فاسدون في مجلس الأمة

بسقوط بوتفليقة المخزي سقط كل شيء كان له معه..

إجراءات رفع الحصانة البرلمانية عن الوزيرين السابقين ولد عباس وسعيد بركات اللذين استوزرا في "التضامن الوطني".. قد تنتهي بهما قريبا إلى طاولة التحقيق.. وقريبا سنرى خطاب التهريج والسفسطة يسقط أمام خطاب استجداء واستعطاف قاضي التحقيق.. وأهم من ذلك أن نرى "الإفلات من العقاب" قد تحول إلى مطاردة ساخنة لساحرات السلطة اللائي يُجلبن إلى القضاء بالجملة وبالتجزئة.. فعلى امتداد عشرين سنة من تدمير الدولة من الداخل.. ومقايضتها بكرسي لا يدوم لأحد.. وجدنا أنفسنا أمام تحدي البقاء.. فإما اللصوص ودولة العصابة.. وإما الشعب ودولة كل الجزائريين.

لقد تحول مجلس الأمة ـ بفعل تركيبته المصطنعة ـ إلى مكب نفايات العصابة.. فكل من استُنفد الغرض من وجوده ولم يعد صالحا للاستعمال.. يرمى هناك ويُنسى.. إنه بمثابة ممر آمن إلى الموت والنسيان.. يمكن أن تحصوا عدد من ألقى بهم بوتفليقة في هاوية المجلس لتدركوا حجم المأساة.. وكم كانت اللعبة قذرة وهي تدار على باسم مؤسسات الدولة وعلى حساب مصداقيتها.

 بسقوط بوتفليقة المخزي سقط كل شيء كان له معه.. البناء الهش الذي أعلاه بمعية بطانته لم يتماسك عند أول ضربة من الحراك.. فاهتز بعنف قبل أن يهوي إلى الأرض.. قبل ذلك كانوا جميعا محصنين ضد المساءلة والمحاسبة.. فمن جلس جوار الرئيس امتلك قوة الإفلات من الحساب.. فجاذبية المرادية أقوى بملايين المرات من جاذبية القضاء .

كل شيء كان يغري بفعل المزيد.. كان بإمكانك ارتكاب أي فعل مخل بشرف الدولة الجزائرية.. لتكتشف كم كانت الأمور سهلة ومُذللة.. تسرق المليارات وتمضي دون أن يسألك أحد: من أين لك هذا؟ تطيح بمن تشاء وتأتي بمن تشاء وأنت في حرز من العقاب.. حتى الإعلام تم تدجينه ترغيبا وترهيبا.. جاؤوا بالخليفة من بريطانيا ليطمسوا الأدلة.. فعلى الرجل ألا يتكلم ليدفن في زنزانته المجهولة.. ومن ذا الذي يسأل عنه بعد المحاكمة التي أسدلت الستار على سرقة القرن.. وبرأت اللصوص الكبار ورست العقوبة على بعض الهوامش الصغيرة.

كان ذلك إيذانا بإطلاق العنان لناهبي المال العام كما لم يحدث من قبل.. يستحوذ الواحد منهم على آلاف المليارات دون أدنى ضمان بنكي.. مديرو البنوك يتصرفون وفق ما يرد إليهم من تعليمات شفوية.. تمنح الصفقات خارج القانون.. وتُنهب الخزينة العمومية على مسمع ومرأى الجميع.. ومرصد مكافحة الفساد كان ضامنا للفساد.. ليجبر مجلس المحاسبة على إغلاق دفاتره على مساءلات بسيطة طالت بعض "السنافر".

 كان العيش في مملكة الفساد والإفساد آمنا.. وكان مجلس الأمة مأوى المتقاعدين منهم.. خير سلف لخير خلف يتسلم المشعل منه.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  3. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  6. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  7. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  8. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  9. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  10. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات