحدة الأصوات المنادية بتفعيل حكم الإعدام.. وهي أصوات تعكس إلى حد بعيد موقف الرأي العام.. إلا أن الصوت اللائكي المتشبث بمفاصل الدولة.. لا يزال يفرض صداه وضجيجه ويحجب غيره الأصوات.. والسؤال: كم طفلا يجب أن يختطف وينكل به.. وكم عائلة يجب أن تُفجع.. حتى يعود الرشد ـ أو على الأقل الشعور بالألم ـ إلى هؤلاء الذين يروجون لفكرة إلغاء حكم الإعدام؟ ربما الكثير.. هم يريدون الكثير من الجثث والأشلاء والدماء.. حتى يقتنعوا أن القاتل عمدا يجب أن يُقتل.. لا أن يحتفظ به في سجن مريح.. وتزوره جماعات حقوق الإنسان.. وطبيب الأسنان!

 المشكلة ـ في ظني ـ لا تقف عند هذا الحد.. بل تتعداه إلى انهيار الرؤية في مجتمعنا.. وقد تعكسه تشريعات انتقائية.. تعاقب مجرما دون آخر.. كمن يطالب “بتفعيل أحكام الإعدام وحصرها في خطف الأطفال والمخدرات وتزوير العملة ـ بيان للتجمع الوطني الديمقراطي ـ«.. باعتبارها جرائم مشينة.. ومن ثم لا داعي لإعدام قاتل وحش.. أجهز على أسرة بأكملها في خلفية شجار عائلي.. ولا حاجة لإعدام عصابة محترفة.. اختطفت كهلا وألزمت ابنه بتقديم فدية مقدارها 50 م.س كما حدث قبل أيام ـ أو حتى مليار سنتيم كما وقع في حالات سابقة ـ.. ولا داعي لإعدام من ثبتت عليه تهمة الخيانة الكبرى.. من هؤلاء الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الوطن.. فيتهربون من دفع الضرائب التي قد تبلغ المليارات.. أو يسرقون ويهربون مليارات الدولارات بأساليب مافياوية.. تنتهي بتبييضها في الملاذات الآمنة.. ولا داعي لإعدام من يزورون إرادة الشعب.. فيقلبون صناديق الانتخابات أمام الملأ أو من خلف الأبواب الموصدة!

 التفكير بهذه الطريقة الفجة والتمييزية.. ينبئ عن طغيان حسابات شخصية أو فئوية أو حزبية.. تسعى للعبث بالدولة والمجتمع دون رادع قوي وحازم.. أي إنه نوع مقنن من حماية المجرمين.. حتى لا تمتد إليهم يد العدالة.. ليتواصل مسلسل النهب والتخريب والترهيب.

  كل الجرائم مشينة.. ولا سبيل للتستر عليها أو تبريرها.. والباقي من الموضوع أن يكون الإعدام بتقدير القاضي الشريف.. الذي لا يفرق بين تزوير العملة وتزوير الانتخابات.. ولا بين من يقتل صغيرا أو كبيرا.. فهؤلاء يجب إعدامهم جميعا.. إذا انتفت ظروف التخفيف.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  6. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  7. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  8. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  9. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  10. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!